علي لفته سعيد
ويأخُذنا الجّنوبُ
قوافلَ الشّجنِ
مَحبةٌ وحبالٌ ومَواويل ورُوح
دمْعتان وأغْنيتانِ وآيتانِ وضلْعٍ يئنّ
وشُموعِ القَمر المسْجور بالآهاتِ
ومغيبٍ أزاحَ المآذنَ عن الصّلاةِ
حتى صارَت الشّوارعُ
يسيلُ من شمْسِها دم هَصور
لا يبْدأُ السّكونُ
وتُيمّمُ وجْهها المُدن الصّارخةِ بالتُّراب
لا وقْتَ لانْتظار الوضوءَ
أيْنما تولّوا وجوهَكم صوْبَ الرّبيع
فكلّ الأرْضِ قبْلةٌ للعاشقين
والنّداءُ المحْتشدُ بأزْرقِ العروقِ
تغْسلُ ظاهرَ أكفّها بالرّبيع
لا تقُل
ما لا يُقال عن التّاريخ
ولا تبزّهُ بشَتائمٍ من برْدٍ وحرٍ وأوْراقٍ ساقطةٍ
من شجرةِ الوطن
لم تأكلها الحُروب
لا تكنْ أعْزلَ في الكراهيةِ
ولا تكنْ أعْورَ في المَرايا
وتُمْسكَ بالمحاقِ قبْلَ ولادته
وتصْرخُ هذا هو القمرُ
لا يُنير سوى السّوادِ بالسّوادِ
وقْتُ الينابيعِ المرْشوشةِ بالصّراخِ
وقْتُ البراعمِ اللائذةِ بالخوْفِ
هذه لهْفتي
لهْفتكَ ولهْفتنا والسّبيلُ الوحيدُ للغناءِ
ما تكسّرت مرايا الوحْشةِ حتى يُزالَ الغبارُ
أدْعوكَ يا ربّ المطرِ
لا تُسجل منافذَ لا تُدْرك كيْفَ تُراقصَ الورْدَ
على شكْلِ وطن
كن برعْدكَ لطيفًا وكن بالقُبول رحيمًا
كنْ لنا في الصّلاةِ مقْبولةٌ لهْجتنا
سلامٌ على القسمِ
يلمُّ الطّرقَ المحْفوفةِ بالجّمالِ
وما تضوّرَ منْها وعما علّقت رايَتها على العتباتِ
الرّاحلون إليْنا
القادمونَ عنّا من ألْفِ قافيةٍ
سوّروا كتبًا لنا لها أفْواهٌ لا يمْكثُ فيها غير زبدِ الشّفة
خطْوةٌ على سفْرِ الرّصاصِ
وما زوّروا بالآياتِ سوى القتال
إنْ كنْتَ حرًا
لا تدعْ من كانت لُحاهم مكانِس الرّذيلةِ
يفتّتون سمْكَ الأرْضِ بالسّياطِ
فكُن ما بعْدَ الرّحيقِ
موصلاً بالرّوح