شاكر فريد حسن
عن دار الحديث للطباعة والنشر في عسفيا، صدرت المجموعة الشعرية النثرية الجديدة للشاعرة الجليلية نجاح داوود كنعان، المقيمة في طمرة.
جاءت المجموعة في ٩٠ صفخة من الحجم المتوسط، وضمت بين دفتيها ٥٢ صفحة من الحجم المتوسط، وصمم غلافها الفنان التشكيلي ب. الهيجاوي، وأهدتها الى زوجها الذي دعمها وشاركها خطوات الانجازات التي حققتها.
قدم للمجموعة كاتب هذه السطور شاكر فريد حسن، ومما قاله: « الحب والحنين، الأرض والخصب، التراب والوطن، النفي والموت، الشجر والميلاد، التحمت نجاح فأسكنها الشعر، وأسكن الشعر فيها قلادة عطر نسغًا لحلم وردي وحياة للعنادل والسنابل الفلسطينية التي تطلق زغاريد الفرح والحرية بالدم والحناء، وبلغة الموت والشهادة».
أما الشاعر الفلسطيني باسم الهيجاوي فكتب على الغلاف الأخير: « تتوهج الفكرة الشعرية من بين ثنايا هذه الكلمات التي تزاوج النثر بالشعر .. فتعزف على نايات الحنين نشيد المشاعر التي تاثت وتتوق للحظة دفء .. وتنطر غيم السماء ليروي ظمأ الأرض .. فتعود الطيور الى أعشاشها بعد أن شابها النأي .. وينبت العشب من بين الصخور .. وتصدح شبابة الراعي .. فتصحو الطيور من بقايا نومها .. لتغني أناشيد الحياة .. أتمنى للكاتبة مزيدًا من الخطى التي تدرك أين تضع أقدامها لتعزف على نايات الحنين أغنية بلون الربيع الدائم «.
« نايات الحنين « نصوص تموج بالأحاسيس، ولغة عذبة جميلة في جمال الأحاسيس الشعرية، تتدفق من بين كلماتها أحلامها الأنسانية، قبل أن تكون شاعرة، وما الشعر الا بوح ونبض الروح. ونجد فيها تأملات ورؤية ورؤى فكرية وحلمًا ووجدانًا وزومانسية وانتماءً.
تقول نجاح في قصيدة « اتسألني من أنا «:
أنا الشوق الممتد الى عمق الجوانح
يشتد بالجوى..
أنا الغصن الأخضر الذي ما انحنى
أنا الزهر والسنا …
أنا زنبقة بيضاء..
وحرفي ياء .. وباء ..
حروف تعشق الهناء
أنا أهزوجة الفلاح في ليل التعب .
ينشد الأمل القادم ..
أنا الحمام الحائم
أنا السوسن بربيع لا يفتى ..
وعنه لا غنى
قيثارة أوتارها
تنعش القلب ..
ياقوتة أنثى
نجمة يشع بريقها
طفلة تلهو في ظل نخلة
جذورها في الأرض ..
وطلعها في السماء .
« نايات الحنين « يضيء شعرًا ويوحًا جميلًا وحسًا مرهفًا وروحًا دافئة، ونجاح داوود كنعان شاعرة رقيقة تخافظ عبر قصائد مجموعتها على اسلوب شفاف وعفوي ورونق مميز مليء بعيق وعطر شعري خاص بها، بروح شاعرية رهيفة متوثبة.