أكدت أنها لن ترضخ لأية ضغوطات أميركية او إيرانية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
رفضت أحزاب المعارضة في الإقليم الرضوخ لأية ضغوطات أميركية إيرانية تستهدف التخلي عن اعتراضاتها، فيما يخص حصول تلاعب وتزوير في الانتخابات، والإسهام في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.
وقال عضو مجلس النواب القيادي في حركة التغيير هوشيار عبد الله في حديث للصباح الجديد انه كان من المفترض بالجانب الاميركي ان يتحرك باتجاه اعادة اصوات الناخبين التي استولى عليها حزبا السلطة، الا اننا وللاسف نجد بان الادارة الاميركية تبارك التزوير والتلاعب الذي حدث في الانتخابات، وهو ما قال انه جعل من الانتخابات مهزلة وليست عملية ديمقراطية ترتقي الى مستوى طموحات الشعب.
واضاف عبد الله نحن في حركة التغيير والاحزاب الكردستانية الاخرى ننتظر من الادارة الاميركية ان تعمل على تحقيق العدالة، واعادة اصوات الناس المسلوبة، ونرفض التبعية والتدخلات الخارجية والمتاجرة بانتمائنا، «لذا فنحن نرفض اي ضغوطات خارجية اميركية او ايرانية او تركية» باتجاه العدول عن قرارنا بمقاطعة العملية السياسية».
واضاف ان حركة التغيير تعتقد بان النتائج تم التلاعب بها وجاءت معاكسة لما كان يجب، ان تكون في السليمانية واربيل ودهوك، مشيرا الى ان التزوير الممنهج خدم حزبي السلطة، اللذين قال انهما اتفقا على تبادل الادوار والاستيلاء على اصوات الاحزاب الاخرى.
وتابع عبد الله «الى الآن التوجه السائد والاكثر رجوحاً داخل حركة التغيير هو باتجاه مقاطعة العملية السياسية في البلاد برمتها، كنوع من ادانة ما عدّه بالفضيحة التي شابت الانتخابات، تماشيا مع رأي الشارع وجماهير حركة التغيير، الذي قال انهم يطالبون بعدم المساومة على اصواتهم المهدورة.
وحول دعوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الاحزاب الكردستانية لتوحيد البيت والموقف الكردي ومن ثم التوجه بموقف موحد الى بغداد، عدّ عبد الله تلك الدعوات بالباطلة التي تهدف الى اغتنام المناصب والامتيازات في بغداد، بعيدا عن الارادة الوطنية وتطلعات الشارع الكردي، مضيفا «انهم يستولون على اصواتنا من جانب ومن جانب اخر يطالبوننا بوحدة الصف»، معلنا رفض حزبه لتلك الدعوات التي عدّها كلمة حق يراد بها باطل وان حزبه لايعيرها اي اهتمام.
الى ذلك اكدت مصادر سياسية مطلعة للصباح الجديد عن زيارة يقوم بها ممثل الرئيس الاميركي في التحالف الدولي للحزب على داعش بريت مكغورك خلال اليومين المقبلين الى محافظة السليمانية، قادماً من بغداد في مسعى منه لمنع احزاب المعارضية الكردية الست من تنفيذ تهديداتها بمقاطعة العملية السياسية، على خلفية تزويرات واسعة تقول تلك الاحزاب ان حزبي السلطة قاما بها في الانتخابات.
واضاف المصادر، ان مكغورك سيصل الى محافظة السليمانية اليوم الثلاثاء قادما من بغداد وسيلتقي فيها بالقيادات السياسية للاتحاد الوطني وحركة التغيير وتحالف الديمقراطية والعدالة وحراك الجيل الجديد، اضافة الى الاحزاب الاسلامية، لحثهم على المشاركة الفاعلة في العملية السياسية في البلاد.
وكان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني قد عبر عن أمله بان تخضع العلاقات بين اربيل وبغداد الى «مراجعة» لطي تاريخ حافل من الازمات، داعيا في الوقت نفسه الحكومة العراقية الجديدة لفهم القضية العادلة للشعب الكردي.
وحل الحزب الديمقراطي الكردستاني في المرتبة الخامسة على مستوى البلاد بينما تصدر قائمة الفائزين على مستوى اقليم كردستان، بواقع 25 مقعدا فيما حل الاتحاد الوطني الكردستاني ثانياً بحصوله على 18 مقعدا ، في الانتخابات التي جوبهت بموجة اعتراضات واسعة بالتزوير والتلاعب من قبل احزاب المعارضة الست في الاقليم.
وقال بارزاني في رسالة موجهة للرأي العام بمناسبة اعلان النتائج النهائية للانتخابات «نأمل أن تتم مراجعة للعلاقات بين أربيل وبغداد بعيداً عن التعصب والتوتر، وأن تكون تلك الانتخابات بداية لمرحلة جديدة بين الجانبين»، مبيناً إن «السبب الرئيس لجميع المشكلات السابقة وإجراء الاستفتاء يعود الى عدم التزام حكومة بغداد بالدستور».