رداً على دعوة من شيوخ عشائر عربية للصلح المجتمعي مع الإيزيديين
نينوى ـ خدر خلات:
في حين أطلقت العشائر العربية بقضاء سنجار دعوة لصلح شامل مع الإيزيديين وطيّ صفحة الماضي ونبذ كل مظاهر التطرف والإرهاب، ردت النائبة الإيزيدية فيان دخيل بأن للصلح شروطا أولها تقديم أسماء الإرهابيين للأجهزة الأمنية والقضاء والكشف عمن تورط بأعمال الذبح والخطف واغتصاب المختطفات، مبينة أن هنالك وثائق تثبت أسماء كل من اشترى وآوى واغتصب المختطفات الإيزيديات، محذّرة من أن هكذا دعاوى تدخل في باب الدعاية الانتخابية لمرشحي تلك العشائر.
وأطلقت مجموعة من شيوخ العشائر العربية السنية في قضاء سنجار دعوة جديدة للصلح بين جميع المكونات في غربي نينوى، ولا سيما بين العرب والإيزيديين والتركمان، مع طي صفحة الماضي، ونبذ الإرهاب والتطرف من جميع الأطراف، مبينين أنه قبل عام 2014 كان الجميع يعيش بسلام وتآخي ولم يعكر العلاقات الاجتماعية بين جميع الأطراف أي حادث، الى حين اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لقضاء سنجار واقترافه جرائم بشعة لا سيما ضد الإيزيديين.
وارتفعت وتيرة اطلاق المبادرات العشائرية من قبل العشائر العربية القاطنة في جنوب محيط سنجار مؤخرا، وجميعها تدعو للصلح مع الايزيديين.
وكان تنظيم داعش الارهابي قد اجتاح قضاء سنجار ـ معقل الايزيديين الرئيس في العراق ـ وقام بعمليات قتل وخطف وسبي الالاف من الايزيديين، حيث تقول مصادر ايزيدية رسمية انه نحو 3150 ايزيديا غالبيتهم من النساء والاطفال ما زالوا في عداد المفقودين حتى يومنا هذا.
وقالت النائبة الايزيدية في مجلس النواب العراقي، فيان دخيل، في حديث الى “الصباح الجديد” ان “الايزيديين يرغبون بلا ادنى شك بالعودة لمناطقهم في قضاء سنجار وممارسة حياتهم الطبيعية اسوة بالاخرين”.
واستدركت بالقول “لكن عن أي صلح يتحدث شيوخ تلك العشائر التي شارك المئات من أبنائها في اجتياح سنجار وارتكبوا جرائم بشعة يندى لها جبين الانسانية من اعمال خطف واغتصاب وانتهاك لقيم الانسانية والتحضر وعادوا بالمنطقة القهقرى لقرون غابرة حيث السبي وبيع البشر وغيرها من الجرائم التي طواها التاريخ منذ قرون مضت”.
واضاف “كل صلح ينبغي ان يكون فيه شروط واضحة تتضمن في الخطوط العريضة انصاف المعتدى عليه، ومعاقبة المعتدي، اما التفاصيل الصغيرة فانها تلزم الاطراف المتخاصمة بامور تمنع تكرار الجريمة وازالة اسبابها، مثل التعهدات الشخصية والجمعية بتعويض الضحايا وان العقوبة ستكون اشد في حال تجدد الجريمة او جزء منها”.
ومضت بالقول “نحن لن ننسى تضحيات بعض الافراد من ابناء تلك العشائر العربية ومخاطرتهم بحياتهم لاجل انقاذ بعض عائلاتنا ومختطفاتنا، وللاسف البعض من اولئك الابطال فقدوا حياتهم في اثناء قيامهم بتلك العمليات التي هي محل احترامنا وتقديرنا، ولن ننسى تلك المواقف النبيلة، لكن بالمقابل هنالك المئات وربما اكثر من ذلك من المتورطين بجرائم داعش من ابناء تلك العشائر العربية والتركمانية السنية”.
وكشفت دخيل على انه “لدينا وثائق تثبت وبالاسماء كل من اشترى مختطفة ايزيدية من اسواق النخاسة التي كان يقيمها تنظيم داعش في اثناء سيطرته على سنجار ومحيطها، واسماء من آوى مختطفات وإرهابيين دواعش في منازلهم، وهذه الوثائق من تنظيم داعش نفسه، لانهم كانوا يدونون معلومات من هذا القبيل في اثناء مراجعة ابناء تلك المناطق لدواوين التنظيم لانجاز المعاملات اليومية”.
وتابعت بالقول “اذا أرادت العشائر العربية الصلح مع الايزيديين، عليهم مساعدة الاجهزة الامنية والقضائية في تقديم قوائم باسماء كل من تورط بادنى جريمة ضد الايزيديين سواء من قاتل بصفوف التنظيم او اشترى وباع وآوى مختطفة او تستر عمن يمتلكها عقب تحرير تلك المناطق، وعليهم ان يدركوا ان هنالك قوانين عشائرية يعلمونها بشكل جيد تلزم المعتدي بتعويض المعتدى عليه، عدا ان ينال القانون من أولئك الارهابيين”.
وتساءلت دخيل “لماذا لم نسمع بهكذا مبادرات منذ 4 سنوات؟ اين كان شيوخ تلك العشائر من معاناة عائلات اهلنا من ذوي الضحايا الذين تجاوزا الستة الاف ضحية فضلا عن نحو 300 الف نازح من اهالي سنجار في مخيمات النزوح في اقليم كردستان؟”.
محذرة من ان “هكذا مبادرات في هذه الاوقات هي مجرد دعاية انتخابية لا اكثر، لان الصلح مع الايزيديين سيتضمن شروطا قاسية من الطرف الايزيدي نظرا لهول الجرائم التي ارتكبها المئات من ابناء تلك العشائر، يأتي في مقدمتها خيانة الجيرة والملح، وانتهاك الاعراض، وقتل وخطف الالاف، واعمال سرقة ونهب، وما تركته تلك الجرائم من يتامى وارامل ومعاناة نفسية ستستمر لعقود من الزمن فضلا عن تأثيرها على التعايش الاجتماعي، لانه لا يمكن السيطرة على مشاعر من فقد افراد عائلته بالكامل على ايدي ابناء تلك العشائر، فضلا عمن يشعر ان بناته وشقيقاته وزوجته ما زالت قيد الانتهاك من قبل أفراد من تلك العشائر او من قبل إرهابيين أجانب تم توفير الحاضنة الاجتماعية لديهم من قبل العشائر نفسها”.