الصباح الجديد ـ وكالات :
بحثت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن عددا من الملفات المحورية، بصمت معظمها خلافات يصعب إخفاؤها.
لا شك في أن ترامب سمع من ضيفته الألمانية الكثير مما طاب له، ففي الملف الروسي قالت ميركل إنه «لا أحد يريد علاقة سيئة مع موسكو» وهو ما كرره ترامب نفسه مرارا، لكنها دعت في الوقت ذاته إلى إعلاء الصوت و»تسمية الأشياء بمسمياتها عندما تظهر الخلافات»، مشيرة إلى أزمتي أوكرانيا وسوريا كأمثلة.
ورغم أن ميركل أعربت عن ارتياحها لمستوى التعاون مع واشنطن في ما يتعلق بالسياسات حيال روسيا، وأكدت دعمها موقف الشركاء الغربيين من «دور روسيا في سوريا»، إلا أنها أشارت إلى قلق برلين من تداعيات العقوبات الأميركية التي فرضت أو قد تفرض على موسكو.
وبعيدا عن إبداء الدعم لهذه العقوبات، اكتفت ميركل بالقول إن «الجانبين الألماني والأمريكي يتبادلان الآراء حول التأثيرات المحتملة» للعقوبات، مشيرة إلى مخاوف الشركات الألمانية من أن تتضرر بشكل غير مباشر من الإجراءات الأميركية ضد روسيا. أما موضوع خط أنابيب «السيل الشمالي-2» المقرر لتوريد الغاز الروسي إلى ألمانيا، فغاب عن تصريحات ترامب وميركل الصحفية، لكن قبل أيام رفضت برلين التحذيرات الأمريكية من أن «السيل الشمالي» سيعزز تبعية ألمانيا الاقتصادية لروسيا، مشيرة إلى أن ما تعرضه واشنطن من الغاز المسال الأمريكي في المستقبل، لا يمكن له أن يصبح بديلا عن الغاز الروسي.
وفي الملف الإيراني، وافقت ميركل الرئيس الأميركي في ما يخص ضرورة الحد من تأثير طهران «المثير للقلق» في سوريا ولبنان، واعتبرت أن اتفاق إيران النووي للعام 2015 «غير مثالي ولا يحل جميع المشاكل المتعلقة بإيران».
لكنها شددت أيضا على أن هذا الاتفاق يجب أن يعتبر «حجر زاوية»، مضيفة أن «بريطانيا وفرنسا وألمانيا عملت بشكل مثمر مع زملائنا الأميركيين وسنرى قريبا، ما هو القرار الذي سيتخذه الجانب الأمريكي»، في إشارة إلى تهديدات ترامب بفرض عقوبات جديدة على طهران والانسحاب من الاتفاق النووي معها، وهو ما تعارضه الدول الثلاث المذكورة وروسيا والصين أيضا.
ولم تلب مركل كافة توقعات ترامب في مسألة زيادة النفقات العسكرية، حيث جدد ترامب المطالبة بضرورة تخصيص دول الناتو ما لا يقل عن 2% من إجمالي الناتج المحلي للإنفاق الدفاعي، إلا أن ميركل وعدت بأن تنفق بلادها ابتداء من العام 2019 نحو 1.3%، في زيادة ضئيلة بالمقارنة مع مستوى الإنفاق الحالي الذي يبلغ 1,25%. وتهربت ميركل من الإدلاء بتصريحات عن العقوبات الجمركية الأميركية التي تهدد إدارة ترامب بتطبيقها منذ الأول من مايو المقبل على واردات الاتحاد الأوروبي من الصلب والألومنيوم، قائلة «إن هذا الأمر يعود إلى الرئيس الذي يقرره».
ويبدو أن مهمة تدوير الزوايا في حرب الرسوم الجمركية التي يخيم شبحها على العلاقات بين أمريكا وحلفائها عبر الأطلسي، تعثر على ميركل إنجازها، حيث أكدت أن على الاتحاد الأوروبي وألمانيا مواصلة المباحثات مع الولايات المتحدة للتوصل إلى شروط تجارية عادلة.
أجواء ودية بين ميركل وترامب مع استمرار الخلاف بينهما
التعليقات مغلقة