لا يمكن فصل العملية الانتخابية في أي نظام ديمقراطي عن العملية الاتصالية واذا أخذنا بنظر الاعتبار بان الانتخابات في مضمونها هي ممارسة حقيقية لمفصل مهم من مفاصل الحرية فان تنظيم الحملات الانتخابية واداء عملية التصويت تغدو احد معالم الحريات العامة لأية دولة تؤمن بالتعددية وتتخذها كاداة ووسيلة في ادارة الدولة وان تنظيم هذه الحملات يجب ان يستند الى اخلاقيات معرفة بقوانين وقواعد وتعليمات تحرص الدول على تطبيقها للحد من ممارسة الانتهاكات من قبل الاحزاب والكيانات ومرشحيها وتشويه هذا الحق الدستوري بما يؤدي الى التشويش في الجانب الآخر ونعني به الناخبين وحتى يكتمل مشهد الانتخابات لابد من التكامل بين أطرافها في كل المراحل ونعني بذلك تأمين الاعلان عن اسماء الكيانات والاحزاب واسماء المرشحين وضمان المشاركة من قبل الجمهور ضمن المستويات والفئات العمرية التي يحق لها التصويت وتأمين اجراء حملات انتخابية ناجحة من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بما يشجع الافراد على التسجيل والتوجه الى صناديق الاقتراع وتوفير الفرصة والزمان والمكان للمرشحين بتسويق برامجهم ومشاريعهم الى الجمهور واخيرا تأمين التغطية الاعلامية العادلة والموضوعية والمهنية لكل مرافق العملية الانتخابية ومن خلال هذه المهام المتعددة يتأكد لنا بان الحرص على النجاح في هذا المحفل يستلزم وعيا وطنيا يشمل المرشحين الذين تقع على عاتقهم تقديم انفسهم بما يجذب اهتمام واحترام الناخبين لهم ولبرامجهم ومشاريعهم وخطابهم على حد سواء والتزاما سياسيا وقانونيا وامنيا من قبل الدولة شتى تشكيلاتها يتيح لاطراف العملية الانتخابية اداء دورها بيسر وشفافية ولا يخلو ميدان الانتخابات من الانتهاكات ومحاولات التخريب والتأثير على سلوك الناخبين ومواقفهم وصولا الى تغيير قناعاتهم وهناك من يعمد الى استعمال النفوذ المالي والمؤسساتي لتحقيق أهداف سيئة وخطيرة في الوقت نفسه تتمثل بالسعي لتسقيط احزاب وكيانات وقادة ومرشحين بأية وسيلة من شأنها ابعادهم عن المنافسة الانتخابية واذا كان من الطبيعي توجيه الاتهامات والتشكيك ببرامج احزاب معينة فان من غير الطبيعي هو توظيف المواقع الاعلامية بتشويه السمعة والنيل من الاعراض والخصوصيات وتحريف الحقائق وتوظيف الاخطاء والاغراءات والابتعاد كليا عن اخلاقيات الاعلام وممارسة خطابات صفر مريبة تفتقد الحدود الدنيا من آداب التخاطب وتنهج منهج التشهير والتسقيط بأية وسيلة للتأثير بالرأي العام وبهذا يكون اصحاب هذا النهج وهذا الخطاب قد عروا انفسهم وكشفوا للأمة عن مدى انحدارهم ووضاعتهم وتعمدهم الاساءة لوطنهم وشعبهم من خلال قبولهم الترويج والتسويق لبرامج واهداف خارجية وداخلية تبتغي التشويه والتشويش على العملية الانتخابية برمتها .
د. علي شمخي
تشويه وتشويش..!!
التعليقات مغلقة