أجمع أغلبهم على أنّ الاستفتاء خلّف نتائج كارثية على الإقليم
السليمانية ـ الصباح الجديد ـ عباس كاريزي:
وعود بالجملة وشعارات وبرامج متنوعة اقترب بعضها من الخيال، أطلقتها الأحزاب والقوى السياسية في حملاتها الدعائية التي انطلقت في الإقليم منذ بضعة أيام، إلا أنها وعلى الرغم من تشعبها وتنوعها أخفقت في تحريك بوصلة الشارع الكردي وثني المواطنين عن عدم المشاركة والتصويت في الانتخابات التي تدنو شيئا فشيئا من ساعة الحساب والحسم.
فبينما اعلن مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بالاقليم عن تسجيل 18 خرقا وتجاوزا على التعليمات والضوابط التي اعتمدتها المفوضية، استطلعت الصباح الجديد اراء عدد من المواطنين الذين تنوعت آراؤهم تجاه الاحزاب والقوى السياسية، ودورها سلبا وايجابا خلال السنوات الاربع المنصرمة، وكان اغلبها رافضاً تكرار الاخطاء السابقة التي ارتكبتها السلطات، مؤكدين ضرورة معاقبة الاحزاب التي تسببت باهدار الثروات وخلقت ازمات كان الاقليم في غنى عنها مع بغداد.
سيروان محمد وهو تاجر مواد غذائية بمحافظة السليمانية، قال للصباح الجديد، ان السياسة الاقتصادية التي اعتمدتها حكومة الاقليم خلال الاعوام الاخيرة المنصرمة كانت فاشلة بكل معنى الكلمة وتسببت بقطع ارزاق الناس وخسر اغلب التجار رؤوس اموالهم.
وأردف «انا على سبيل المثال كنت قبل ثلاث سنوات استورد شهريا قرابة مئة الف دولار من المواد الغذائية من دول الجوار، وكانت الاسواق مزدهرة والقدرة الشرائية للمواطنين كانت جيدة، اما الان وبعد الاخطاء الكارثية التي ارتكبتها الحكومة ومصادرتها أموالنا في البنوك من دون وجه حق، اصبحت مدينا للشركات الاجنبية، حتى البضاعة التي استوردها برغم تخفيض نسبة الربح الذي نجنيه منها تبقى في المخازن لاشهر، نظرا لتدني القدرة الشرائية لدى المواطنين وشحة السيولة النقدية في الاسواق.
لذا فان هذه الحكومة هي المسؤولة عن التردي الاقتصادي والمعاشي وارتفاع نسب البطالة والفقر، وعلى الاحزاب المشاركة في الحكومة ان تدفع ضريبة اخطائها وتترك السلطة لأناس كفوءين مهنيين من ذوي الخبرة.
اما ازاد جالات وهو سياسي مستقل عزا تردي الاوضاع وتراكم الازمات السياسية والاقتصادية الى ارتكاب السلطات في الاقليم اخطاء كارثية وفي مقدمتها اجراء الاستفتاء الذي قال ان توقيت اجرائه برغم الاعتراضات والممانعة الداخلية والإقليمية والدولية كان خاطئا بكل المعايير.
من جانبه قال استاذ الاقتصاد في جامعة السليمانية البرفيسور محمد رؤف سعيد في تصريح للصباح الجديد ان الفشل والاخفاق الذي مني به الإقليم ناجم عن عدم وجود أداة رشيدة او حكومة تعنى بشؤون الشعب وتلبي طموحاته.
وتابع نحن لحد الان لم نفهم ما معنى الحكومة او ما هي المسؤولية التي تقع على عاتق الحكومة، وتابع اننا لا نمتلك حكومة بالمعنى الحقيقي لاننا ليس لدينا برلمان حقيقي او مؤسسات وان حكومة الاقليم واقعة تحت تاثير وهيمنة اطراف خارجية، لاننا لم نتمكن من تأسيس دولة مؤسسات وان يكون لنا برلمان فاعل.
وتابع اننا نعيش في بلد اغلب القوانين والتشريعات التي تقر معطلة ولا تدخل حيز التنفيذ وما يشاع عن الاصلاح ومحاربة الفساد هو مجرد شائعات وادعاءات كاذبة، لاننا في اقليم كردستان واغلب الدول المتخلفة ليس لدينا الثقافة القانونية فضلا عن انعدام المؤسسات الفاعلة وفي مقدمتها البرلمان والمؤسسة القضائية لأنهما يفتقدان الى المضمون والدور المرجو منهما.
من جانبه حذر الكاتب والصحفي فرهاد غريب من استغلال الفضاء الديمقراطي من قبل المرشحين لاطلاق وعود وشعارات بعيدة المنال في مسعى منها لاستغفال وعي الناخبين.
وتابع في مقال عقب فيه على الشعارات والوعود الانتخابية لبعض المرشحين، ان الوعود البراقة التي قطعوها على انفسهم، بعيدة جدا عن الواقع، الى درجة لو جمعنا ثروات البلاد كلها فانها لن تنفذ ما يجعل من المرشحين أضحوكة ومثارا لسخرية الناخبين، لانه يبدو انهم لم يدرسوا سايكولوجية وطبيعة وظروف ومستوى وعي المواطنين الثقافي.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد اعلنت إنها ستتعاون مع أي مرشح يختاره الشعب العراقي في الانتخابات المقبلة.
وقالت المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية هيذر ناويرت ان الولايات المتحدة لا تدعم اي مرشح على حساب الاخرين وانها ستتعاون مع اي مرشح يختاره الشعب العراقي في الانتخابات المقبلة.