لتفكيك ما تبقى منه واجراء المسوحات العلمية
بغداد ـ الصباح الجديد:
تفقد وزير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا الدكتور عبد الرزاق العيسى موقع مفاعل تموز واطلع على خطة الاشراف والاستعداد للشروع بخطة معالجة المخلفات النووية .
وقال الوزير خلال متابعته الميدانية في موقع مفاعل تموز واطلاعه على مراحل تطويق المخلفات إن البرنامج الخاص بالمخلفات النووية في العراق يقوم على التنسيق مع هيئة الطاقة الذرية في فيينا والخضوع للاتفاقات الدولية التي تنص على جعل العالم بيئة خالية من أضرار المواد النووية والكيميائية .
وثمن وزير التعليم العالي الجهود الاستثنائية التي يبذلها الخبراء العراقيون من مؤسسات العلوم والتكنولوجيا والمؤسسات التعليمية المتواجدين في الموقع من اجل المراقبة وبلورة العلاجات الاحترازية التي تعد جزءا من مشروع تفكيك ما تبقى من المفاعل واجراء المسوح المتعلقة بالمعالجة العلمية المطلوبة .
على صعيد متصل حث الوزير خلال كلمة القاها في المؤتمر الوطني الثالث للسلامة والامن الكيميائي والبايولوجي والاشعاعي والنووي الذي اقامته جامعة بابل بالتعاون مع المؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية على تعزيز البنية العلمية والاستشارية لتأمين المواد الكيميائية وتحجيم افرازاتها المضرة بالبيئة والانسان.
ووصف العيسى المؤتمر بالبصمة الجديدة التي تضاف الى سجل العراق في مجال مكافحة ومعالجة المواد والمخلفات الكيميائية والتصدي للتحديات وتجسير علاقات التعاون بين المؤسسات الوطنية ونظيراتها الإقليمية والدولية ، مضيفا ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجامعاتها العريقة ومؤسسات العلوم والتكنولوجيا أثبتت أنها من المؤسسات المبادرة لوضع الحلول والعلاجات الرصينة وأنها حققت منجزا مهما في ظرف استثنائي تمكن فيه المخلصون من اعلان العراق بلدا خاليا من كل ما يهدد الحياة.
وكرم وزير التعليم العالي عددا من ممثلي السفارات الداعمة للعراق في مجالات البحوث العلمية والتقنية الهادفة.
ومما يجدر ذكره ان البرنامج النووي العراقي شهد تطوراً واسعاً في عهد رئيس النظام السابق صدام حسين الذي أمر بإنجازه سرا بعد أشهر من العدوان الإسرائيلي الذي دمر مفاعل تموز في 7 حزيران 1981 برغم أن البرنامج كان ما يزال سلمياً ، اذ ان العلماء العراقيين تمكنوا وحدهم من تخصيب اليورانيوم كهرومغناطيسياً دونما مساعدة أجنبية ، غير ان هذا البرنامج دمر تماماً بعد دخول المفتشين الدوليين العراق.
وبدأ البرنامج النووي العراقي باجراء مباحثات سرية مع الإتحاد السوفيتي في 17 آب من عام 1959م، لبناء مفاعل نووي وتم وضع برنامج نووي ويعد جزءاً من التفاهم العراقي السوفيتي، وفي عام 1968 بني مفاعل بحثي من نوع (IRT-2000 معطى من قبل السوفييت) مع عدة منشآت قادرة على إنتاج النظائر المشعة بالقرب من بغداد ، وفي سنة 1975 ، زار الرئيس السابق صدام حسين موسكو وطلب بناء محطة نووية متطورة ، ولكن السوفييت اشترطوا أن تكون المحطة تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن العراق رفض، وبعدها في 15 نيسان من العام نفسه ، وقعت إتفاقية تعاون بين الطرفين وتعد هذه الإتفاقية تالية لإتفاقية عام 1959 ، وبعد ستة أشهر وافقت فرنسا على بيع 72 كيلوغراما من اليورانيوم بدرجة 93% ، ووافقت على بناء محطة نووية من دون سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبتكلفة 3 مليارات دولار.
وفي بداية السبعينيات، أمر رئيس النظام السابق بإنشاء برنامج أسلحة نووية سرية ، وفي سنة 1976 إشترى العراق مفاعلا نوويا من طراز (Osiris ) ، وكان المفاعل معدا لأغراض نووية بحثية سلمية ، وقام الخبراء العراقيون والفرنسيون بإدامته، ولكن إسرائيل شكت بدوافع العراق، وقالت إنه يستعمل لصناعة أسلحة نووية ، وفي 7 حزيران عام 1981 ، قامت إسرائيل بهجوم مفاجئ بسرب طائرات إف-16 وبمرافقة من قبل طائرات إف-15 إيغل، منطلقة من قاعدة سيناء (والتي كانت تحت السيطرة الإسرائيلية آنذاك)، وعبر أراضي المملكة السعودية ووصولاً للعراق، قامت بتدمير مفاعل نووي (المسمى بمفاعل تموز 1 وتموز 2) قيد الإنشاء على بعد 17 كيلومترا من جنوب شرق بغداد ، كما قصفت المنشآت النووية العراقية بشدة في حرب الخليج الثانية، وتلتها فترة التفتيش على المنشآت النووية من قبل المفتشين الدوليين، ومرت بمراحل منعهم والسماح لهم بالتفتيش ، وتعرضت المنشآت النووية لأضرار وسرقة في حرب الخليج الثالثة وبعدها.