في ضيافة «أم قصي«..
الصباح الجديد – وداد ابراهيم:
وصلت الى بيتها في ناحية العلم بمشقة بعد اجتياز العشرات من نقاط التفتيش للقاء تلك العراقية التي حازت على لقب اقوى امرأة لعام 2018 ضمن عشر نساء من انحاء العالم وحازت قصتها في انقاذ جنود عراقيين من مذبحة سبايكر ومن ان يكونوا في قبضة داعش على ان تكون الاولى.
لم تجف دموعها وهي تتحدث عن ابشع الجرائم التي حدثت امامها فتقول: ابشع ما شاهدت هو قتل ابني جمارة قلبي( كما وصفته) وزوجي من قبل داعش الارهابي.
تلك هي علية خلف صالح الجبوري واحدة من نساء ناحية العلم التي تبعد 30 كم عن مدينة تكريت (صلاح الدين) بعد ان انقذت وآوت في بيتها ما يصل الى 58 جنديا عراقيا ومن منتسبي الحشد الشعبي الذين فروا وعبروا النهر من قرى تحيط قاعة سبايكر للوصول الى مكان امان.
تقول:
حين حدثت مذبحة سبايكر بقتل 1700 جندي في القصور القريبة من جسر تكريت اذ يقع بيتي على الجانب الاخر من ضفة النهر كان الجنود الفارون من القصور يجدون امامهم مذبحة على النهر فيقومون بمحاولات للوصول الى الجانب الاخر فكنت ارسل اولادي يأتون بهم الى بيتي في زورق صغير وعلى شكل وجبات حتى وصل عددهم الى 58 جنديا ومن الحشد الشعبي من محافظات العراق كافة واكثرهم من الجنوب وفي أعمار صغيرة ، فاوقد النار وابقى احرسهم حتى الصباح من ان يتعرض البيت لمداهمة ولم يكن بيتي هو الوحيد الذي استقبل الجنود بل كان في كل بيت من بيوت الناحية اكثر من عشرة جنود.
عن حالهم قالت: اطفال صغار من مدن الصويرة والعمارة والديوانية والحلة، وهم في حالة لايمكن وصفها من الخوف والرعب والجوع ومهما وصفت لا اصل الى حالتهم المؤلمة، فأشعرتهم بأنهم في أحضان امهم فآويتهم في بيتي 17 يوما وكنت أخذهم على شكل وجبات الى كركوك التي تبعد 150 كم عن الناحية بعد ان ازودهم بهويات طلاب جامعة وجنسيات باسماء مزورة.
اكملت قائلة: بعد ذلك اتصل بابني صديق له في منطقة الحجاج في تكريت يخبره عن سبعة جنود يريد ايصالهم الى الضفة الاخرى قبل ان يمسك بهم داعش فقلت لابني خذ اختك معك تنتظرك على الضفة لان الدواعش لايمسكون برجل ومعه امرأة، وما حدث ان الشخص الذي كان يدفع بالسبعة جنود في النهر واسمه حمد وقع ميتا في النهر وصار النهر يأخذ بالجنود في جانب اخر فما كان من ابني الا ان يصل الى الجنود ليعودوا الى حمد يخرجونه من النهر ويسلمونه لوالده.
ووصلوا الى بيتي وهم في غاية الحزن على من حاول انقاذهم، وكان علي ان اهئ لهم فرصة للخروج فزودتهم بهويات بأسماء اولادي السبعة واستأجرت سيارة بكاب ووضعتهم في الوسط تحيطهم بناتي بالعباءات من دون ان يكونوا ظاهرين ابدا وسرت بهم الى كركوك عند صديقة لي تركمانية وهي بدورها اوتهم حتى وصلوا الى عائلاتهم في بغداد وكنت اتواصل معهم حتى اسمع صرخات الاهل مرحبين بهم فتسيل دموعي فرحا اني ارجعت شابا الى امه واهله.
وبعد ايام دخل داعش ناحية العلم وعلمت انهم يبحثون عني فهربت مع عائلتي التي تصل الى 25 شخصا حتى وصلت بعد 14 ساعة الى بغداد وذهبت الى عائلة احد الناجين في منطقة الحرية واسمه مهند رشاد فرحبوا بي وعملوا احتفالا كبيرا لوجودي معهم وبعد4 ايام غادرت الى سامراء وانا محملة بعجلة كبيرة من الاثاث والاغراض ومعها مبلغ من المال.
طوعة؟
هذا اللقب أطلقته علي المرجعية في النجف تيمنا بأسم طوعة تلك السيدة التي أوت مسلم بن عقيل سفير الحسين عليه السلام وانا سعيدة بهذا الاسم فانا اويت اناسا هم من احفاد علي والحسين عليه السلام.
تكريمات وشهادات؟
حصلت على تكريم من رئاسة الوزراء وهيئة الحشد الشعبي واخرها من اميركا وحينها سألت ماذا تعني لك هذه التكريمات فقلت لاشئ انا عملت شيئا للعراق وكل هذه الشهادات اهديها للعراق ولجيشه وحشده.
وماذا الان ؟
اناشد بمستشفى لناحية العلم لان النساء يباغتهن المخاض في الشوارع قبل الوصول الى مستشفيات المحافظات ومدرسة للناحية واتمنى على الحكومة ان تستجيب.
لك اتباع هل تفكرين بخوض انتخابات او الدخول الى معترك السياسة؟
لا لم تكن السياسة هي طموحي يوما ولا افكر بخوض الانتخابات.