مطالبات ببحث ماضي مديرة CIA الجديدة
متابعة ـ الصباح الجديد:
طالب أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي امس السبت، بالكشف عن ما أسموه «ماضي» مديرة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» الجديدة جينا هاسبل، التي اختارها الرئيس دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
واختار ترامب هاسبل مديرة للوكالة الأسبوع الماضي خلفا لمايك بومبيو الذي تم تعيينه وزيرا للخارجية بدلا من ريكس تيلرسون
وقال أحد المطالبين بالكشف عن ماضي هاسبل السيناتور مارتين هينريش، إن «الشعب الأميركي يستحق معرفة من هم قادته»، مطالبا «برفع السرية عن الكثير من التفاصيل حول هاسبل»
وأضاف «ينبغي أن لا تتم مطالبتنا بتأكيد تعيين مرشحة لم تتم مناقشة خلفياتها الماضية علنا، لأنه بذلك لا يمكننا محاسبتها على تصرفاتها»
يشار إلى أن تعيين هاسبل يحتاج إلى موافقة من جانب مجلس الشيوخ الأميركي، وتتهم عدة تقارير صحفية هاسبل بالإشراف على تعذيب سجناء قبل عدة أعوام عندما كانت تدير سجنا سريا في تايلاند
وانضمت هاسبل إلى وكالة الاستخبارات المركزية عام 1985، وشغلت عدة مناصب في الوكالة إلى أن عينها ترامب نائبة مدير (سي آي إيه) في شباط 2017.
بالمقابل أعلنت وزارة العدل الاميركي امس الاول الجمعة ان وزير العدل جيف سيشنز اقال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) السابق اندرو ماكيب الذي غادر منصبه في كانون الثاني الماضي لكنه بقي في المؤسسة، قبل يومين على تقاعده.
ويستهدف الرئيس الاميركي دونالد ترامب منذ اشهر الموظف الكبير. وقد انتقد علنا وزير العدل لانه لم يطرده عندما كان يشغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي بالنيابة.
وتحدثت وزارة العدل في بيان امس الاول الجمعة عن «سلوك سىء» من قبل ماكيب لتبرير طرده.
واقالته قبل يومين من عيد ميلاده ستكون له عواقب مالية. فقد كان يمكن ان يستفيد من راتب تقاعدي اكبر بكثير لو غادر مكتب التحقيقات الفدرالي بعد 18 آذار يوم بلوغه الخمسين عاما.
وكان ترامب كتب في تغريدة في 23 كانون الاول ان «مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي اندرو ماكيب يراهن على الزمن ليتقاعد مع الاستفادة من كل امتيازاته. اكثر من تسعين يوما؟!!».
ورد ماكيب في بيان «هذا هو الواقع: انني معزول واعامل بهذه الطريقة بسبب الدور الذي لعبته والقرارات التي اتخذتها وكنت شاهدا عليها بعد اقالة جيمس كومي».
واندرو ماكيب تولى ادارة مكتب التحقيقات الفدرالي بالنيابة من ايار الى آب 2017 بعد ان اقال ترامب جيمس كومي وقبل تعيين المدير الحالي كريستوفر راي.
وقد حمل عليه الرئيس الجمهوري بسبب صداقته مع جيمس كومي واتهمه بالارتباط بالديموقراطيين. وصب عليه ترامب كل الغضب الذي يثيره لديه التحقيق في اتصالات محتملة بين فريق حملته الانتخابية والروس للتأثير على نتائج الاقتراع في 2016.
وتعتبر الاضطرابات الأخيرة في البيت الأبيض، شيئًا ليس بجديد، حيث تميّز البيت الأبيض بالفوضى منذ تدشينه، فقد شهد خليطًا غريب الأطوار من السياسيين واللاعبين في واشنطن، ولكن الفرق في هذه المرة هو وجود رئيس جريء ينوي تشكيل الإدارة بناء على رغبته وتصوره، وفي حين أن الكثير من أحداث العام الماضي صدمت دونالد ترامب، وكان محبطا من قبل آلة واشنطن وعرقلته الفصائل المتنافسة داخل إدارته، ولكن يبدو الآن وكأنه زعيم وجد قدميه وهدفه، وطٌرٌد ستيف بانون، في العام الماضي لزرعه الفرقة في البيت الأبيض، وصب السم حول زملائه من خلال آذان المراسلين، ومن ثم تمت إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، في الأسبوع الماضي، لعدم اتباعه سياسة ترامب الخارجية بشكل كاف.
واستقال سيان سيايسر في العام الماضي كسكرتير صحافي لأنه تم إحضار شخص آخر لمنافسته متمثلا في أنتوني سكاراموتشي، ومن ثم جاءت استقالة غاري كوهين، في الأسبوع الماضي بعد أن تجاهل ترامب محاميه ودفع بالتعريفات التجارية، ويعمل ترامب بشكل مختلف، فبعد عام من الفشل، حيث الاخفاق في استبدال برنامج أوباما كير للرعاية الصحية، وسقوط حظر السفر، وحكمه في ظل التحقيقات الروسية، تغيرت الأمور كثيرا منذ فوز كانون الأول الكبير، وإصلاح نظام الضرائب الأميركي.
وسواء كان ترامب يعمل إلى الأفضل أو الأسوأ، يبدو الآن كرجل يفهم الوظيفة وسيحكم كما وعد، من خلال كونه غريزيا وجريئا، وسواء كان الأمر يتعلق بالتعامل مع أزمة كوريا الشمالية أو الوفاء بالوعود للناخبين ذوي الياقات الزرقاء، إذا كان هناك عمل يحتاج إلى القيام به، فإن ترامب واثق من قدرته على القيام بذلك بنفسه، وفي كلتا الحالتين، فإن إظهار استقلاله الجديد، حيث محاولة أخذ خطوة للأمام، والطلب من كوريا الجنوبية الإعلان عن خططه للقاء كيم جونغ أون، بدلا من الاعتماد على طاقم قد يحاول إقناعه بالتفكير مرة أخرى، وكذلك الإعلان المسبق عن إعلانه عن تعريفة الألمنيوم والفولاذ، مع إسكات مساعديه، الذين كانوا يتطلعون إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد، حيث كان قبل ذلك تحت رحمة مراكز القوى المتنافسة، وبالتالي قام بترتيبات داخل الإدارة في محاولة إلى للسيطرة على الفوضى.
وانتشر القول دائما إنّ الرئيس سيحتاج إلى وقت ليكبر في منصبه ويجد شعبه، كما أن وصول السيد مايك بومبيو، إلى منصب وزير الخارجية، والذي فاز بتعاطف السيد ترامب، يوضح الاتجاه الذي يريده ترامب، حيث معادة إيران وعمله ضد كلينتون، ولكن هذه أخبار سيئة بالنسبة لماكماستر، وكذلك جيف سيشنز، وجون كيلي، فكل شخص لن يتبع سياسة ترامب سيكون خارج برنامجه، وسنرى في السنة الثانية من حكمه، ما سيفعله الرئيس مع الإدارة وبناء فريقه الخاص وتأمين المعرفة بأنه لن يُقيل أي شخص جديد في أي وقت