اليوم بدء أكبر مناورة بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي
الصباح الجديد ـ وكالات:
يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا الاثنين، إلى واشنطن لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويرجح أن تتيح له هذه الزيارة فسحة من الراحة يبتعد خلالها عن الملفات القانونية بشبهات فساد التي تطاله، فيما تبدأ اليوم الأحد، مناورات ضخمة يشارك فيها آلاف الجنود من الجيشين الإسرائيلي والأميركي، تحاكى حربا شاملة تتعرض خلالها إسرائيل لهجمات صاروخية من جميع الجبهات.
وبينما كان يستعد للقيام برحلته المهمة هذه، استجوبت الشرطة الإسرائيلية رئيس الحكومة في مقر إقامته في القدس، للاستماع إلى أقواله في اثنتين من قضايا فساد تطاله، ما جعل تنحيه عن السلطة امرا محتملا.
ويأمل نتنياهو عبر هذه الزيارة في تسليط الأضواء على العلاقة الممتازة بينه وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علها تبعد قليلا تركيز الإعلام على قضايا الفساد، ويصف نتنياهو ترامب بـ»الصديق الحقيقي».
ويتعرض المسئولان الأميركي والإسرائيلي لانتقادات حادة داخليا، الأول خصوصا بسبب قضايا فساد والثاني بسبب الشبهات حول تورط حملته الانتخابية بتواطؤ معين مع روسيا. وقد استعار نتنياهو من ترامب عبارة «أخبار مزيفة» للتنديد بتقارير الفساد المزعومة ضده.
هذا تبدأ اليوم الأحد، مناورات ضخمة يشارك فيها آلاف الجنود من الجيشين الإسرائيلي والأميركي، تحاكى حربا شاملة تتعرض خلالها إسرائيل لهجمات صاروخية من جميع الجبهات. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن 2500 جندي أميركي، بالإضافة إلى 2000 جندي من منظومة الدفاع الجوي التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ووحدات أخرى، سيشاركون في التمرين لـ»تحسين الجاهزية بهدف التصدي للتهديدات الصاروخية» في إسرائيل.
وسيحاكى التمرين وصول قوات أميركية إلى إسرائيل، إثر تعرضها لهجوم صاروخي على جبهات مختلفة وسيناريوهات متعددة للتعامل معه من خلال استخدام منظومات مختلفة مثل «حيتس» و»القبة الحديدية» و»مقلاع داود» و»باتريوت».
ووصل إلى إسرائيل 2500 جندي أميركي بالإضافة إلى عشرات الآليات العسكرية للمشاركة في المناورات العسكرية التي يطلق عليها اسم «جنيفر كوبرا» التي تنطلق غدا وتستمر مدة أسبوعين.
وجرت مناورات «جنيفر كوبرا» للمرة الأولى عام 2001 لكن المناورة هذا العام تعد أكبر مناورة مشتركة لإسرائيل مع قيادة القوات الأمريكية في أوروبا.
ونشرت القوات الأميركية منذ أسبوعين أنظمة دفاع مضادة للصواريخ في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة عام 1948 توطئة لبدء المناورات العسكرية التي تجرى كل عامين.
ومن المقرر أن تشارك السفينة الحربية الأميركية العملاقة «اوس آيو جيما» في ميناء حيفا حيث تقل 30 مقاتلة ومروحية.
ولفتت وسائل الإعلام العبرية إلى أن التدريب المكثف «سيكون بمثابة منصة للتعليم المشترك من ناحية أمنية وممارسة العمل المشترك إزاء أي حدث أو حاجة أمنية ممكنة في المستقبل».
وأوضحت أن «التدريبات ستشمل هبوط قوات جوية داخل خطوط العدو عن طريق طائرات هيلوكبتر وطائرات مسيرة على متن السفينة».
بالمقابل قال راديو إسرائيل إن الشرطة استجوبت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة امس الاول الجمعة للمرة الأولى في قضية فساد تتعلق بشركة بيزك أكبر شركة اتصالات إسرائيلية.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن وحدة لمكافحة الفساد استجوبت نتنياهو وزوجته لعدة ساعات بشكل منفصل، لكنها لم تذكر ما إذا كان الاستجواب له صلة بقضية بيزك.
وتمثل تلك التحقيقات وتحقيقات في قضيتي فساد أخريين، حيث يشتبه أن نتنياهو تلقى رشا، خطرا كبيرا على بقائه في منصبه. وينفي رئيس الوزراء الذي خدم أربع فترات ارتكاب أي مخالفة في كل القضايا.
وتتهم السلطات ملاك الشركة، في القضية المعروفة باسم القضية 4000، بتقديم تغطية إعلامية إيجابية عن نتنياهو وزوجته في موقع إخباري يسيطرون عليه في مقابل خدمات من الهيئة المنظمة لعمل قطاع الاتصالات.
وقال محامي سارة لرويترز إن موكلته أدلت بشهادتها في مركز للشرطة قرب تل أبيب، بينما استجوبت الشرطة نتنياهو في مقر إقامته الرسمي في القدس. وأضاف أن المقابلة القانونية التي أجريت معها كانت مسجلة بعد أن تليت عليها حقوقها لاحتمال أن تصبح مشتبها بها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الشرطة تستجوب شاؤول إيلوفيتش الشريك المسيطر في بيزك إلى جانب نير هيفيتز المتحدث السابق باسم نتنياهو. والاثنان محتجزان وينفيان ارتكاب أي مخالفة.
ولم يدل مندوب عن إيلوفيتش بأي تعقيب ولم يرد محامي هيفيتز على طلبات للتعقيب.
واعتقل شلومو فيلبر وهو مقرب من نتنياهو ومدير عام سابق لوزارة الاتصالات فيما يتصل بالقضية وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه وافق على أن يصبح شاهد إثبات.
وقال نتنياهو، الذي تولى منصبه لمدة 12 عاما في المجمل منذ 1996، إنه سيسعى لفترة ولاية خامسة في الانتخابات المقررة في أواخر 2019.
وأوصت الشرطة في شباط بتوجيه اتهامات لنتنياهو ضمن التحقيقين الآخرين في قضيتي فساد. والنائب العام هو الذي يحدد إن كان سيقبل توصية الشرطة ويوجه اتهامات لنتنياهو. وقد يستغرق القرار النهائي شهورا.
وتزعم إحدى القضيتين وتعرف باسم القضية 1000 أن نتنياهو تلقى رشا فيما يتصل بهدايا تقول الشرطة إن قيمتها وصلت إلى نحو 300 ألف دولار حصل عليها من رجال أعمال أثرياء.
وتتضمن القضية الأخرى المعروفة باسم القضية 2000 مخططا مزعوما للحصول على تغطية إيجابية في أكبر صحيفة بإسرائيل بعرض اتخاذ إجراءات لفرض قيود على توزيع صحيفة يومية منافسة
وقد يدعو نتنياهو أيضا إلى انتخابات مبكرة في مسعى لتعطيل الإجراءات القانونية خلال الحملة الانتخابية وحشد تأييد قاعدة أنصاره من التيار اليميني.
وتظهر أحدث استطلاعات الرأي أن حزب ليكود الذي يتزعمه يتقدم على جميع الأحزاب الأخرى