يمكن اعتبار رواية «جن إيراني» لبهرام صادقي الصادرة حديثاً عن دار الربيع في القاهرة، الخطوة الثانية على سلم القصة الحديثة في إيران بعد رائعة صادق هدايت «البومة العمياء». الرواية تدور في فضاء سريالي بالكامل وموهم، وشخصياتها قبل أن تكون حقيقية فهي رموز وإشارات. تحاشى بهرام صادقي في هذا العمل كثرة الحشو وإطالة الكلام والتوضيحات البصرية، وعرّف الشخصيات من خلال الحوار الذي أداره بين «السكرتير الشاب» و»الدكتور حاتم».
يدور موضوع الرواية حول المصير المحتوم للإنسان، وهو تقبّل الحياة الجبرية والموت. يبدو من النظرة الأولى أن صادقي يعتقد أن كل إنسان يبدأ في الموت مع ولادته، والقوى الغيبية ترسم له قدره الذي لا يملك تغييره. سواء قبلت الموت أم لم تقبل، خفت أم لم تخف، لا بد أن تخضع له في نهاية الأمر. وفي هذا الخضم من يكون غارقاً في ملذات الحياة يكون الأكثر خوفاً من الموت. لكن ليس هذا التحليل سوى الغطاء الظاهر للقصة لأنها قصة رمزية وسريالية.
«جن إيراني» كناية عن العالم الفاني والزائل. وكل من يتعلّق بهذا العالم ويريد الخلود فيه يجد نفسه، في لحظة مفاجئة، يتذوق طعم الموت عبر حقنة أعدها الدكتور حاتم خصيصاً لهذا الغرض.
الزمن الخارجي الذي تدور فيه أحداث الرواية هي ليلة تمتد إلى أولى بشائر الصبح. وفي هذا الزمن القصير تلج تراجيديا الموت في الجسد المادي للغافلين وتؤثر في غضون سبعة أيام، ويبدو أنها إشارة إلى «رؤيا الأصوار السبعة» التي وردت في مكاشفات يوحنا: «عش هذا الأسبوع المتبقي وكأنه مائة سنة…وحتى لحظة الموت لا تحس بأي حسرة أو غم
رواية «جن إيراني» جديد بهرام صادقي
التعليقات مغلقة