انتهت امتحانات نصف السنة وانتهى معها نصف معاناة وتعب وسهر الامهات اللواتي رافقنَ ابناءهن في رحلة الدراسة يوماً بيوم من دون كلل او ملل لتضاف على عاتقهن مهمة اخرى وهي ان يتحولن الى منبهات تعمل على مدار الساعة لتقسيم الوقت لأبنائهن بين الدراسة والمراجعة والنهوض المبكر واخذ قسطٍ من الراحة ليس لها وانما لهم، الى جانب مهامها اليومية بين العمل والمنزل.
اجلت كل الواجبات الاجتماعية وامتنعت عن حضور العديد منها حرصاً منها على عدم ضياع وقتها بعيدًا عن اسرتها في وقت الامتحانات التي تمثل حالة انذار وطوارئ لا تهاون فيها، فمن مهامها ان تلغي كل شيء وأي شيء ممكن حتى ان تنسى نفسها، لكنها لن تستطيع ان تنسى فلذات أكبادها وهم يخوضون غمار الامتحانات النصفية، فيما يظل الهم الأكبر الامتحانات النهائية التي تمثل من وجهة نظر الامهات حالة طوارئ من النوع G ، فكل شيء ممنوع ليس تزمتا منها وانما حرصاً وخوفاً على من ترى فيهم مستقبلها وكل حياتها ومصدر فخرها ان نجحوا وتقدموا باتجاه مرحلة جديدة لانطلاقهم نحو الامام .
جندت نفسها وكل من حولها لخلق بيئة مناسبة لتمكين اولادها من اجتياز هذه الامتحانات وكلا حسب ظروفها ووضعها الاقتصادي، فما بين المشاركة بالسلف لغرض تمكين ابنها او ابنتها من الحصول على دروس الخصوصية وبين ادخار مبالغ مخصصة لهذه المسألة، وبين محاولات لتدريسهم بنفسها علها تستطيع او تتمكن من ان تحل محل المدرس ولو بنسبة ضئيلة.
غير متناسيات الدعوات لفلذات اكبادهن آناء الليل وأطراف النهار، مستجمعات كل قواهن وقلوبهن معلقة بورقة الاسئلة التي توسلن الى الله عز وجل ان تأتي سهلة وبسيطة ليتمكن كل التلاميذ من حلها وليس فقط ابناؤهن.
انتهى النصف الاول ومازال مارثون الامهات مستمراً لحين انتهاء النصف الثاني في دورة حياة تتجدد كل سنة تحمل معها طموحات واحلام ودعوات بأن يجتاز كل طالب وتلميذ الامتحانات ويعود لأهله حاملا الافراح والمسرات بالنتائج المرجوة منه والتي توازي كل لحظة تعب وسهر مرت بها ام وهي تقف على اعتاب المدارس وقاعات الامتحانات.
زينب الحسني
نصف السنة
التعليقات مغلقة