ثمة انقطاع وتقاطع بين الكثير من مرافق العمل في الدولة العراقية وعلى الرغم من وجود منظومة ادارية ومالية تتحكم بدوران عجلة الدولة الا ان ذلك لايكفي لمواجهة الكثير من المعوقات التي تواجه النشاطات التي تنهض بها المؤسسات العامة والخاصة ويعاني العراق منذ سنوات من حزمة من المشكلات الاقتصادية والمالية تركت آثارها السلبية على علاقة المركز باقليم كردستان وبمراكز المحافظات الاخرى وبات الكثير من هذه المشكلات يشكو التأجيل والاهمال لسنوات طويلة واذا كانت الخلافات السياسية طاغية بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان وانعكست على العلاقات الاقتصادية والامنية والمالية وتضررت من هذه الخلافات الحكومة الاتحادية ومدن اقليم كردستان على حد سواء فان هناك مشكلات ادارية ومالية بين المركز في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب لم يستطع قرار نقل الصلاحيات حسمها او تجاوزها وتتعاظم هذه المشكلات مع سريان حالة التقشف التي اتبعتها الحكومة العراقية منذ اكثر من ثلاث سنوات وكان يمكن للكثير من الملفات العالقة والمشكلات المستحدثة ان تجد طريقها الى الحل لو تم ايجاد قاعدة حوار دائمية بين هذه المحافظات والعاصمة بغداد وفضلت الحكومة ممثلة بالامانة العامة لمجلس الوزراء عقد اجتماعات متفرقة وغير منظمة مع المجالس المحلية او الادارات المحلية لهذه المحافظات من دون ان تجد آلية واضحة لحلحلة المشكلات المتعلقة بالمشاريع المتلكئة والضعف الكبير في الخدمات العامة التي يعاني منها ملايين السكان في هذه المحافظات واقتصر الكثير من التعاون بين الوزارات الاتحادية والادارات المدنية في المحافظات على المخاطبات العامة واصدار التوجيهات الى المحافظين او من يمثلهم وقد ان الاوان لبدء حوار داخلي عميق وشفاف بين الحكومة الاتحادية وبين المحافظات او من يمثلها بكل عناوينها لاستكشاف مكامن المعاناة والقصور والتلكؤ والاهمال الذي يرافق مظاهر واسعة في حياة ابناء العراق عامة وقد وفر الانتهاء من المعارك الكبرى مع الارهاب الفرصة للبدء بمثل هذا الحوار كما ان انعقاد مؤتمر اعمار المدن المحررة في الكويت سيشكل فرصة اخرى كي تعيد الحكومة العراقية النظر ببرامجها وخططها لاعمار جميع المدن العراقية واعادة تأهيل المدمر والمهمل منها فالمعاناة واضحة والاهمال واسع ويشمل جميع المرافق الخدمية من مدارس ومستشفيات وطرق وجسور والملف لايقتصر على المدن المحررة ويحتاج الى جلسات طويلة من الحوار وليس جلسة واحدة او مؤتمر يتيم مثل مؤتمر الكويت المقبل.
د. علي شمخي
مؤتمر الكويت لايكفي !
التعليقات مغلقة