إيران تؤكد بذل جهودها لإزالة العقبات بين بغداد وأربيل

عدّت الاستفتاء خطأ ستراتيجيا حمّل الإقليم أثماناً باهظة

السليمانية ـ عباس كاريزي:

وصل وفد من حكومة اقليم كردستان مساء السبت الى طهران في زيارة رسمية تستغرق يومين، بعد لقائه رئيس الوزراء حيدر العبادي، من اجل حسم الملفات العالقة بين حكومتي بغداد واربيل.
بعد اللقاء الذي تعهد فيه الوفد الكردي بتلبية شروط الحكومة الاتحادية وفقا لما ينص عليه الدستور، في ملفات (النفط والمطارات والجمارك والمنافذ الحدودية)، انطلق الوفد الى ايران في خطوة اعتبر معها المراقبون ان ايران رتبت اللقاء بين رئيس الوزراء حيدر العبادي ووفد حكومة الاقليم، بعد ان ناشدت دول اوربية عدة بالإضافة الى اميركا، رئيس الوزراء العبادي الحوار مع إقليم كردستان.
ولم تخف ايران سعيها المستمر لاعادة بناء العلاقة بين اربيل وبغداد على اسس جديدة، بعد التراجع الذي شهده موقف الاقليم تجاه العلاقة مع بغداد، عقب الضغوطات الاقتصادية والتداعيات التي خلفها اجراء الاستفتاء.
أمین المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخانی، اكد في بيان نشر صباح امس الاحد عقب لقائه وفد حكومة الاقليم، ان الجمهورية الإسلامية تستعمل كل طاقاتها لازالة العقبات ودعم الحوار بین اربیل وبغداد، نظرا لسياسات اربیل الجدیدة في التركیز على الحوار والتعاون مع بغداد.
شمخاني قال لدى استقباله رئيس وزراء إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني والوفد المرافق له، ان تحقيق النصر على داعش وتحرير كامل الأراضي العراقية وتخليص شعب العراق من أكبر تهديد إرهابي في المنطقة، يبشر بمستقبل أفضل للعراق الموحد والتغلب على الفتن الخارجية التي كانت تريد خلق الانشقاق في هذا البلد.
وعدّ شمخاني امن الجمهورية الاسلامية خطاً أحمر، مطالبا وفد الاقليم بمنع نشاط من وصفها جماعات معادية لإيران على أراضي الإقليم واضاف «انها تقوم باغتيال جنودنا ومواطنينا انطلاقا من الاراضي الكردية ثم تعود الى المناطق التي يسيطر عليها الإقليم ثم تعلن عن مسؤوليتها عن ذلك في مقابلات مع وسائل الاعلام الكردية الرسمية، فهذا لا يمكن تحمله مطلقا».
ولفت الى الخطأ الستراتيجي في اجراء الاستفتاء في الإقليم والذي أدى الى تحميل أثمان اقتصادية وسياسية وأمنية على شعب كردستان العراق ودول الجوار، واردف «ان البعض كانوا يعتقدون ان أمن الشعب الكردي منفصل عن سائر المواطنين العراقيين والمنطقة، وأن هناك إمكانية لإدارة تهديد داعش والإرهاب عبر التفاوض والتعامل».
واوضح شمخاني « نظرا لسياسات أربيل الجديدة والتركيز على الحوار والتعاون مع بغداد، فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية، ستستعمل كل امكانياتها من أجل دعم تسوية العقبات الموجودة بين اربيل وبغداد والمساهمة في إنجاح هذه العملية.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء، ان رئيس وزراء اقليم كردستان العراق استعرض من جانبه خلال لقاء امين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني علي شمخاني، تقريرا عن مستجدات اقليم كردستان العراق والمنطقة، مشيرا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت دائما سنداً للشعب الكردي.
ولفت نيجيرفان بارزاني الى أن إيران قدمت إسنادا مصيريا لأمن الإقليم وشعب كردستان خلال هجمات تنظيم داعش الإرهابي على هذه المنطقة، وقال «ان تطوير العلاقات والتعاون بين ايران وإقليم كردستان لن يتأثر بمحاولات المغرضين، وسنستعمل قصارى جهودنا من اجل الحيلولة دون التهديدات الأمنية ضد ايران».
وكان وفد حكومة إقليم كردستان قد التقى صباح امس الاحد مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وقال روحاني وفقا لبيان كردي لنيجيرفان بارزاني إنه «ينبغي أن تنال جميع المكونات في دول المنطقة حقوقها المشروعة في إطار الدستور ووحدة الأراضي، وخاصة كرد العراق».
ولفت الرئيس الإيراني إلى دور وتأثير إقليم كردستان في تعزيز أمن العراق كجزء مهم في البلاد، متابعاً أن «الأمن والاستقرار مهمان لتحقيق التنمية والازدهار، ولا يمكن السماح بزعزعة استقرار الدول وأمنها تحت أي ذريعة».
وكان السفير الايراني لدى العراق ايرج مسجدي قد اعلن في احدث تصريح له، ان بلاده ستستمر في مساعيها لانهاء المشكلات العالقة بين اربيل وبغداد.
وقال «سنعمل في المستقبل القريب على ان تبدأ الحوارات المباشرة بين الجانبين على اعلى المستويات، مضيفاً ان المسؤولين في الجمهورية الاسلامية اجروا مباحثات مع حكومتي الاقليم والمركز تمخض عنها توقيع اتفاق اولي لمعالجة بعض القضايا والملفات العالقة.
وفي سياق الجهود المبذولة لحلحلة الخلافات بين اربيل وبغداد اصدرت حكومة اقليم كردستان بيانا تناولت خلاله تفاصيل الزيارة التي قام بها وفد حكومة الاقليم الى بغداد في طريقه الى طهران، ولقائه برئيس الوزراء حيدر العبادي مشيرا الى ان الجانبين بحثا تطورات المناقشات الجارية بين فرق اربيل وبغداد بخصوص مسألة رواتب موظفي اقليم كردستان والمنافذ الحدودية ومطارات الاقليم.
وتابع البيان «ان الجانبين اكدا مواصلة هذه الاجتماعات واللقاءات بغية الاسراع في اتمام اجراءات ارسال رواتب موظفي اقليم كردستان وفتح المطارات، المواضيع المتعلقة بقطاعات النفط والالتزام بالدستور العراقي.
اعضاء في مجلس النواب العراقي عن الكتل الكردية، عبروا عن استغرابهم لزيارة وفد حكومة الاقليم الى بغداد ولقائه برئيس الوزراء حيدر العبادي واكدوا ان وفد الاقليم لم يكن يحمل في جعبته اية مطالب، وانما جاء بهدف الموافقة على اغلب الشروط التي وضعتها الحكومة الاتحادية بالاستناد الى الدستور العراقي.
وعبروا عن استيائهم واستغرابهم لمجيئ وفد الاقليم الى بغداد من دون علم او اخطار لممثلي الكرد في بغداد، او ابلاغهم بتفاصيل و اهداف الزيارة.
مواطنون استطلعت الصباح الجديد اراءهم توسموا خيرا بان تسهم زيارة وفد حكومة الاقليم الى بغداد وطهران بتحريك عجلة الحوارات، واذابة الجليد والجمود الذي يعتري العلاقة بين اربيل وبغداد، وانهاء المشكلات والازمات والاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الاقليم عقب اجراء الاستفتاء.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة