من أجل الهيمنة على مفاصل الحكم في الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:
قال مصدر سياسي مطلع ، إن الحزب الديمقراطي يسعى لتشكيل قائمة موحدة تضم الأطراف السياسية الكردستانية القريبة منه وفي مقدمتها الاتحاد الوطني والاتحاد الإسلامي للمشاركة في الانتخابات المقبلة في البلاد.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه للصباح الجديد، ان الحزب الديمقراطي وبعد الفشل الذي مني به عقب اجراء الاستفتاء، واخفاقه على جميع الصعد السياسية والاقتصادية وتقطع اوصاله دولياً، يعمل الان على جمع شتاته وتقديم نفسه باوجه مختلفة والايحاء بانه قادر على اخراج الاقليم من ازماته المستفحلة، لذا يسعى الى بث الحياة مجددا في علاقته المهزوزة بالاتحاد الوطني، التي شهدت تدهورا وتراجعا كبيرا، على خلفية التداعيات التي تسبب بها اجراء الاستفتاء.
واوضح المصدر ان الحزب الديمقراطي وبعد ان نفض يده من الحصول على موقف مؤيد من احزاب المعارضة في الاقليم (حركة التغيير والجماعة الاسلامية) وغيرها من القوى السياسية، يسعى لاستعمال الورقة القومية، مجددا بعد ان خسرها في الاستفتاء، عبر طرح فكرة تشكيل تحالف انتخابي لمواجهة ما يصفه بتعنت الحكومة الاتحادية في التجاوب مع دعوات الاقليم لفتح الباب امام حوار يضمن له الابقاء على نفوذه وهيمنته على مؤسسات الاقليم عبر الحصول مجددا على حصة الاقليم من الموازنة، وهو ما ترفضه بغداد وتطالب الاقليم بتسليم المنافذ الحدودية المطارات والجمارك وآبار النفط كشرط لعودة الحوار مع الاقليم من جديد.
هيمن هورامي القيادي في الحزب الديمقراطي المستشار السياسي في رئاسة الاقليم، اعلن عن ان حزبه يسعى لتوحيد الصف الكردي، وهو يعمل على مشاركة القوى والاحزاب السياسية في الانتخابات المقبلة بالعراق بقائمة موحدة.
وقال هورامي في سياق تصريح ادلى به ان حساسية المرحلة تستدعي ان يشارك الكرد في الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة، وان حزبه سيبذل كل الجهود لانشاء هذا التحالف.
واوضح هورامي ان حزبه بحث في اجتماعه أمس الأول الاحد في السليمانية مع المكتب السياسي للاتحاد الوطني مسألة الانتخابات العامة في العراق وتشكيل تحالف بين الحزبين وابقاء الابواب مفتوحة امام مشاركة بقية الاطراف فيها بهدف خوض الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة.
كما بين هورامي ان حزبه يسعى لاجراء انتخابات اقليم كردستان قبيل الانتخابات العامة في العراق.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نائب رئيس الحزب الديمقراطي نيجيرفان البارزاني قد عبر عن تأييد حزبه مشاركة الأطراف الكردستانية في الانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في شهر أيار المقبل بقائمة واحدة.
وقال بارزاني في مؤتمر صحفي عقده في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية، عقب انتهاء اجتماع بين الطرفين «نؤيد مشاركة جميع الأطراف الكردستانية في الانتخابات العراقية المقبلة معا وحسم بقية المسائل العالقة مع بغداد وفقاً للدستور»، مبيناً أن «رسائل الدعم الخارجي لحكومة إقليم كردستان بالغة الأهمية خاصة فيما يخص الحوار مع بغداد لكن الأهم هو تحقيق وحدة الصف داخلياً».
ولفت نيجيرفان البارزاني إلى أن «تكرار التأكيد على موقفنا الداعي لإجراء الحوار مع بغداد بات مملاً»، وفي الشأن الداخلي قال إن «من المقرر إجراء اجتماع موسع خلال الأسبوع المقبل لحسم موعد إجراء الانتخابات.
وعلى صعيد ذي صلة وبينما اشترطت قوى واحزاب المعارضة في الاقليم تنقية وتنظيف سجلات الناخبين في الاقليم من الاسماء الوهمية والتكرار قبيل اجراء الانتخابات، اكد معهد (PAE) للتنمية الديمقراطية وجود 900 الف اسم وهمي ومتكرر في سجلات ناخبي الاقليم لم يتم ازالتها لحد الان.
واضاف رئيس المعهد عضو برلمان كردستان السابق الدكتور سرور عبد الرحمن في مؤتمر صحفي عقده في اربيل أمس الأول الاحد، ان المعهد اجرى متابعة للخروقات التي تشوب سجلات الناخبين في الاقليم، والتي اظهرت وجود نحو 900 الف من الاسماء الوهمية والتكرار والوفيات، التي لم يتم ازالتها في سجلات ناخبي الاقليم لحد الان.
وتابع ان اسماء المصوتين في التصويت العام والخاص لم يتم فصلها عن بعضها البعض لحد الان، فضلا عن تسجيل اسماء النازحين والمهجرين من اجزاء كردستان الاخرى في سجلات الناخبين، الذي أكد عدم وجود احصائية دقيقة لأعدادهم لحد الان.
وتابع ان اجراء الانتخابات في اقليم كردستان في ظل السجلات الحالية لاسماء الناخبين لن يفرز انتخابات شفافة ونزيهة، مشيرا الى وجود نحو 184 الف من المصوتين في الاقتراع الخاص بامكانهم التصويت مرة ثانية في الاقتراع العام، فضلا عن وجود 100 الف اسم مكرر، و 218 الف اسم لمتوفين في سجلات الناخبين لم تجر ازالتها لحد الان.