دشتي علي
يملك معظم المسؤولين المتنفذين في كردستان جنسيات بلدان أخرى ويغادرون كردستان سنويا اكثر من مرة إما لقضاء الأوقات او لتسيير أعمالهم، اما من يحملون الجنسية العراقية فقط فيبدو انهم يفكرون في مغادرة كردستان قبل المواطنين العاديين.
الإعلام الكردي نشر منذ فترة اسماء مسؤولين كبار في الاقليم يريدون الحصول على حق الاقامة في بلدان أوروبية مقابل مبالغ مالية، وعلى الرغم من أن “نقاش” لم تتمكن من تأكيد صحة تلك المعلومات الا انها علمت أن نوابا وعددا من أقارب المسؤولين قد توجهوا الى الولايات المتحدة وكندا طلبا لحق اللجوء هناك.
وكان كوران آزاد النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني في الدورة الحالية لبرلمان كردستان قد ترك الإقليم منذ عام فيما تفيد المعلومات بانه طلب مع عائلته حق اللجوء في كندا. وبعد اشهر من تغيّبه عن جلسات البرلمان قدم استقالته الى كتلته، وقال دلير ماواتي رئيس كتلة الاتحاد الوطني في برلمان كردستان لـ”نقاش” ان “النائب لديه طفل صحته غير مستقرة لذلك غادر البلاد وقدم استقالته لكتلته”.
سيروان الزهاوي مستشار رئيس حكومة اقليم كردستان والنائب السابق في مجلس النواب هو الآخر ترك البلاد وكتب الزهاوي على حسابه في الفيس بوك قبل فترة من مغادرته ان حياته وحياة عائلته تعرضت للتهديد، بعد ان كلفه رئيس الحكومة برئاسة لجنة لمواجهة حالات الفساد في القطاع الصحي.
وللحصول على مزيد من المعلومات راسل مراسل “نقاش” سيروان الزهاوي عبر الفيس بوك، وعلى الرغم من تشديده على مغادرته كردستان، الا انه لم يكن مستعدا للحديث عن اسباب مغادرته او المزيد من التفاصيل.
معظم الذين هاجروا كردستان في السابق كانوا أشخاصا عاديين يدفعهم سوء الاحوال المعيشية او وجود خطر الى المغادرة، وكان اغلبهم يدخلون تركيا بشكل رسمي ومنها يتوجهون عبر طرق التهريب الى البلدان الأوروبية، اما هجرة الشخصيات المعروفة فتختلف في انهم يحصلون على تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة بشكل رسمي ومنها يدخلون كندا ويطلبون حق اللجوء فيها.
ووصل في الاشهر الماضية العشرات من الصحفيين عبر طرق غير قانونية الى كندا وطلبوا حق اللجوء فيها بعد ان وصلوا الى الولايات المتحدة في رحلات رسمية تحت مسمى مهمات صحفية.
وتحدث مراسل “نقاش” عبر رسائل الفيس بوك مع احد هؤلاء الصحفيين الذي كان يعمل في صفوف احد الأحزاب الكردية ايضا، واكد انهم طلبوا حق اللجوء في كندا، الا انه لم يكن مستعدا للإدلاء بمزيد من المعلومات.
ولم تقتصر الموجة على المسؤولين والنواب فقط، اذا تفيد المعلومات بأن اهالي الكثير من اولئك المسؤولين قد طلبوا حق اللجوء في البلدان الاوروبية والولايات المتحدة.
آري جلال الذي شكل اتحادا يدعى “اتحاد اللاجئين العراقيين” يقوم بجمع المعلومات عن الذين يغادرون العراق وكردستان، قال لـ”نقاش” انه لا يتوفر لديهم معلومات دقيقة حول المسؤولين الذين طلبوا حق اللجوء في البلدان الاخرى، ولكنهم يعلمون بمغادرة اهالي العديد من المسؤولين كردستان.
واكد لـ”نقاش”: ان هناك “العديد من المسؤولين وابنائهم وبناتهم طلبوا الدعم والمعلومات حول كيفية طلب حق اللجوء وضمان الحصول عليه”.
واضاف: “حسب المعلومات التي جمعناها قدم اكثر من 300 الف مواطن من اقليم كردستان والعراق طلبات للحصول على حق اللجوء في البلدان الاخرى منذ اوائل عام 2017″.
وما يدعو للاستغراب لدى مواطني كردستان هو هجرة المسؤولين والنواب فأوضاعهم المعيشية افضل بكثير مقارنة بالمواطنين الآخرين، هذا فضلا عن ان المواطنين يفرون منهم ولكن لا يعرف مم يهربون هم.
ربما لن تغير هجرة المسؤولين والنواب شيئا يذكر، ولكن ما يشكل الخطر هو هجرة اصحاب المهن والشهادات ولاسيما الاطباء والكادر الصحي.
د. خالص قادر المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة اقليم كردستان قال لـ”نقاش” ان (1759) طبيبا وصيدلانيا وطبيب اسنان انقطعوا عن الخدمة من عام 2014 حتى 2017 بسبب اجازات مطولة او انفكاك او تقاعد او استقالة وان عددا كبيرا منهم غادروا البلاد الى الخارج.
وعزا المتحدث سبب مغادرة الاطباء وكادر الوزارة الى سوء الأوضاع الاقتصادية والازمة المالية وعدم الاستقرار قائلا: “لقد اثرت مغادرة الاطباء وكادر الوزارة في انخفاض مستوى الموارد البشرية”.
ونظراً لاستمرار الوضع السيئ فانه يبدو ان هجرة الناس ستستمر وان مواطني كردستان يتحينون الفرصة لتقديم طلب الاقامة في البلدان الاخرى.
وقال آري جلال المشرف العام لاتحاد اللاجئين العراقيين: “لدينا معلومات ان الكثير من الأسر تنتظر رفع الحظر الجوي عن مطاري اربيل والسليمانية وانه بمجرد استئناف الرحلات الدولية ستبدأ موجة الخروج من جديد”.
* عن موقع نقاش