بعيداً عن معبدِ القبيلةِ

ثامر سعيد

عليكَ أنْ تلمسَ بقلبِكَ النورَ
تجمعَ البروقَ التي ستطعنُ دمكَ
من غيومِ التأويل
وبجمرةٍ تَفقأ الدمامِلَ التي قد تتبرعمُ
على لسانِكَ
كي تمتطي القصيدةَ ..
فالقصائدُ الشَمُوسُ
لا تمنحُ سروجَها
إلى الذينَ لا يُقيسونَ البحرَ
بنوايا العاصفة
والمتسولينَ الكسالى
في أزقّةِ الفيسبوك

أنْ ترسمَ ظلاً وليسَ هنالكَ
من شجرة
تهيئَ سِلالِكَ للتغريدِ
قبلَ صباحِ البلابلِ
وتلوّحَ للأشرعةِ
قبلَ قلوعِ المراكبِ

أنْ تمتطي قصيدةً ..
عليكَ أنْ تعضَّ بفكيكَ على غصنٍ
أخضرَ
مثلُ جنديٍّ يُخرجونَ شظيةً
من رأسهِ
بلا حقنةِ تخدير .
أنْ تدغدغَ الحروفَ
كما يدغدغُ منجلٌ أعناقَ السنابلِ
فيملأُ كفيكَ قمحُها
ثم تفكرُ في جوعٍ جديدٍ

لا تغنجْها كثيراً فتخذلكَ
ولا تنكأ ببلادةٍ أحلامها فتخونُكَ
مثلُ زوجةٍ لم تملأ عينَها
فيملأُ قلبَها سواك

كي تمتطي قصيدةً ..
عليكَ أنْ تتقنَ الطلقَ وحيداً
وبعيداً عن معبدِ القبيلةِ
حيثُ لا نخلةً تهزها
ولا رطباً يهطلُ
سوى جمراتِ قلبِكَ
على ثلجِ الكلام

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة