في أكبر حدث من نوعه بالعالم
ادنبره ـ وكالات:
انضم مشاهير الى آلاف من جامعي التبرعات لمساعدة المشردين ناموا في العراء بحديقة أسكتلندية وسط البرد القارس فيما وصفه المنظمون بانه أكبر حدث من نوعه في العالم.
وتجمع نحو ثمانية آلاف شخص في حديقة برينسيز ستريت غاردنز في وسط ادنبره للاستماع الى فنانين من مغنين ومؤلفين موسيقيين من امثال ليام غاليغر وايمي ماكدونالد وفرق من بينها «ديكن بلو» و»فرايتند رابيت».
ومن المشاهير الذين شاركوا الفنان بوب غيلدوف الذي يقف وراء حفلات «لايف ايد» لجمع المساعدات، والممثل جون كليز من «مونتي بايثن» والرياضي الاولمبي كريس هوي والممثل روب برادين، فضلاً عن رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستورجن، وقد ساعدوا في تقديم الاكل الى المشاركين وفي الترفيه عنهم طوال الليل.
واشاد غيلدوف الذي قال، انه اضطر الى النوم في الشارع في لندن عندما وصل الى العاصمة البريطانية قبل عقود، بالحضور «الرائع» وقال ان الامر يتجاوز كونه مجرد بادرة تضامن.
وقال لوكالة «فرانس برس»: «انهم سيمضون الليل في العراء تعبيراً عن تنديدهم بما يحصل في واحدة من اغنى دول العالم».
ونظمت الحدث جمعية «سوشل بايت» الخيرية التي استقطبت في السنوات الاخيرة دعم الكثير من المشاهير.
فقد زار الممثلان الاميركيان جورج كلوني وليوناردو دي كابريو مطاعمها في اسكتلندا التي يعمل فيها بنحو عام اشخاص عانوا من التشرد.
وأفاد غيلدوف انها مطاعم ومقاه «يستعيد فيها المرء كرامته».
واكد جوش ليتلجون أحد مؤسسي «سوشل بايت»، «لقد كنا محظوظين فعلا بقيام اشخاص مشهورين جدا بزيارتنا».
واوضح «سلط ذلك الضوء على منظمتنا ووفر لنا منصة للقيام بأشياء كهذه من اجل دفع الامور قدر الامكان وللتأثير ورفع الوعي بشأن المشردين».
واضاف: ان «كل شخص حاضر اليوم جمع المال، بعضهم كميات كبيرة من المال ونأمل ان يسمح هذا الحدث بجمع 3 الى 4 ملايين جنيه استرليني (4 الى 5,4 ملايين دولار) للمشردين، فضلاً عن وضع هذه القضية في صدارة الاهتمامات السياسية».
واظهرت دراسة اعدت بطلب من «سوشل بايت» لمرافقة هذا الحدث ان الفقر في صفوف الاطفال هو الدافع الرئيسي الى التشرد في اسكتلندا.
واكد ليتلجون «نحن ندرك من خلال خبرتنا مع الكثير من المشردين ان الغالبية العظمى منهم عانوا ظروفاً صعبة للغاية في حياتهم».
وتابع «عندما يدرك المرء ان هذا الوضع ليس ناجماً عن قرارات فردية بل بسبب بنية المجتمع والمشكلات التي يواجهها الافراد، يصبح أكثر تعاطفاً حيال هؤلاء الاشخاص وأكثر ميلا الى العمل لإعادة بناء المجتمع حتى لا يستمر تهميشهم».
واظهرت سلسلة من التقارير في الاسابيع الاخيرة حجم عدم المساواة في بريطانيا.
فقد خلصت لجنة شكلتها الحكومة البريطانية الى وجود هوة هائلة بين الفرص المتاحة للأشخاص المقيمين في لندن والاخرين في بقية ارجاء البلاد.
وكشفت مؤسسة «جوزف راونتري فانديشن» قبل مدة قصيرة عن اول ارتفاع متواصل للفقر في صفوف الاطفال والمتقاعدين في غضون عشرين سنة، مع زيادة بنسبة 50% تقريباً في عدد المشردين بين 2009-2010 و2016-2017.
الا ان عدد المشردين تراجع بالثلث تقريباً في اسكتلندا التي تديرها حكومة قومية شبه مستقلة وتسجل فيها أدنى مستويات الفقر في بريطانيا على وفق المؤسسة نفسها.