المشرف العام لدار الاطروحة للنشر العلمي لـ « الصباح الجديد «
بغداد – زينب الحسني:
تعد مجلة الاطروحة العلمية الان حديث الكثير من الباحثين العراقيين بعد ان وجدوا فيها ضالتهم في نشر بحوثهم العلمية لأغراض الترقية العلمية خاصة بعد ان اتجهت الى اصدار طبعاتها المتخصصة لتكسر الحاجز الذي وضعته بعض الجامعات امام باحثيها حين اشترطت عليهم النشر في مجلات علمية متخصصة ، و»الاطروحة « هي المجلة العلمية التي كانت انطلاقتها في آب عام 2002 تحت مظلة ( كلية المعلمين) كلية التربية الاساسية حاليًا التابعة للجامعة المستنصرية كملحق للمجلة التي تصدرها الكلية المذكورة بعد ان وجد مؤسسها الكاتب والصحفي والباحث الاعلامي ابراهيم زيدان ، ان افضل وسيلة للحصول على امتياز اصدار هذا المطبوع العلمي يكون هكذا ، فالنظام السابق لا يمنح امتياز اصدار المطبوعات للأشخاص .
عن هذه المجلة والتطورات التي شهدتها والمعوقات التي تواجهها بعد استئناف اصدارها في آب عام 2016، قال مؤسسها المشرف العام لدار الاطروحة للنشر العلمي إبراهيم زيدان:
راودني مشروع هذه المجلة طيلة سنوات قبل عام 2002 حيث ظهرت للنور، فقد كنت أرى الرسائل الجامعية والاطاريح يعلوها الغبار ولا يتذكرها أحد الا عند الحاجة اليها كمصدر معرفي حين تنشر في كتاب، فولدت الفكرة لإصدار مطبوع يحتضن الجهود العلمية هذه للتعريف بها وتقديمها مصدراً معرفيا للباحثين في العراق والعالم العربي، فضلًا عن نشر البحوث العلمية في جميع المجالات الى جانب الفعاليات الاكاديمية التي تحدث في نطاق الجامعات.
وتابع :خطرت في بالي فكرة ان اعرض هذا المشروع على المرحوم الدكتور صباح محمود محمد ،عميد كلية المعلمين آنذاك لما تربطني به من صداقة ، فعرضت عليه الفكرة طالبًا منه الدعم الرسمي المعنوي فقط وهو ان يسمح لي بإصدار المجلة كملحق لمجلة الكلية ، فرحب مشكوراً ودعاني لزيارته في مكتبه بالكلية ، وبارك المشروع لما فيه من خدمة للبحث العلمي العراقي ، فكلف وقتها الدكتور يونس عباس حسين، وهو احد اساتذة الكلية بصفته مشرفاً على مجلة الكلية بتقديم العون لي في حال عدم وجوده لأي سبب كان ،وبالفعل لم يقصر مثلما لم يقصر المرحوم الدكتور صباح محمود محمد في مخاطبة الوزارات بشأن ارسال خلاصات الرسائل والاطاريح والبحوث للباحثين العاملين فيها وكذلك تنظيم الاشتراك فيها ، فكانت الانطلاقة في عددها الاول في آب عام 2002 ، ولكون مجلة الكلية كانت متخصصة بنشر بحوث الترقية العلمية وجدت من الواجب الاخلاقي عدم المنافسة والابقاء على المجلة ضمن نطاق معين تختص به وعدم الولوج في نشاط تختص به المجلة الام ، فكانت البداية التي وجدت فيما بعد صدى طيباً ولقيت ترحيباً كبيراً فانهالت علينا الاشتراكات السنوية من جميع وزارات الدولة ، وفي زمن قياسي اصبحت المجلة عضواً في مجلس ادارة الصحف الاسبوعية في نقابة الصحفيين العراقيين .
كيف وجدتم استجابة الجامعات العراقية تجاه المجلة؟
بالرغم من ان المجلة تصدر بموافقة وزير التعليم العالي والبحث العلمي كما ذكرنا الا ان الجامعات طالبتني بكتاب اعتمادها من قبل الوزارة، والغريب ان الجامعات تجاهلت اعمام الوزارة 5534 في 6 تموز 2015، الذي منح الجامعات صلاحية اعتماد المجلات العلمية لأغراض الترقية العلمية.
والمجلة كما اشرت استأنفت في آب عام 2016 ،أي بعد مرور عام من صدور الاعمام المذكور ، بل الغريب ان اغلب الجامعات تجاهلت صدور هذا الاعمام مما اضطرني الى مفاتحة ( دائرة البحث والتطوير) في الوزارة بكتاب لاعتماد المجلة وحسم هذه القضية ، فوجدت امامي مسؤولاً رائعا هو الدكتور غسان حميد عبد المجيد مدير عام الدائرة المذكورة ، فقد وجدت لديه الترحاب والحفاوة وهو يشيد بالاخبار الطيبة التي يسمعونها عن « مجلة الاطروحة « ليقول لي بانني اقدم خدمة للبحث العلمي عبر هذه المجلة من دون ان تنفق الوزارة أي مبلغ عليها ، وعليه نحن معك لدعم المجلة من اجل ان تنجح ، وبالفعل اوعز بإجابة المجلة رسمياً ودعم اعتمادها لدى الجامعات بكتاب رسمي , فضلاً عن تزويدي بنسخة من ذلك الاعمام الذي تم اخفاؤه عن الباحثين العراقيين ايضاً لكونه يمنح الباحث الحق في اختيار المجلة العلمية لنشر بحثه فيها والطلب باعتمادها ، فنشرنا كل هذا في حساب المجلة على مواقع التواصل الاجتماعي في فيس بوك و تويتر و لنكدان.
واوضحنا لجميع الباحثين في المواقع المذكورة : ان الجامعات قد صادرت حقكم في اختيار المجلة العلمية لنشر بحوثكم فيها ولكم الحق في الطلب باعتماد اية مجلة علمية ، عندها كشفنا المستور فصارت حركة في الوسط الاكاديمي تجاه دعم المجلة ، ان ( جامعة سامراء ) ممثلة برئيسها الدكتور موسى جاسم الحميس ومساعده العلمي الدكتور حسين علون ابراهيم ورئيس لجنة الترقيات العلمية الجامعة الدكتور عبد المنعم حمد مجيد كانت اول جامعة تحتضن المجلة وتعتمدها والفضل في هذا يعود الى الدكتور قاسم حسن السامرائي عميد كلية الآثار في الجامعة الذي كان اول المساندين للمجلة لدى الجامعة المذكورة ، فهو من قدم للرئاسة صورة جيدة عن المجلة كمطبوع وطني مختص بنشر البحوث العلمية ، ثم جاء الاعتماد الثاني من جامعة ميسان بفضل جهود الدكتور رحيم حلو علي ودعم رئاسة الجامعة ومساعدها العلمي اللذين كانا وراء هذا الاعتماد ، وقد فتحت بعض الجامعات ابوابها مرحبة «بمجلة الاطروحة «وهي تنظر حالياً في امر اعتمادها ، وشيئا فشيئا تتسع قاعدة الاعتماد لتكون « مجلة الاطروحة « مجلة جميع الباحثين العراقيين الذين يعملون في الجامعات العراقية .
*ماذا عن اعتماد الجامعات العربية والاجنبية للمجلة، لأننا وجدنا عليها بعض اسماء هذه الجامعات؟
نعم وللتأريخ ايضاً اقول ان الدكتور احمد اسماعيل حسين عميد كلية الاعلام بجامعة غرب كردفان السودانية كان اول المبادرين من الاشقاء العرب الى اعتمادها لدى كليته لينجز اعتمادها لاحقا لدى الجامعة ، ثم كانت مبادرات وليست مبادرة واحدة داعمة للمجلة من قبل الدكتور عابدين الدردير الشريف ، من جامعة الزيتونة الليبية الذي فتح للمجلة ابواب الجامعات الليبية فحقق اكثر من اعتماد للمجلة ، اما الجامعات الاجنبية فجاءت بمبادرة من الدكتور عواد كاظم الغزي عضو هيئة تحرير المجلة ،يوم كان ضمن وفد زائر لجامعة الزهراء الايرانية فعرض على الدكتورة أنيسة خزعلي موضوع اعتماد المجلة فاتصل بي من عندها طالبًا مفاتحة الجامعة المذكورة ليعرض الكتاب عليها وبالفعل تحقق الاعتماد على يديه ، ان كل ما تحقق كان بجهود فردية تسجل لأصحابها كمواقف داعمة ومساندة للمجلة وسنرد لهم جميل ما صنعوه ان شاء الله .