أكثر من 140 فيلماً من جميع أنحاء العالم ستُبهر جمهور المهرجان في شهر ديسمبر المقبل
كاظم السلوم
كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، بدورته الرابعة عشرة، عن أحد عشر فيلماً جديداً من المُنتظر عرضها ضمن برنامج «سينما العالم». وسيعرض البرنامج مجموعة أفلام لمخرجين عالميين ومشهورين تهدف إلى إمتاع الجمهور، واصطحابه في رحلة لا تُنسى، عبر الثقافات العالمية المتنوعة.
وتشمل المجموعة الجديدة فيلم «المرئي واللامرئي» (THE SEEN AND UNSEEN) للمخرجة الإندونيسية «كاميلا آنديني» التي تنضم إلى مهرجان دبي السينمائي للمرة الأولى. يروي فيلمها الروائي الطويل الثاني عن قصة توأم متماثل، «تانتري» وشقيقها «تانترا» في العاشرة من عمرهما. تواجه الصبيّة مرض شقيقها المزمن، الذي يجبره على الانعزال في غرفة في مشفى. فيأخذها خيالها وخوفها من المستقبل دونه إلى رحلة عاطفية وساحرة تسافر خلالها ما بين الواقع والخيال، الأمل والفقدان، يلتقيان خلالها في حديقةٍ ذات مساء ليمارسا لُعبهما الاعتيادية معاً.
ومن الدنمارك، يعرض المخرج «جانوس ميتز بيدرسين» فيلمه الأحدث «بورغ ماكنرو» (BORG MCENROE)، ويتناول قصة «بيورن بورغ، أحد أبرز الإيقونات العالمية في رياضة التنس، وعن منافسه الأكبر، الشاب «جون ماكنرو»، الموهوب، والمشاغب وعصبي المزاج.
يستعيد الفيلم أحداث المنافسة التاريخية بين اللاعبَين في نهائي فردي الرجال في عام 1980 خلال بطولة «ويمبلدون» والتي تعد واحدة من أعظم المسابقات في تاريخ هذه اللعبة. يؤدي دور «بورغ» في الفيلم الممثل السويدي، الحائز على جوائز، «سفيرير غودناسون»، في حين يؤدي الممثل الأميركي «شيا لابوف» دور «جون ماكنرو»، ويعود «ستيلان سكارسغارد»، إلى السينما السويدية للمرة الأولى منذ 10 سنوات تقريباً ليؤدّي دور «لينارت بيرغيلي»، مدرب «بيورن بورغ».
ويشارك المخرج الفرنسي «إكزافيه لوغراند» الحاصل على «جائزة الأسد الفضي لأفضل مخرج» في «مهرجان فينيسيا السينمائي» في هذا العام عن الدراما العائلية العاطفية «وصاية» (CUSTODY)، التي تروي حكاية معركة معقدة ومحتدمة حول الوصاية. فبعد الطلاق بين «ميريام وأنطوان بيسون»، تسعى الأم إلى الحصول على وصاية منفردة على ابنهما «جوليان» لحمايته من أبٍ، تزعم أنه عنيف. فيما يدافع «أنطوان» عن نفسه كأب مهان، ويحكم القاضي المعيّن بوصاية مشتركة. تدفع الأحداث «جوليان»، الذي بات رهينة صراع عائلي متصاعد، إلى شفا الهاوية واحتمال وقوع الأسوأ بالنسبة له!
وتعود المخرجة السعودية «هيفاء منصور» إلى المهرجان مع فيلمها الروائي الثاني «ماري شيلي» (MARY SHELLEY) بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورونتو السينمائي. وتلعب بطولة الفيلم نجمتا هوليود «إيل فينينغ» و«مايسي ويليامز». يتناول الفيلم قصة لقاء الروائية الإنجليزية «ماري وولستونكرافت جودوين»، بالشاعر الثوري والفيلسوف الإنجليزي «پيرسي شيلي» ويعيشان قصّة حب بوهيمية أثارت كثيراً من الجدل في مجتمعهما الراقي حينها. وحين تقع الكارثة بفقدان ابنتهما التي ولدت من هذه الآصرة، تكون ردّة فعل «ماري» بتحقيق مُنتج إبداعي، حيث كتبت رواية الخيال العلمي الأولى في التاريخ: «فرانكشتاين».
ولأوّل مرة في المهرجان، ينضم الممثل والمخرج والكاتب والمنتج المرشح لجائزة الأوسكار «روب راينر» مع فيلمه «صدمة ورعب» (SHOCK AND AWE) عقب عرضه العالمي الأوّل في «مهرجان زيورخ» السينمائي، والذي حاز على إشادة وإعجابٍ كبيرين من الجمهور.
يسلّط العمل الضوء على نزاهة الصحافيين والنضال من أجل البحث في قضيّة أسلحة الدمار الشامل، متحدثاً عن مجموعة من الصحافيين الذين يتحرون ويعملون على كشف مُخطط الرئيس الأسبق «جورج بوش»، لغزو العراق واحتلالها عام 2003، مُشكّكين في إدعائه أن «صدام حسين» يمتلك أسلحة دمار شامل. ويمثل في العمل مجموعة من نجوم هوليوود الكبار، منهم الممثلين المرشحين لجائزة الأوسكار، «وودي هاريلسون» و «تومي لي جونز»، إضافةً إلى «جيمس مارسدين» و«جيسيكا بايل» و«ميلا جوفوفتش».
ويشارك المخرج المرموق «سايمون كورتس» بفيلمه «وداعاً كريستوفر روبن» (GOODBYE CHRISTOPHER ROBIN) من بطولة الممثلة المشهورة «مارجرت روبي» و«دومينال جليسون» (المعروف من خلال سلسلة أفلام هاري بوتر).
ويروي فيلم السيرة الذاتية التاريخي حياة الكاتب البريطاني الراحل «آلن ميلن» عند كتابته لسلسلة «ويني ذا بوه» (Winnie the Pooh)، وتأثيرها الإيجابي على الشعب البريطاني وجلبها الأمل له بعد الحرب العالمية الأولى.
ومن إيران، ينضم المخرج «محمد حمزة» مع فيلمه الأحدث «آذر» (AZAR) من بطولة الممثلة والمخرجة والكاتبة الإيرانية «نيكي كريمي». يستعرض الفيلم قضية عدم المساواة من خلال قصة «آذر»، الزوجة الواثقة من نفسها، والقوية، وغير التقليدية، والمولعة بركوب الدراجات النارية والبيتزا. تُدير «آذر» مطعم بيتزا مع زوجها «أمير»، ولكن عند وقوع حادثة يُفضي بأمير إلى السجن وتهديد نجاح المطعم، تُضطرّ «آذر» إلى اتّخاذ قرار صعبٍ ومصيري.
وينضم الممثل والكاتب والمخرج جيمس فرانكو إلى المهرجان بفيلم السيرة الذاتية الكوميدي «الفنان الكارثة» (THE DISASTER ARTIST)، الذي نال إشادة عند عرضه الأول عالمياً في «مهرجان ساوث باي ساوث ويست» وفي «مهرجان تورنتو السينمائي» مؤخراً. حاز الفيلم على «جائزة الصدفة الذهبية» من «مهرجان سان سباستيان السينمائي»، وهي أهم جائزة من أكبر مهرجان عالمي باللغة الإسبانية.
يتناول الفيلم كواليس وأبعاد فيلم الدّراما الرّومانسيّة «الغرفة» (The Room) للمخرج والممثّل البولنديّ الأميركيّ «تومي ويزو»، والذي لاقى انتقادات لاذعة وفشلاً ذريعاً بعد عرضه في عام 2003، حتّى أطلق عليه البعض لقب أعظم أفشل فيلم في تاريخ السّينما الأميركيّة، ما أسهم في نجاحه. يتولى «جيمس فرانكو» عمليّة إخراج الفيلم، فضلاً عن لعبه دور البطولة الرّئيسيّ فيه، بتجسيده لشخصيّة المخرج والممثّل البولنديّ الأميركيّ «تومي ويزو»، ومعه شقيقه الأصغر الممثّل «ديف فرانكو» مجسداً دور «غريغ سيستيرو».
يتعاون المخرج الإسترالي كريغ جيليسبي مع أيقونة هولييود الممثلة مارغوت روبي ليسردا قصة تونيا هاردينج، متزلجة جليد بارعة، يرتفع مستواها ويعلو شأنها في التصنيف الأميركي لأبطال التزلج على الجليد، وذلك في فيلم «أنا، تونيا» (I, TONYA). تواجه أمها المسيئة (لعبت دورها الممثلة القديرة آليسون جاني) وانتقادات الإعلام، وبرغم كل ذلك تتقدم اللاعبة هاردينج بُخطى ثابتة وقفزات واسعة نحو نجاحها المبهر في اللعبة، ولكن يتهدد الشك مستقبلها الرياضي حين يتدخل زوجها السابق في الأمور. ينضم إلى طاقم الممثلين سباستيان ستان، بوبي كانافالي وجوليان نيكولسون.
ويشارك المخرج اليوناني المرشح لجائزة الأوسكار، «يورغوس لانثيموس» مع فيلمه الأحدث «قتل الغزال المقدّس» (THE KILLING OF A SACRED DEER)، من بطولة عدد من ممثلين هوليوود المشهورين مثل «نيكول كيدمان» و«كولن فارّيل» الذي يؤدي دور الدكتور «ستيفن ميرفي» جراح القلب الشهير، الذي يعيش في منزل مثالي مع زوجته وطفليهما. يتربص بتلك الحياة الرغيدة التي يعيشها الطبيب، مراهق يتيم الأب يدعى «مارتن»، حيث يُقحم نفسه في حياة الجراح تدريجيًا وبطرق شريرة. نال الفيلم إشادة وتقييم عاليين منذ عرضه الأوّل في «مهرجان كان السينمائي»، وحاز عنه على «جائزة أفضل سيناريو».
وعقب النجاح الذي حققته في مهرجان«فينيسيا السينمائي»، وفوزها بجائزة المشاهدين لأفضل فيلم وجائزة النقاد، تنضم المخرجة الأرجنتينية «ناتاليّا غاراجولا» إلى المهرجان لتعرض فيلمها «موسم الصيد» (HUNTING SEASON). يصور الفيلم محاولة صيّاد مُحنّك من إقليم «پاتاغونيا»، قرب القطب الجنوبي، تعليم ابنه المطرود من المدرسة، احترام الطبيعة والعلاقات والروابط الإنسانية.
وأشار مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي» إلى أن برنامج «سينما العالم» يْعدّ من أكثر البرامج شعبية في المهرجان، حيث أنّه ”يجلب أفضل الأفلام العالمية الأكثر ترقّباً من قبل جمهور المهرجان“. وأضاف «إنه ليس برنامجاً لأفلام هوليوود فحسب، بل هو منصة هامّة لعرض جميع الأعمال العالمية المميزة والغنية.»
ومن جانبه، قال ناشين مودلي، مدير «برنامج سينما العالم» بأنّ هذا البرنامج «يقّرب بين الثقافات المختلفة ويعرض لجمهور المهرجان في دولة الإمارات أعمالاً سينمائية قلما تجد فرصتها في دور العرض».