“البارالمبية” تودع أمينها العام
بغداد ـ هشام السلمان*
تنعى اللجنة البارالمبية الوطنية العراقية الامين العام للجنة فاخر علي الجمالي احد اهم العاملين فيها على مدى تأسيسها والذي وافاه الاجل صباح الاثنين في العاصمة بغداد بعد صراع مع المرض … انا لله وانا اليه راجعون رحم الله فقيد رياضة البارالمبية وغفر اليه وادخله فسيح جناته ومنح اهله وذويه الصبر والسلوان.. و ولد فاخر علي حسين علي الجمالي في العراق محافظة ميسان في الاول من شهر آب عام 1962 ليكون الاخ الثاني بين اخوته.
ونشأ بين عائلة بسيطة ترعرع بين احضانها واختلط مع اطفال محلته ليلعب معهم ما جادت به أيام زمان من العاب للاطفال, كان يحب اصدقاءه ويحرص على علاقاته بهم ولذلك انخرط في وقت مبكر من حياته ضمن فريق الالعاب القتالية في لعبة الجودو في فريق نادي الطيران سابقا القوة الجوية حاليا.
في منتصف الستينيات قررت عائلتة الانتقال من محافظة ميسان لتعيش في العاصمة بغداد, وسكن مع عائلته في منطقة شارع الكفاح في بغداد و دفعته اضواء بغداد لرفع سقف امنياته ليحققها وهو ذلك الشاب الممتلئ حيوية وقوة واصرار , الجمالي رسم اهدافه مبكرا وحرص على تحقيقها لكن شيئا ما حدث له فغير الكثير من مسار حياته عندما تعرض لحادث سير عندما جاءه خبر غرق شقيقه في بحيرة الثرثار.
تعلم فاخر علي الجمالي في مدرسة ابو الفداء الابتدائية وبعدها انتقل الى متوسطة ابن سينا في منطقة الشيخ عمر ثم الاعدادية ودخل معهد الادارة في رصافة بغداد ليحصل في العام الدراسي 1990_ 1991على شهادة الدبلوم الفني في الاحصاء , وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الحكمة الجامعة في العلوم الاسلامية عام 2016.
انفرد الجمالي في عام 1998 بحصوله على جائزة الشارقة لمبدعي الاعاقة في الجانب الاداري ولم يحصل على هذه الشهادة من معوقي العراق وقدمت له جائزة مالية ودرع تذكاري , وفاز عام 2007 بعد استفتاء جماهيري واسع نظمته جريدة الرياضة والشباب بجائزة افضل شخصية رياضية لذلك العام مناصفة مع السيد شرار حيدر وحصل عام 2014 على شهادة الاستحقاق الاولمبي مقدمة من اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية.
بدأ الجمالي الرياضة في عام 1978 ضمن العاب الفنون القتالية للاصحاء بنادي القوة الجوية , وفي عام 1985 تعرض للاعاقة نتيجة حالة غرق لاخيه عبد الحسين علي الجمالي في بحيرة الثرثار عندما كان الجمالي يقود سيارته بحالة نفسية غير طبيعية وبسرعة فائقة للآجل الوصول الى مكان غرق اخيه الذي غادر الحياة يومها لكنه ودون يشعر بخطورة الموقف انقلبت السيارة, وكلفه الكثير.. بعضه اصبح من الذكريات فذهب مع تقادم السنين والبعض الاخر بقي يرافقه واصبح جزء من حياته التي اكملها مع كرسي متحرك بعد ان شخص الاطباء بان اصابته بليغة ولابد من العلاج خارج العراق ليتعافى منها قدر الامكان.
فعلا سافر فاخر الجمالي خارج العراق ليتلقى العلاج في هنغاريا وجكسلوفاكيا , ليدخل بعد ذلك في رياضة المعاقين وكان دخوله عن طريق الصدفة عندما كان ذات يوم يتابع في ملعب الشعب الدولي مباراة الدوري العراقي الممتاز بكرة القدم بين فريقي الزوراء والشرطة حيث عرف الجمالي انه من مشجعي نادي الشرطة فطرح عليه الحكم الدولي برفع الاثقال عمران عاتي فكرة الانضمام الى رياضة المعاقين تردد في بداية الامر ثم فكر ان يذهب ليجرب فالتحق بهذه الرياضة وكان للحكم الدولي عمران عاتي يرجع الفضل في دخول الجمالي هذه الرياضة ويومها قال له عمران عاتي انت رياضي وتمتلك مواصفات اللعب الكثير وحينها لم تكن لدى الجمالي فكرة بالاندماج برياضة المعاقين فدخلها ونجح فيها لاعبا مارس العاب كرة السلة على الكراسي والسباحة والعاب القوى في رمي القرص والرمح والثقل واداريا وكان من المدربين الذين اشرفوا على تدريبه الدكتور عبد العزيز نايف والدكتور كريم عبيس ومحمد جاسم عثمان وكان مع مجموعة من اللاعبين منهم احمد عليوي صاحب الوسام البرونزي في بارالمبياد برشلونة 1992وسعد عبد ياسين وفوزي مصطفى عثمان وحسن رضا وخالد رشك ومحمدهاشم وسليم اسماعيل ووحيد كاظم ويوسف خضر وغيرهم من اللاعبين.
* مدير إعلام اللجنة البارالمبية