بغداد- الصباح الجديد:
فُجع المثقفون والصحافيون العراقيون برحيل الكاتب والصحافيّ أحمد المهنا، الذي توفي أمس الأوّل الخميس، إثر مرض عضال لم يمهله طويلاً، ومعروف إنّ المهنا عمل في عدة مؤسّسات صحافية عراقيّة، من بينها عمله رئيساً تنفيذياً لتحرير «الصباح الجديد» ما بين عامي 2009- 2010.
ونعى صحافيون وكتّاب الرحيل المفجع للمهنا، مثلما نعته النقابة الوطنية للصحافيّين العراقيّين، الذي كان الفقيد أحد أبرز أعضائها، وجاء في البيان: «فُجعت النقابة الوطنية للصحافيين العراقيين بالفقدان المبكر جدّاً للإعلامي والكاتب البارز الزميل أحمد المهنا الذي توفي في لندن إثر مرض لم يمهله ويمهلنا معه طويلاً، ما كان له وقع الصدمة علينا وعلى كل الذين زاملوا الراحل وعرفوه في ساحات عمله المختلفة في الوطن وفي العديد من المنافي التي تنقل بينها مضطراً لما يزيد عن ثلاثين سنة». والمهنا من مواليد بغداد العام 1954، وهو حائز على بكالوريوس الآداب في اللغة العربية من جامعة بغداد، وعمل في مجالات اعلامية متعددة في العراق ولبنان وسوريا وقبرص وبريطانيا ودولة الامارات، وكان على الدوام موضع تقدير واحترام ومحبّة من كلّ الذين عمل معهم وترك بصماته الواضحة في المؤسّسات التي عمل فيها. تميّز الراحل بمهنيته العالية ومعرفته الواسعة وحسّه الانساني المرهف ووطنيته الراسخة، فضلاً عن جديته ودأبه وتواضعه، وعاش حياة حافلة بالنضال والابداع والدعوة للعقلانية في الثقافة والسياسة. وذكرت النقابة الوطنيّة:» تشرفت نقابتنا بانّ كان أحمد المهنا أحد مؤسّسيها المتحمسين والنشطاء، واحتل بجدارة عضوية مجلسها ومسؤولية نشاطها الثقافي قبل أن يهدّه المرض اللعين. ولهذا فإنّنا نشعر بثقل الخسارة التي منيت بها نقابتنا بفقدان الزميل المهنا. تشاطر نقابتنا عائلة الفقيد العزيز أحمد المهنا وكل زميلاته وزملائه ومعارفه ومحبيه الحزن والعزاء بهذا الفقدان الذي لن يُعوّض».
أدناه رصد لما كتبه مجموعة من الأدباء والكتّاب والصحافيّين:
وداعاً عزيزي أحمد المهنا. كنت أوّل من كتب عن الانقلاب العراقيّ بعد سقوط الطاغية على يد قوات الاحتلال الأميركي. وأوّل من حاول تفكيك هذا الانقلاب داخل الوعي الجمعيّ للمجتمع العراقيّ الحديث.
ماذا أقول؟ ستبقى معنا ما دمنا لانزال نرطن بمفاهيم الدولة المدنيّة والحريّة الفرديّة وحقوق الإنسان ومشاعية المعلومة في وسائل الإعلام وحريّة المعتقد وفصل الدين عن الدولة.
فيصل لعيبي
أحمد المهنا.. شمعة أخرى تنطفئ في ليل العراق الطويل.. الطويل..
وداعـاً يا صديق المنفى.. والأحلام المذبوحــة
برهان شاوي
الآن وقد رحلت.. يا ذا النفس الطيبة. فإنني مدين ثانية للاعتراف بانّني تعلّمت منك الاعتدال في الثقافة والسياسة.. ومعنى أن تكون الطائفية ماسخة لالتذاذنا بالعالم الكبير..
روحك طيبة أحمد المهنا.. أيّها الراحل. وأنا مدين مدين.
سرمد الطائي
وداعاً أحمد المهنا، أيّها المعلّم، ما زلنا بحاجة إليك. وكأنّنا بلا حزن أصلاً، وكأنّنا بحاجة الى المزيد من الأسى.
سأتذكرك ما حيّيت.
أحمد سعداوي
حتى في رحيلك ضحكت من الموت ….صحبتك الابتسامة وأجمل ما في الحياة ….وداعاً أستاذي فقد تركت لي كثيراً من الفرح والحبّ والأمل في حياة أفضل……أحمد المهنا.. نم خالداً أين ما تكون الآن.
قيس العجرش