طارق حرب
عندما يكون الحديث عن القصابين في بغداد والمحال التي تخصها لابد لنا ان نتحدث عن سوق الشيخ صندل في الفترة السابقة لسنة ١٩٥٠ حيث كانت محال القصابين گاطع الجبوري، وحسن العبيدي، وابن المسيچر، وفي سوق الجعيفر، القصابين فرج بن كرامة، وكريم العبيد، وفي رأس جسر الشهداء من جهة الكرخ، القصاب محمد القصاب، وفي سوق حمادة، القصاب احمد ابو نمل، والقصاب احمد المطلك، وفي سوق الشواكة، القصاب رشيد ابو حميد، هذه الاسواق في كرخ بغداد.
اما الاسواق في رصافة بغداد، ففي سوق الشورجة القصابون مجيد الحمد، وفالح حسن علي الزبيدي، وحمودي الطرفان، وهوبي الداود، وفي سوق الميدان عبد الستار احمد العبود حمودي البنية، وفي مقهى حجي عزيز حسن جواد، ونوري جواد وفي سوق الفضل القصابون هوبي الدهدور، وجاسم شكاك، وخماس ابراهيم الشيخ، وخرنوب عبد الله، ومهدي البعلون، ومحمود ابو إصبع، وفي محلة قنبر علي القصابون احمد جاسم بنية قدو بن نجود، وعباس الشگرة، وخالد الشگرة، ومهدي احمد الهندوس، وخالد احمد الشيخ.
ومحال بيع المواشي في بغداد في تلك الفترة ثلاثة محال ففي الرصافة يوجد اكبر موقف والذي يسمى ( الوگفه)، بسبب وقوف المواشي للفحص، لأجل الشراء، وهو موقف الجوبة في منطقة الشيخ عمر، وفي الاعظمية في نهاية شارع الضباط، بداية سور بغداد من الشمال، وفي الكرخ مجاور المتحف العراقي، والجامع المجاور في منطقة علاوي الحلة، وفي الساحة المجاورة لمستشفى الكرامة، ثم انتقلت الوقفة الى مقبرة الشيخ معروف قرب علوة السمك، والقصاب ذو مهنة مشهورة في بغداد، ويسمى گصاب بتحويل القاف الى گاف اعجمية وهو الجزار.
واذا كانت العادة ان يتم الذبح في مناطق معينة، فأن الاعم الاغلب ان يتولى القصاب الذبح في محلة المخصص لبيع اللحم، واحيانا يستدعى القصاب الى البيوت للذبح، وخاصة عند ذبح أُضحية العيد، اي عيد الأضحى، او إيفاء بنذر، نذره اصحاب البيت، او عند قدوم غائب، او كان في سفر بعيد، او عند الذبح فداء لوجه الله تعالى، او عند البدء ببناء دار، او عند دخول شخصية محل احترام، او عند دخول الزوجة الى بيت زوجها، او عند التخرج، او عند ختام القرآن الكريم، او عند ولادة مولود جديد، وغير ذلك من المناسبات التي يعدها اهل بغداد تستأهل الاحتفال عن طريق الذبح الذي يسمى ( فجران دم)، ويتولى القصاب الالتزام بقواعد الذبح منها ان يورد الذبيحة، ويستقبل القبلة ويذكر اسم الله بعبارة (بسم الله والله واكبر)، ويضجع الذبيحة على الجانب الايسر، ويقطع رقبة الذبيحة بسكين حادة، ويقطع الذبيحة من الرقبة والحنجرة (اللوزة)، وكانت اسماء شعبية تطلق على كل قطعة من اللحم منها الدوش، وهو اللحم الذي على الضلوع والزند، وهو اللحم الذي يكون في مقدمة الفخذ والايدي، وبيت اللحم وهو لحم الكتف، والشرح وهو اللحم من دون عظم، والضرة اي الثدي، والعاصفير وهو لحم العضلات، ومن الامثلة البغدادية الشعبية في المواشي واللحم والقصاب (درب الچلب عل الگصاب)، اي طلب الحاجة تلزم صاحبها بسلوك طريق معين، طالما ان طريق الكلب على محل القصاب، لكي يتناول ما يرميه القصاب من لحم وعظم، و( عركة إگصاصيب) اي شجار القصابين الذي لا يؤدي الى شجار حقيقي، كناية عن الضجة والجلبة التي لا طائل من ورائها.
قصابو بغداد في النصف الأول من القرن العشرين
التعليقات مغلقة