لطالما سمي الوطن ب(الام) ومهما تنازعت وتباعدت وتفرقت الاديان والمذاهب والقوميات فان مرجعيتها عبر التاريخ ونسبها يرجع الى الاوطان بوصفها الاصل والام التي انجبتها فيقال ان الاقوام نزحوا او هاجروا من هذا الوطن وان هذه العشيرة اصلها من هذا الوطن لذا فان هذا الانتماء يتسق مع الولادة وان هويتنا جميعا تنتمي الى تلك الارض والسماء التي خرجنا الى الدنيا فيها واذا كانت شرائع السماء وقوانين الارض الوضعية تتحدث وتفصل الحقوق والحريات لكل البشر على ارض المعمورة مهما اختلفت الوانهم ودياناتهم فان الاعتزاز بالاوطان والافتخار بها لاينتقص ولايتعارض مع نزعات الاستقلال ويحدثنا التاريخ كثيرا عن امم وشعوب قسمتها الحروب وفتتها النزاعات المسلحة لكنها توحدت من جديد في حض الوطن الام الذي خرجت منه وحتى التي رفضت العودة اليه لم تنقطع وشائج الانتماء اليه ونحن في هذه السطور لسنا في محل المقارنة والتفاضل بين الاتحاد او الانفصال لكننا نريد ان نلفت الانتباه لمن تبنوا خطاب التقسيم في العراق وصعدوا من لهجة الانفصال اتساقا مع الاستفتاء الذي اجرته سلطات اقليم كردستان والتأزيم الذي اعقب هذا الاستفتاء وظهور دعوات خجولة من قبل بعض ممثلي الاحزاب السياسية لتكرار مثل هذا الاستفتاء في مناطق غرب العراق او مثلما سماها من تبنى هذه الدعوة بالاقليم السني من دون ان يتمسك مطلقو مثل هذه التصريحات بتلابيب الحكمة والتعقل وفضلوا الانضمام والانجرار لميادين التأزيم في الملف العراقي بهدف تعميق الخلاف وايقاظ الفتنة ..ويكفي ان نقول لمن يريد التطبيل والتصعيد في ملف التقسيم او الانفصال ..لماذا تغمضوا عيونكم وتصموا اذانكم عن ردود فعل الدول المجاورة للعراق والرفض القاطع لماجرى في اقليم كردستنان ؟؟؟ ولماذا لاتأخذوا بنظر الاعتبار هذا الرفض العالمي الذي يقترب من الاجماع لهذه الخطوة ؟؟ ثم نسأل ايضا كيف لاقليم منفصل او منقسم ان يتنفس الحياة وسط هذا الحصار السياسي والاقتصادي والامني ؟؟ لقد حان الوقت ليجلس حكماء كردستان وحكماء المكونات العراقية ليبحثوا بعد هذا المزلق الخطير في مسالك اخرى تمنح العراق كدولة اتحادية فيدرالية القوة والمتعة في محيط تمتلك فيه الدول المجاورة من عوامل القوة مايفوق قوانا ولابد من مراجعة شاملة لكل المكتسبات التي حصل عليها شعبنا الكردي وعدم التفريط بها ولابد من حساب الربح والخسارة لكل مكون عراقي يريد الانسلاخ عن هذا الوطن ..وفي النهاية نقول ليست لدينا مشكلة مع الاستفتاء مشكلتنا مع من يريد فرض ارادته على سيادة العراق كدولة ودستور في ظرف عصيب ومع من يريد الاضرار بمصالح من يشاركوه العيش في هذا الوطن فالتقسيم والانفصال يعني التفتيت في محيط وميدان لا مستقبل فيه ولا امان الا لعراق اتحادي قوي يتشارك فيه الجميع بخيراته.
د.علي شمخي
لا مستقبل في التفتيت!
التعليقات مغلقة