تركيا توصد الحدود وإيران تغلق الجو أمام كردستان العراق
متابعة ـ الصباح الجديد:
واجه الاستفتاء ردود افعال دولية ومحلية واسعة تمثلت في الصعيد الدولي برفض اجراء الاستفتاء وضرورة دعم وحدة الاراضي العراقية والاحتكام الى طاولة الحوار مع بغداد لحل المشاكل العالقة فيما تحفظت دول الاخرى على توقيت الاستفتاء واصفة اياه بغير المناسب في الوقت الراهن.
المعطيات والمواقف الدولية والاقليمية تشير الى صعوبة انفصال كردستان عن العراق خاصة وان الدول المجاورة لها رفضت تقسيم العراق وانقسامه، فموقف الجمهورية الاسلامية الايرانية المبدئي قائم على ضرورة حفظ وحدة الاراضي العراقية وهذا ما أكدته خلال الزيارة التي قام بها جلال الطالباني لها، وكذلك موقف تركيا رغم انها حليف البارزاني القوي لكنها رفضت الانفصال معتبرة اياه خطأ فادح لما يشكله ذلك من تهديد وخطر جدي على مصالحها وحدودها وسيادتها. فيما اعتبر البارزاني أن سبب الرفض التركي – الايراني للإستفتاء على استقلال الاقليم يعود الى وجود الكرد في بلدانهم.
وعد المبعوث الخاص للأمین العام للأمم المتحدة إلى العراق يان كوبيتش، الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان المزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من أيلول المقبل بأنه «غير شرعي»، فيما أكد ضرورة تسویة الخلافات بین بغداد وأربيل عبر الحوار والمفاوضات.
وقال كوبيش ، إن «إجراء الاستفتاء العام في هذه المنطقة (إقليم كردستان) غیر شرعي»، مبينا أن «موضوع الاستفتاء العام لم یرد في الدستور العراقي».
وأضاف «بالنسبة لرؤیة منظمة الأمم المتحدة فإن النقطة الهامة التی تؤكد علیها دوما هي أن أي تغییر أو مبادرة یجب أن یتم علي أساس القانون».
وأشار كوبيتش إلى أن «الأمم المتحدة ترى بأن دستور العراق هو القانون الوحید الذي یجب أن تستند إلیه الأطراف المتنازعة».
وأكد كوبيتش أن «الأمم المتحدة تؤكد ضرورة احتواء المشاكل الراهنة وتسویة الخلافات عن طریق الحوار والمفاوضات السلمیة وما یتمخض عن المفاوضات من شأنه أن یكون أساسا لاتخاذ كافة القرارات المستقبلیة».
فيما أعرب الاتحاد الأوروبي، عن رفضه استفتاء حكومة إقليم كردستان، شمالي العراق، استفتاء الانفصال.
وجاء ذلك بحسب بيان صادر عن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، بحيث جدد الاتحاد «تأكيد دعمه الثابت لوحدة العراق وسيادته وسلامته الإقليمية».
واعتبر الاتحاد الاستفتاء المزمع «عملًا انفراديًا، سيؤدي إلى نتائج عكسية يجب تجنبها».
في الوقت ذاته اعترف الاتحاد بـ»وجود قضايا معلقة بين أربيل وبغداد تحتاج إلى حل».
وشدد على ضرورة تجاوز تلك القضايا «عبر حوار سلمي وبناء يؤدي إلى حل يتفق عليه الطرفان على أساس التطبيق الكامل لأحكام الدستور العراقي».
ويرحب الاتحاد الأوروبي بمبادرة الأمم المتحدة لتسهيل الحوار ويقدم دعمه لهذه العملية إذا طلب منها ذلك، بحسب ما ذكر البيان.
بالمقابل أصدر المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وبالإجماع قرارا رفض الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، لعدم قانونيته، وتعارضه مع الدستور العراقي الذي يجب احترامه والتمسك به، ودعم وحدة العراق لما تمثله من عامل رئيسي لأمن واستقرار المنطقة، وأن تهديد هذه الوحدة يمثل خطرا على أمن المنطقة وقدرة دولها وشعوبها على مواجهة الإرهاب».
وقال المبعوث الأميركي للتحالف الدولي ضد «داعش» بريت مكجيرك، في تصريحات صحفية على هامش زيارة ماتيس لأربيل، «إن الوقت كان غير مناسب لإجراء استفتاء كردستان العراق»، مضيفا أن التصويت على هذا الاستفتاء في هذا الوقت سيكون كارثيا بالنسبة للحرب على «داعش».
ويواجه مشروع الاستفتاء ردود أفعال سلبية من قبل الدول الغربية، تمثل في تحذير وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل، من تبعات هذا المشروع، حيث اعتبره خطوة غير صحيحة ممكن أن تؤدي إلى تردي الأوضاع في بغداد وأربيل معا، وعبرت ألمانيا عن قلقها بشأن خطط إقليم كردستان لإجراء استفتاء على الاستقلال، لكونها قد تؤجج التوتر في المنطقة.
وقال وزير الخارجية إن «بوسع ألمانيا أن تحذر فقط من اتخاذ خطوات أحادية الجانب في هذه القضية التي تهدد وحدة العراق وتضعها في خطر كبير»، مضيفا «أن إعادة رسم حدود الدولة ليس هو الطريق الصحيح، وقد يؤدي إلى تفاقم الموقف الصعب والمضطرب أصلا في أربيل وبغداد».
فيما عبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن قلقها من هذا الاستفتاء واعتبرته إجراء خاطئا في مسير محاربة تنظيم «داعش» التكفيري، مؤكدة في بيان لها دعم واشنطن لعراق ديمقراطي موحد ومستقر، وحذرت في الوقت ذاته برلين من اتخاذ خطوات أحادية الجانب في هذه القضية، وعلى صعيد متصل، أعلنت موسكو دعمها لوحدة الأراضي العراقية، داعية إلى تسوية كافة الخلافات بين أربيل وبغداد عبر الحوار.
ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن إقليم كردستان جزء من العراق الفيدرالي، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «إن القرارات المنفردة والبعيدة عن المعايير والأطر الوطنية والشرعية، والتي تتخذ في الظروف المعقدة الحالية التي يمر بها العراق والمنطقة، وفي ضوء المخططات التي يعدها الأعداء لاستمرار زعزعة الأوضاع في العراق، ما سوف يؤدي إلى مزيد من المشاكل وتفاقم الأوضاع الأمنية في العراق».
ودخلت تركيا على خط ردود الفعل بوصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، خطة إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال بأنها غير مسئولة، قائلا إن المنطقة بها ما يكفي من المشاكل بالفعل، وأن إضافة مشكلة أخرى إلى المنطقة ليس أمرا صائبا»، مشددا على رغبة تركيا في أن يعيش العراقيون جميعهم معا كأمة واحدة.