الجيش السوري يسيطر على جبال الثردة ويشرف على المطار العسكري
متابعة ـ الصباح الجديد:
استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية الى مدينة دير الزور في شرق سوريا، تمهيداً لبدء هجوم جديد يهدف الى طرد تنظيم داعش من الاحياء الشرقية التي يسيطر عليها منذ ثلاث سنوات.
وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين، الاولى تقودها قوات النظام السوري بدعم روسي، والثانية أطلقتها قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم اميركي السبت الماضي لطرد الجهاديين من شرق المحافظة.
وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس امس الاثنين عن وصول «تعزيزات عسكرية كبيرة تتضمن عتادا وآليات وعناصر الى مدينة دير الزور، تمهيداً لبدء قوات النظام هجوما يهدف الى طرد تنظيم داعش من الاحياء الشرقية في المدينة».
ويأتي الاستعداد لاطلاق الهجوم الاخير بعد أقل من اسبوع على تقدم كبير لقوات النظام في محيط المدينة تمكنت خلاله من كسر حصار فرضه التنظيم على الاحياء الغربية ومطار دير الزور العسكري منذ مطلع العام 2015.
وحقق الجيش السوري امس الاول الاحد المزيد من التقدم بسيطرته على جبل ثردة المطل على المطار ومحيطه وجبل آخر يطل مباشرة على مدينة دير الزور.
وبالنتيجة، باتت الاحياء الواقعة تحت سيطرة الجهاديين في المدينة، وفق عبد الرحمن، «هدفا سهلا لمدفعية قوات النظام». ومن شأن هذه السيطرة ان تسهل تقدم الجيش على حساب الجهاديين جنوب دير الزور لضمان امن المطار.
وبعد تقدمها الاخير في جنوب المدينة، باتت قوات النظام، وفق المرصد السوري، تسيطر على خمسين في المئة من مساحة المدينة بعدما كان التنظيم منذ صيف العام 2014 يسيطر على ستين في المئة منها وعلى اجزاء واسعة من المحافظة الغنية بحقول النفط والحدودية مع العراق.
وتستهدف طائرات حربية سورية وروسية، بحسب المرصد، امس الاثنين «بشكل كثيف مواقع تنظيم داعش في المدينة ومحيطها واريافها».
ووثق المرصد السوري امس الاول الاحد مقتل 34 مدنيا، بينهم تسعة اطفال، في قصف روسي استهدف عبارات كانت تقلهم من بلدة قريبة من دير الزور الى الضفاف الشرقية لنهر الفرات هربا من القصف واقتراب المعارك.
ويقسم نهر الفرات المحافظة إلى قسمين شرقي وغربي، وتقع مدينة دير الزور على الضفاف الغربية.
وفي هجوم منفصل في محافظة دير الزور، أصبحت قوات سوريا الديموقراطية امس الاثنين على بعد «ستة كيلومترات من الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور»، وفق المرصد.
وبعد يومين من اطلاق قوات سوريا الديموقراطية هجومها في دير الزور تحت مسمى «عاصفة الجزيرة»، أعلنت مجموعة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور في بيان امس الاثنين «تأسيس لجنة تحضيرية تناقش أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدني اسوة بالمجالس المدنية لمختلف المدن التي تحررت من قبضة الإرهاب».
وجاء في البيان الموقع باسم «اللجنة التحضيرية لمجلس دير الزور المدني» ان اللجنة مكلفة بمواصلة المشاورات «للوصول إلى صيغة نهائية (…) يتمخض عنها بناء مجلس مدني لدير الزور يكون معنيا بإدارة المدينة فور تحريرها».
وأكدت اللجنة دعمها لحملة قوات سوريا الديموقراطية في محافظة دير الزور ضد الجهاديين.
وسبق لقوات سوريا الديموقراطية ان دعمت تشكيل مجالس مدنية مماثلة لادارة شؤون المدن التي طردت تنظيم الدولة الاسلامية منها او تلك التي تخوض فيها معارك مستمرة على غرار مدينة الرقة، معقل الجهاديين في سوريا.
ومن غير الواضح اذا كان مجلس دير الزور المدني بعد تشكيله، سيعمل على التنسيق مع القوات السورية التي تسعى لاستعادة كامل المدينة من التنظيم المتطرف.
وكان رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي في قوات سوريا الديموقراطية، قال الأحد إن الخطوة الأولى من الحملة هي «تحرير شرق نهر الفرات»، من دون تحديد اذا كانت الخطوات المقبلة تتضمن مدينة دير الزور.
واكد عدم وجود أي تنسيق مع الجيش السوري وروسيا. كما شدد التحالف الدولي على أهمية خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية ضد الجهاديين في شرق سوريا.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه منتصف اذار 2011 بمقتل اكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.