تتسبب حشرة الخنفساء السوداء بنفور الكثير من الناس لها، لما تثيره في نفوسهم من اشمئزاز وتقزز، بسبب شكلها الخارجي ورائحتها وإفرازاتها الكريهة، والغريب أنك كلما ركلتها بقدمك لإبعادها عن طريقك، عادت إليك هذه “الخنفساء” بعد قليل، وهكذا تظل على هذا الحال والمنوال تُركل وتُركل.. لكنها تعود لإزعاجك من جديد، غير مبالية بكل ما يحدث لها، وفي نهاية الأمر تقرر أما أن تسحقها بقدمك لتتخلص منها نهائياً، لكنك تخشى أن تلوث حذاءك بها، أو أن تركلها بقدمك بقوة.. وتبعد هذه “الخنفساء” وترميها الى أقرب حاوية أزبال أو نفايات جاءت منها أو في بالوعة مجارٍ خرجت منها كما يركل رونالدو بيسراه الكرة ويسددها بدقة متناهية نحو المرمى ، وأما أن تقوم برشها بمبيد حشري فعال لتُخلص الناس منها ومن شرورها وإزعاجاتها!
هذه “الخنفساء” تذكرني بقصة زميل إعلامي يتعرض باستمرار الى ابتزاز علني وقح من قبل أحد المحسوبين على الصحفيين ممّن وضعوا أنفسهم “رئيساً” لتحرير “صحيفة” من الصحف التي ولدت في زمن العشوائيات والطفيليات الضارة.. وطفح المجاري الأخلاقية والاجتماعية والنفسية، واتخذت من الصحافة دكاكين للابتزاز والمحسوبية تعتاش عليها وتملأ جيوبها المثقوبة ، وتحت شعار “شيّلني واشيّلك أو “ادفع بالتي هي أحسن” أي أن من يدفع يكون هو الأفضل والأكمل والأجمل والأحسن ومن لا يدفع يُنعت بأقبح الصفات والاتهامات، هذا “الرئيس تحرير” الخنفسائي لا علاقة له بهذه المهنة الشريفة لا من قريب ولا بعيد لكنه وضع نفسه في غفلة من الزمن بهذا المنصب، في ظل الفوضى وغياب الرقابة المهنية والصحفية وهو الذي لا يجيد كتابة جملة مفيدة واحدة !
يقول زميلي: حاولت أن أجرب الحديث مع هذا “الخنفسائي” بالمهنية والمعايير الصحفية وأخلاقيات وشرف المهنة والمبادئ والمسؤولية الوطنية، لكنه لم يكن يعرف هذه المفردات والمصطلحات ، ولم يسمع بها من قبل ولم يتعامل بها ، بل كان يضحك عندما يسمع بها حتى يسقط على قفاه، كما لو أنني كنتُ أروي له نكتة مضحكة او أقص عليه موقفاً طريفاً !
واستمر هذا المدعو “رئيس التحرير” في استغلال صـحيـــفته أو نـــشـــــرته بمهاجمتي والإساءة إليّ – والحديث ما زال لصديقي – بحيث كان ينشر هذا “الخنفسائي” الأكاذيب والاتهامات الباطلة ويحاول يائساً التشهير بي عسى أن يجبرني على الرضوخ له وبما يمّول جيبه وصحيفته !
قلت لزميلي: ولماذا تسكت على كل هذه الإساءة؟ قال: كنت أنأى بنفسي عن الرد على مثل هذه “الحشرات” التي تعودت على التعامل معها ومعالجتها “بحذاء أبو القاسم الطنبوري” ، والغريب أنني كلما تجاهلت إساءاته اشتد سعيراً وفقد صوابه !
قلت لزميلي: ما هو الحل الذي تفكر به لمعالجة هذا الموضوع، قال: سأنتظر حتى يقوم أحد غيري ممّن يسيء لهم بركله بقوة وهم كُثر.. ليبعده عن طريقي، لاني انتعلت حذاءً جديداً ولا أريد تلويثه بهذا الخنفسائي!
قلت: يبدو أنك تظلم “الخنفساء” عندما تشبهها بهذا وأمثاله والصحافة منه براء !
• ضوء
كُل “مُبتز” بما لديه يَنضحُ !
عاصم جهاد