الفلوجة .. دعم الاستقرار والإعمار من خلال معالجة مخاطر المتفجرات

بعد استعادة المدينة من قبضة تنظيم “داعش”
بغداد ـ الصباح الجديد:

“تعود الفلوجة الى عهدها شيئاً فشيئاً، و لازال الأمل قائماً،” قال بير لودهامر، مديرُ برنامج دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام – العراق. قبل حوالي سنة، في السادس و العشرين من حزيران 2016، تمت إستعادة الفلوجة من قبضة داعش. و كانت هناك مفخخات ناسفة و عبوات ناسفة أخرى مبتكَرة متروكة تسببت بضحايا بين المدنيين العائدين. و من خلال المسح و الإزالة و حملات التوعية بمخاطر المتفجرات، دَعَمَت دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام جهودَ الإستقرار و الإعمار لتمكين السكان من العودة الى بيوتهم بأمان.
متحدثاً بإسم الحكومة المحلية في الفلوجة، علّق القائمقام عيسى مُضغِن قائلاً “ساهمت دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام مساهمة فاعلة في تطهير البنى التحتية من المتفجرات و جعل إعادة التأهيل ممكناً فقد تم تطهير جميع هذه المواقع، و هي الآن تقدم خدماتها لأهالي الفلوجة”.
التوعية بالتهديدات الكامنة للمتفجرات تُنقذ الأرواح. و لقد أقامتْ دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام دورات التوعية بمخاطر الألغام في مخيمات النازحين و أطراف الفلوجة، بما فيها الرمادي و الحبانية، للمدنيين العائدين محذرةً إياهم من مخاطر المتفجرات. و من خلال 4900 دورة توعية منقذة للحياة من المخاطر أُقيمتْ من خلال الشركاء، وصلتْ دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام و شركائها الى أكثر من 127 ألف مستفيد من بينهم 89400 طفل و 19200 إمرأة. و لقد إستخدمتْ أمٌ لعائلة عادت الى الفلوجة سنة 2016 المعرفةَ الجديدة التي إكتسبتْها عندما رأت، لدى عودتها الى بيتها، أسلاكاً خارجة من فرنها الطيني. و إذ أنها شكّتْ بأن تكون الأسلاك عبوة ناسفة مبتكَرة، حذّرتْ زوجها و أطفالها لترك البيت و أخبرتْ خبراء المتفجرات الذين أكدوا بأن الأسلاك كانت فعلاً عبوة ناسفة وُضعَتْ في الفرن فأزالوها لاحقاً.
قامتْ دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بتنفيذ مهمات تقييم المخاطر في المدينة بداية في تموز 2016 تبعتها إستقصاء و إزالة المتفجرات في شهر آب 2016. و في السنة الأخيرة، قامت دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بتنفيذ 263 مهمة في الفلوجة بالعمل على محطات الكهرباء و ضخ الماء و مواقع مجاري الماء الثقيل و المدارس و مؤسسات الرعاية الصحية.
إحدى هذه المهمات كانت في المستشفى العام في الفلوجة حيث تدمرتْ تسع صالات للعمليات الجراحية أثناء إحتلال داعش للمدينة. و بعد أن قامت دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بالمسح، أصبح بالإمكان بدء إعادة إعمار أبنية المستشفى و عودة كادره في أيلول 2016. و يعمل المستشفى الآن مرة أخرى مع 300 سرير و 900 موظف،منهم 65 طبيبا متخصصا و 30 طبيبا مقيما. و يخدم مستشفى الفلوجة مجتمعا يضم أكثر من 800 ألف شخص. و يتلقى ما متوسطه عشرة آلاف شخص شهريا العلاج، بما في ذلك العمليات الجراحية الكبرى.
قامتْ دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام بتطهير 5247655 متر مربع في الفلوجة خلال العام الماضي من خلال إزالة 313 عبوة ناسفة و 613 قطعة من مخلفات الحرب القابلة للانفجار. و من خلال هذه النشاطات، ستُمكّن دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أنشطةَ المساعدة الإنسانية و تحقيق الاستقرار من أجل إستعادة البنية التحتية الأساسية و المدارس و مراكز الرعاية الصحية و الطرق.
و كان عمل دائرةُ الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الفلوجة ممكنا بفضل الدعم السخي المقدّم من أستراليا و الدنمارك و أستونيا و الإتحاد الأوروبي و فنلندا و ألمانيا و إيطاليا و اليابان وجمهورية كوريا و هولندا و المملكة المتحدة.
يذكر ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وجّه في وقت سابق بتشكيل لجنة لإعادة إعمار قضاء الفلوجة، فيما يرتقب أن تتولى التنفيذ حكومة الأنبار المحلية بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وتأتي الخطوة فيما استعادت العمليات المشتركة المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وذلك من أجل ضمان عودة النازحين إلى المناطق التي هربوا منها.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار يحيى المحمدي في تصريح صحفي إن بعثة الأمم المتحدة في العراق وحكومة الأنبار ستتوليان معا تنفيذ برنامج إعادة الاستقرار في قضاء الفلوجة.
واحتضن قضاء الفلوجة مؤتمرا بحضور سفير الولايات المتحدة الاميركية، دوغولاس سيليمان لاعادة اعمار محافظة الانبار.
وقالت دائرة صحة الانبار، في في وقت سابق، انه “ انعقد في مستشفى الفلوجة التعليمي مؤتمر اعادة اعمار الانبار ومؤسسات دائرة صحة الانبار بحضور سفير الولايات المتحدة دوغلاس سيليمان ومحافظ الانبار ومجلسها ومدير عام دائرة صحة الانبار عبد الستار كاظم العيساوي”.
وتحدث رئيس الدائرة خلال المؤتمر العيساوي عن “حجم الدمار الكبير الذي لحق بمؤسسات دائرة صحة الانبار الكبرى والذي اخرجها عن الخدمة بشكل تام وتم اعادة تاهيل هذه المؤسسات بشكل جزئي حيث تعمل بنسبة جيدة تصل الى 70% من طاقتها التصميمية”، مبينا انه “تعمل الان سبعة مستشفيات من اصل احد عشر مستشفى في المحافظة كون الباقي خارج نطاق سيطرة الحكومة المركزية”.
وأضاف العيساوي ان “المراكز الصحية التي تقدم خدمة الرعاية الصحية الاولية تعمل بصورة جيدة الان ان كبرى مؤسساتنا الصحية كمستشفى الرمادي التعليمي ومستشفى هيت العام ومستشفى حديثة العام تحتاج الى اعادة تاهيل وبشكل كبير”.
وأوضح، ان “منظمة UNDP أسهمت وبشكل فاعل خلال المرحلة السابقة في دعم الملف الصحي في المحافظة حيث تم انجاز الكثير من المشاريع الخاصة بالصحة خلال فترة ما بعد التحرير”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة