تأجيل محادثات السلام في أستانا إلى الشهر المقبل
متابعة ـ الصباح الجديد:
قتل 42 مدنيا بينهم اطفال ونساء امس الاول الاثنين في قصف للتحالف الدولي على عدة احياء لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش في مدينة الرقة بشمال سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس الثلاثاء، فيما أعلنت كازاخستان امس الثلاثاء أن المحادثات المقبلة لمحاولة وضع خطة لإحلال السلام في سوريا قد تجري في منتصف ايلول في عاصمتها استانا، بعدما كانت روسيا تخطط لعقدها نهاية الشهر الجاري.
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بغارات جوية ومستشارين على الارض هجوم قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل كردية وعربية، المستمر منذ الاسبوع الاول من حزيران داخل مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الابرز في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «أسفر قصف للتحالف الدولي امس الاول الاثنين على عدد من احياء مدينة الرقة عن مقتل 42 مدنيا بينهم 19 طفلا».
وكان قصف جوي للتحالف الدولي اسفر الاحد الماضي عن مقتل 27 مدنيا في حارة سكنية في وسط المدينة.
وارتفعت بذلك حصيلة قتلى غارات التحالف الدولي على الرقة خلال اسبوع الى 170 مدنيا، بينهم 60 طفلا، وفق ما وثق المرصد السوري.
واوضح عبد الرحمن ان ارتفاع حصيلة القتلى المستمر يعود الى ان «الغارات تضرب احياء مكتظة بالسكان خصوصا في وسط المدينة»، مشيرا الى ان «غارات التحالف تستهدف اي مكان او مبنى ترصد في تحركات لتنظيم داعش «.
وأشار عبد الرحمن إلى سقوط قتلى مدنيين «يوميا» جراء غارات التحالف الدولي على الرقة، مع اقتراب المعارك اكثر من وسط المدينة.
وتتركز المعارك حاليا في المدينة القديمة فضلا عن حيي الدرعية والبريد غربا واطراف وسط المدينة من الجهة الجنوبية.
وبعد اكثر من شهرين ونصف من المعارك داخل الرقة، باتت قوات سوريا الديموقراطية تسيطر على نحو 60 في المئة من المدينة التي فر منها عشرات الاف المدنيين.
ولا يزال نحو 25 الف شخص عالقين في المدينة، وفق تقديرات الامم المتحدة.
واعتبر رئيس مجموعة العمل الاممية حول المساعدة الانسانية في سوريا ان «اسوأ مكان في سوريا اليوم هو الجزء الذي لا يزال يسيطر عليه ما يسمى بتنظيم داعش في الرقة».
وينفي التحالف الدولي تعمده استهداف مدنيين، ويؤكد اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفادي ذلك في كل من العراق وسوريا.
ودخلت عمليات التحالف الدولي الذي ينفذ غارات على الجهاديين في العراق وسوريا الشهر الحالي عامها الرابع، إذ بدأت في 8 اب 2014 في العراق، قبل أن تشمل لاحقا محاربة الجهاديين في سوريا المجاورة.
وفي تقريره الشهري الاخير في آب الحالي، قدر التحالف ان «624 مدنيا على الأقل قتلوا بشكل غير متعمد في ضربات التحالف» منذ بدء عملياته العسكرية في البلدين. لكن المرصد السوري ومنظمات حقوقية تقدر ان العدد اكبر بكثير.
بالمقابل أعلنت كازاخستان امس الثلاثاء أن المحادثات المقبلة لمحاولة وضع خطة لإحلال السلام في سوريا قد تجري في منتصف ايلول في عاصمتها استانا، بعدما كانت روسيا تخطط لعقدها نهاية الشهر الجاري.
وأفادت وزارة خارجية كازاخستان عبر موقع «فيسبوك» أنه سيتم تحديد تاريخ المحادثات خلال اجتماع يعقد هذا الشهر بين خبراء من روسيا وتركيا وايران، مشيرة إلى أنه «مبدئيا، قد نكون نتحدث عن منتصف ايلول تقريبا».
وأوضحت الوزارة أن الإعلان كان نقلا عن تصريحات وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف للصحافيين على هامش اجتماع للحكومة والذي أكد أن تغيير التاريخ يستند إلى «معلومات وصلت من روسيا».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين في موسكو امس الاول الاثنين إن الاجتماع على مستوى الخبراء سيعقد «بحلول نهاية الشهر الجاري أو مطلع ايلول «.
ولم يعط تاريخا محددا لمحادثات استانا الفعلية. وكانت روسيا تخطط لانعقاد جولة جديدة من المحادثات في استانا أواخر آب.
وخلال محادثات سلام سابقة عقدت في استانا، وضعت كل من روسيا تركيا وايران خطة لإقامة «مناطق خفض التوتر» في أجزاء من سوريا.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي مستورا أعرب عن أمله في إطلاق محادثات سلام «حقيقية وجوهرية» في تشرين الاول بين الحكومة السورية ومعارضة موحدة لم تتشكل بعد.
وتولى دي ميستورا سابقا رعاية سبع جولات من المحادثات التي لم تحقق نجاحاً في جنيف وشكل مصير الرئيس السوري بشار الاسد عقبة اساسية في تحقيق اي تقدم.