المعاني والدلالات العظيمة وراء افتتاح القنصلية السعودية في النجف بعد فتح معبر عرعر بنحو دائم هل تتحول التجارة البرية من شمال العراق الى جنوبه بحيث ينتهي الطريق المار عبر كردستان؟
هل يحصل الاستثمار في الصحراء العراقية كما حصل في الصحراء السعودية.
هذا ما يمكن قوله بعد ما حصل من دول مجلس التعاون الخليجي بعد تولي الامير محمد بن سلمان ولاية العهد الى حد ما حصل يوم 14/8/2017 من اتجاه المملكة العربية السعودية الى اقامة قنصلية سعودية في مدينة النجف مع ما يترتب على اختيار النجف المقدسة مكانا للقنصلية بوصفها المرجعية العليا للمكون الشيعي واختيارها من دون اية مدينة اخرى ذات معان ودلالات دينية معينة تتمثل بإنهاء القطيعة بين هذا المكون والاتجاه الحنبلي الوهابي الموجود في السعودية. وبالتالي فان هذه الخطوة نهاية لصراع فكري ديني اجتماعي وبداية لعهد جديد من العلاقات بين الدولتين اولا وبين المذهبين ثانيا وقد يقول قائل ان ذلك لاغراض تجارية ولقرب المدينة من السعودية وهذا يرد عليه بان هذا القول ينطبق على مدينة كربلاء اكثر من مدينة النجف كون بداية الطريق بين العراق والسعودية يكون من كربلاء ولا يمر على مدينة النجف كما ان المركز التجاري عند الاستثمارات السعودية في الاراضي العراقية لمحافظة كربلاء ولذلك فأن فتح بعثة دبلوماسية سعودية في النجف يعد تقديرا للدولة وللرئيس العبادي وللمرجعية وللمكون الشيعي وللشعب العراقي كذلك فأن ما ورد بشأن استبدال وزير الخارجية السعودي صاحب التعليقات المشهورة والموقف الصلب والذي لا يرغب في اقامة علاقات حسنة بين دول الخليج عامة والسعودية خاصة وبين العراق واستبداله بشخصية تؤمن بالفلسفة الجديدة للطاقم الذي يقوده الامير محمد بن سلمان ولي العهد ودعوة المسؤولين السعوديين للعراق للوساطة بينها وبين جمهورية ايران يدلل بنحو كبير على مكانة العراق لدى السعودية بدليل طلبها منه التوسط بينها وبين ايران يضاف الى ذلك ميل دولة الامارات العربية المتحدة مع الموقف السعودي تجاه العراق وتوجيه دعوة للسيد الصدر وما حصل من زيارة الوزير البحريني للعراق فتح منفذ عرعر بنحو دائم بين السعودية والعراق وكثير من الامور بين العراق ودول الخليج العربي مما كان خفيا ولم يظهر الى العلن والى وسائل الاعلام هي خطوات يمكن ان تشكل فتح الباب امام العراق للحصول على عضوية مجلس التعاون الخليجي مع الاحتفاظ بالخصوصية العراقية فهل تفعلها دول الخليج العربي بدعوة العراق للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي وهل يفعلها العراق ويطلب الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي مع ما يترتب للعراق من امتيازات تؤدي الى تحول التجارة من طريق اقليم كردستان الى طريق عرعر البري والاستثمارات في الصحراء العراقية التي تماثل الصحراء السعودية وفي ذلك كل الخير من اعتماد العراق على الطريق البري الشمالي ويبقى الفضل لمن حقق النصر على داعش بحيث اخذ العراق للمكانة الدولية والاقليمية الجديدة .
طارق حرب
العراق العضو الجديد في مجلس التعاون الخليجي
التعليقات مغلقة