تسعى لتوفير الملاذات الآمنة والمواد الغذائية
بغداد ـ الصباح الجديد:
أرسلت المنظمة الدولیة للهجرة (وكالة الأمم المتحدة للهجرة) في الأسبوع الماضي، فرق الطوارئ التابعة لها في أربیل لتوفير المواد غير الغذائية في الخط الأمامي وذلك إستجابة للنازحين الجدد في المستوطنات غیر الرسمیة. فالمستوطنون هم أساسا من الرعاة الرحل الهاربين من تلعفر، آخر معاقل داعش الرئيسية في العراق.
وفي أعقاب سقوط الموصل، قُرابة ٢٥٥ أسرة معظمهم من رعاة الماشية فروا قبل نحو ستة أسابيع من قرى تقع على بعد حوالي ٤٠ كيلومترا من قضاء تلعفر في محافظة نينوى العراقية، لإقامة مخيم غير رسمي في بادوش.
حيث تستعد القوات العراقية لشن هجوم عسكري على تلعفر في مقاطعة نينوى شمالي العراق. حيث كانت نسبة السكان هناك تقريبا ٢٠٠ الف شخص قبل ان يستولي عليها داعش فى منتصف عام ٢٠١٤. وبالرغم من ان الجماعة المسلحة فقدت ما يقرب من ثلثى الاراضي التى كانت تسيطر عليها من قبل، الا انها مازالت نشطة فى بعض المناطق الشمالية والغربية فى المنطقة.
ويقع قضاء تلعفر التي تضم أكبر عدد من التركمان في البلاد (وهي مزيج من التركمان السنة والشيعة العرب) على بعد حوالي ٦٠ كيلومترا غرب الموصل.
ووفقا للتقارير من تلعفر، لا يزال هناك ما بين ١٠ آلاف و٤٠ ألف شخص في المدينة، حيث يمنعهم تنظيم داعش من الفرار، أي بالضبط كما فعلوا في غرب الموصل، فقد قاموا بإطلاق النار على الأسر التي تحاول الفرار.
فوجب على أولئك الذين فروا من المدينة ومعظمهم من النساء والأطفال والمسنين، أن يتخذوا طريقا متعرجا لتجنب قبضة داعش، فمعظمهم يصلون في ساعات متأخرة من الليل.
ففي الأشهر الأولى من عمليات شرق الموصل، كانت المنظمة الدولية للهجرة أكبر مستجيب لتوزيع المواد غير الغذائية خارج المخيمات، حيث قدمت مساعدات عاجلة من المواد غير الغذائية للقرى المستعادة حديثا، سواء بشكل مستقل أو كجزء من الإستجابة المشتركة للخط الأول بين الوكالات.
فإن هنالك خمسة شاحنات و ١٢ موظفا من فرق التقييم والإستجابة السريعة للمنظمة الدولية للهجرة قاموا بزيارة مستوطنة بادوش لتوزيع مساعدات المواد غير الغذائية الضرورية للنازحين الذين يصل عددهم نحو١٥٣٠ شخص بحسب تقدير المنظمة الدولية للهجرة. تُعتبر المنظمة الدولیة للهجرة هي أول شریك لتقديم المساعدات الخاصة بالمواد غیر الغذائیة.
وشملت المجموعات المتنقلة خمسة مواد؛ الفرش وصناديق التبريد والحصير عبوة لتخزين المياه والأغطية الصيفية وزعت إلى الرعاة الذين اختاروا البقاء خارج المخيمات.
وقال أحد أعضاء فريق المنظمة الدولية للهجرة الذين زاروا المنطقة «إن حالتهم سيئة». وأضاف «انهم لم يحصلوا سوى على القليل من المساعدات».
كما أضاف، «بأن معظمهم عالقون هناك لأنهم يريدون البقاء مع مواشيهم ولا يمكنهم العودة إلى مزارعهم. ولكن في نفس الوقت، الكثير منهم يفكر في بيع قطعانهم والذهاب إلى المخيمات ومواقع الطوارئ، إذا لم تتحسن أوضاعهم «.
فقد أظهرت إستجابة الموصل أنه على الرغم من أن نسبة عالية من النازحين يختارون المأوى خارج المخيم، فإن إستجابة المنظمة الدولية للهجرة يمكن أن تكون غير كافية إلا اذا كان الوصول إلى هذه المناطق سهلا.
وعلى الرغم من استمرار عمليات النزوح من قضاء تلعفر، فإنه من غير المتوقع حدوث نزوح جماعي مماثل للهجرة الجماعية في غرب الموصل. وفي الوقت الحالي، يتم نقل النازحين من قبل الجيش مباشرة إلى مواقع المخيمات.
وعوضاعن ذلك، تأمل المنظمة الدولية للهجرة في إعطاء الأولوية لهذه المواقع غير الرسمية في جنوب تلعفر، حيث تتوفر مساعدات محدودة فقط بسبب صعوبة الوصول إليها. تتطلع المنظمة الدولية للهجرة إلى إعطاء الأولوية للإستجابة للنازحين خارج المخيمات في المناطق التي يصعب الوصول إليها من أجل عمليات تلعفر القادمة.
وبالنظر إلى انتشار الرعي في قضاء تلعفر، هنالك اتجاه متزايد نحو رفض الأسر بدخول المخيمات، وذلك ببساطة لأنهم يريدون البقاء مع مواشيهم. وأخذا بعین الاعتبار، قامت وحدة الطوارئ التابعة للمنظمة الدولیة للهجرة بالتنسیق مع الشرکاء في المجال الإنساني وطلبت دعوتهم للإستجابة في الخط الأول للنازحين خارج المخیمات الذین تکون تحرکاتهم أکثر تقییدا بشکل عام مع عدم توفر الأسواق في مواقعهم.
قال توماس لوثر فايس رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق: «يعد النازحين خارج المخيمات في العراق من أكثر الفئات ضعفا. ومن الضروري أن يتمكن المدنيين النازحين من النزاع من الحصول على المساعدات الإنسانية وأن يتم تسهيل وصول الوكالات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ضواحي تلعفر».
فمنذ بدء العمليات العسكرية لإستعادة الموصل في تشرين الأول ٢٠١٦، قامت وحدات الطوارئ التابعة للمنظمة الدولية للهجرة وفرق التقييم السريع بتوزيع ٥١,٢٣٧ طردا من المواد غير الغذائية في نينوى و ٢٣,٨٠٨ قسيمة للوقود و ٣,٢٢٠ طردا من مستلزمات تأهيل المأوى لتحسين ظروف المأوى و ٦,٣٦٢ قسيمة للملابس.
کما قدمت المنظمة الدولیة للهجرة مايقارب من ١,٧٦٥ طردا من مستلزمات المأوى الطارئة و ٥٠٠ فرن.