لولا الحكمة «النوعية» التي تحلى بها المجلس الاعلى لما انتج السيد عمار الحكيم تيار الحكمة الوطنية وهذا يعني ان المجلس الاعلى كما الحركات الاسلامية الاخرى التي مضت على ذات المسيرة وعلى خط ذات الشوكة لن يصيبها الوهن والضعف والشيخوخة التي اصابت الحركات السياسية المحيطة.
ان مايجري في المجلس الاعلى لم يكن انشقاقا كما يخيل للبعض ونحن في الحركة الاسلامية معنيون اكثر من غيرنا بتنقيط الملاحظات والحديث الصريح مع ابناء شعبنا عما يجري في اروقة الحركة الاسلامية بل كان مخاضا سياسيا بين مرحلتين ..مرحلة المواجهة ضد النظام السابق وتقديم الدم العزيز من اجل الاهداف الوطنية العليا وبين افاق المرحلة الراهنة التي الت الى العمل على اساس بناء النموذج الوطني وتقديم الخدمة لشعبنا والسير على مامضى عليه اسلافنا من قادة ورموز وشهداء كما السير على النهج الوطني والاسلامي لائمة الحركة الاسلامية في العراق ابتداءا بالامام محمد باقر الصدر وانتهاءا بامام المجلس الاعلى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم.
لم يكن انشقاقا انما كان شوطا يجب انجازه من اجل استكمال المسيرة في المجلس الاعلى وهو ينهض بالمسؤوليات السياسية والاجتماعية الجسام وفي تاهيل الدولة بالشفافية والخبرة والرجال ومشروع الخدمة وما تيار الحكمة الا الوليد الشرعي للمجلس الاعلى وليس مشروعا منافسا .. ان كل الذين يقولون بالمشروع المنافس انما يتحركون لاشعال الفتنة بين الحكيم الحالي وعمه شهيد المحراب وهو في التراب وبينه وبين اخوته في الهيئة القيادية الذين جمعته معهم اشواق واشواط ومسيرة الام طويلة عانوا فيها وقدموا ومازالوا يقدمون التضحيات من اجل هذا الوطن الذي يستحق الحياة.
ان التنوع والعمل على ايجاد المخارج الواقعية لاساليب العمل للاسلام والوطن بعدد انفاس البشر ولن يكون العمل للاسلام والوطن حكرا على فئة او جماعة كما ان الحركة الاسلامية في العراق محكومة الى يوم القيامة بسنن التطور وابتداع الاساليب الواقعية والحديثة التي تشتغل من خلالها للاسلام وعليه في مجتمع لازال يعول على الحركة الاسلامية رغم دقة الاجواء واستمرار التحدي وعظم التضحيات التي قدمتها الحركة الاسلامية منذ فجر التحرك الاسلامي قبل 30 عاما من الان الى الان.
لهذا على الاخوة في المجلس الاعلى وتيار الحكمة العمل على بيان مشترك لمؤتمر سياسي مشترك يتحرك فيه التنظيمان على تنفيذ حزمة الثوابت التي ارساها السيد محمد باقر الحكيم منذ العام 1982 وعلى تنفيذ «جوهر الحكمة» التي اطلقها السيد عمار الحكيم في بيان التهنئة الذي ارسله لشيخ المجلس الاعلى د. همام حمودي الرجل الذي رافق شهيد المحراب وكان الظل والمستشار والقريب كما اعضاء الهيئة القيادية في المجلس الاعلى للامام الحكيم الشهيد.
لايمكن الاستمرار بالذهاب الى الصمت امام جملة من التجاوزات « الاعلامية» التي عادة ماترافق مسيرة اي تحول في الاحزاب الاسلامية الكبيرة وضرورة تشكيل لجنة من الاخوة في التيار والمجلس بهدف «حصر الخلاف» مثل الدولة العراقية التي اشتغلت ولازالت على «حصر السلاح» بيد الدولة العراقية ذلك ان الاخوة في المجلس والتيار يعلمون مقدار التاثير الذي يحدثه اللغط غير المسؤول والكلام الصاعد النازل على جمهور واتباع المجلس والتيار في ظل ظروف اجتماعية وسياسية ملتبسة تحيط بالحركة الاسلامية والحركات الوطنية قبيل الانتخابات العامة التي ستجري عام2018.
تحية كبيرة لتيار الحكمة وتحية اكبار لكبار المجلس الاعلى.
عمار البغدادي