60 دولةً تشارك في إعمار المناطق المتضررة
بغداد ـ الصباح الجديد:
في وقت أعلن فيه أعلن صندوق اعمار المناطق المتضررة تمكنه من استحصال وعود حقيقية من 60 دولة للمشاركة في حملة اعادة الاعمار، كشف وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمد شياع السوداني عن اطلاق قروض المشاريع الصغيرة المدرة للدخل للمناطق المحررة في محافظة نينوى، داعيا اهالي تلك المناطق للتقديم على القروض الميسرة التي تتراوح بين (3-8) ملايين دينار ومن دون فوائد.
وقال السوداني خلال مؤتمر صحافي مشترك عن منجزات وانشطة الوزارة في المناطق المحررة مع لجنتي العمل والمرأة البرلمانيتين في أمس الاثنين، ان اولوية العمل للوزارات ومؤسسات الدولة ودوائرها هو الاستمرار في تقديم الخدمات للمناطق المحررة بعد تحقيق الاستقرار فيها من تهيئة الاجواء الامنية وتنظيف وتأهيل المدن، مشيرا الى ان الوزارة بادرت باطلاق القروض لاهالي تلك المناطق كونها موضوعاً حيوياً لمحافظة تعرضت للتدمير والخراب واصبحت تعاني من البطالة وقلة فرص العمل وبامكانهم التقديم على الموقع الالكتروني لوزارة العمل.
واضاف ان “الوزارة عملت على الحفاظ على حصة محافظة نينوى من القروض الميسرة التي تصل الى 24 مليار دينار وبادرت بتخفيف الضوابط الخاصة بالتقديم على القروض من ناحية الكفيل وضمان العقار والاكتفاء بضمانة شركة كفالات مصرفية وذلك لمراعاة الظروف والاوضاع الصعبة التي يمر بها ابناء محافظة نينوى”.
وفيما يتعلق بتأهيل دور الدولة في المناطق المحررة، اوضح وزير العمل ان الاحداث والجرائم التي ارتكبتها عصابات داعش الارهابية بحق ابناء الشعب خلفت ظواهر مأساوية اهمها الأطفال مجهولو النسب وآخرون من ذوي الاعاقة والذين فقدوا ذويهم او اسرهم اثناء العمليات العسكرية او القتل او التهجير وهم بحاجة الى مأوى ودور لاحتوائهم، إذ استلمت الوزارة بحدود 16 طفلا بعضهم من جنسيات اجنبية وهذه الحالات تحتاج لمعالجات قانونية.
ولفت الى ان بعض دور الدولة في تلك المناطق تعرضت للتدمير في حين لا تزال اخرى مؤهلة لاستقبال تلك الحالات الا انه مع الاسف بعض الدوائر والمؤسسات التابعة لمجلس المحافظة قامت باستغلال تلك الدور.
ودعا جميع مؤسسات الدولة او التابعة للمحافظة في المناطق المحررة الى اخلاء تلك الدور وتسليمها لدوائر وزارة العمل وخاصة ان هناك اتفاقاً مع بعض المنظمات الدولية لاعمار وتأهيل تلك الدور.
وفيما يخص الانشطة التي تقدمها دوائر الحماية الاجتماعية في وزارة العمل، قال السوداني ان “الوزارة حافظت على صرف الاعانات النقدية للمستفيدين في المناطق المحررة منذ سقوط الموصل في 10/6/2014 برغم الظرف المالي الصعب للبلاد وموجة النزوح”.
وأضاف ان “الوزارة وضمن الامكانيات المتوفرة لها حاولت تنفيذ قانون الحماية الاجتماعية بالآلية الجديدة التي تتضمن التدقيق والبحث الاجتماعي وتمكنت من شمول اسر اخرى فقيرة بالقانون وهي بحدود 140 اسرة من محافظة نينوى و68 اسرة من الانبار و61 اسرة من صلاح الدين”.
في شأن متصل، أعلن رئيس صندوق اعمار المناطق المتضررة من الارهاب مصطفى الهيتي، عن التمكن من استحصال وعود حقيقية من 60 دولة للمشاركة في حملة اعادة الاعمار.
وقال الهيتي في حديث صحافي، إن “الكويت اعلنت استعدادها لتضييف مؤتمر المانحين على ارضها بعد مباحثات ثنائية”، مبينا ان “المؤتمر يأتي بعد انتصارات القوات الأمنية، اذ ان وفداً كويتياً سيزور العراق قريباً متوجها الى الموصل للاطلاع على حجم الدمار الذي حصل في هذه المدينة”.
واوضح ان “الصندوق لبى دعوة من البنك الدولي لمناقشة اعادة اعمار المناطق المتضررة من الارهاب في العاصمة الاميركية واشنطن في العاشر من هذا الشهر، بحضور ما يقارب 35 دولة”.
وأشار الى ان “الصندوق قارب على اكمال القرض الاول من البنك البالغ 350 مليون دولار وبفائدة قليلة جدا تدفع بعد 15 عاما، وكان هناك تحد لاقناع المجتمع الدولي بزيادة مبلغ القرض من خلال عرض الاعمال المباشرة التي انجزها الصندوق في المرحلة الماضية بالقرض الاول والتي بلغت 152 مشروعا والتنسيق بين دوائر الدولة والجهة المانحة وآلية العمل، اذ وافقت الدول على زيادة القرض الى 500 مليون دولار، ليشمل نينوى بعد تحريرها من براثن الارهاب، بعد ان كان القرض الاول مخصصاً لمحافظتي صلاح الدين وديالى، اضافة الى رفع شعار (التحالف الدولي لاعادة اعمار العراق”.
وبين ان “الصندوق قادر على ادارة الاموال والاشراف عليها، وقد بلغت الان نحو مليار و200 مليون دولار، بعد اضافة مبلغ الموازنة الحكومية”، مؤكدا”استعداد نحو 60 دولة لاعادة اعمار العراق، باختلاف نوع المشاركة سواء كانت بالاموال او دخول شركات وغيرها”.