بعد جلسة ماراثونية مجلس النواب ينجح بتسمية هيئته الرئاسية
بغداد – أثير حسن:
إنطلقت أعمال جدول الجلسة الثالثة والماراثونية لمجلس النواب عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً بمشاركة 273 نائباً، طلب رئيس السن مهدي الحافظ من النواب عدم مزاحمة الجدول بالمداخلات والمهاترات، داعيا اياهم الى حسم كافة المهام بدءا بانتخاب رئيس مجلس النواب الى اختيار نائبيه.
وقب تأدية كل من النائبين مثال الآلوسي وخلف عبد الصمد اليمين الدستورية، أعلن الحافظ انطلاق عملية التصويت على كل من المرشحين سليم الجبوري عن أئتلاف القوى الوطنية، والنائب شروق العبايجي عن التحالف المدني الديمقراطي، عملية التصويت السري أنتهت الى انتخاب الجبوري رئيسا لمجلس النواب دون عوائق وبواقع 194 صوتاً، مقابل 18 صوتاً لصالح النائبة شروق العبايجي.
وبدأت بعد ذلك عملية اختيار النائب الأول، مهمة النواب الثانية لم تكن هادئة كسابقتها، بل شابها العديد من المداخلات والمشكلات، حيث تقدم للترشح كل من النائب أحمد الجلبي مدعيا أن ترشيحه جاء عن طريق كتلة الأحرار، والنائب حيدر العبادي الذي جاء ترشحه عن طريق التحالف الوطني، بالاضافة الى النائب فارس ججو عن قائمة الوركاء الديمقراطيين المنضوية تحت التحالف المدني الديمقراطي.
الا ان كتلة الاحرار سرعان ما بادرت الى نفي ترشيحها الجلبي للمنصب، مبدية تمسكها بخيار التحالف الوطني، المتمثل بالنائب حيدر العبادي، الذي حصل على 149 صوتاً من أصل 273 صوتاً، مقابل 107 أصوات للجلبي، والنائب المسيحي فارس ججو على ستة اصوات فقط مع بطلان 13 صوتاً.
وبذلك لم يتمكن أحد من الحصول على الاغلبية، لتبدأ بعد ذلك حملة من الاعتراضات على الخطوة المقبلة، وليؤكد عقبها النائب أحمد الجلبي ان ترشيحه جاء بناءاً على صفته الشخصية.
ترشح الجلبي أدى الى انشقاق في أصوات النواب،، ما أدى الى هبوط عدد أصوات مرشح التحالف الوطني حيدر العبادي، بحسب النائب السابق علي الشلاه، في حديث خص به “الصباح الجديد”، أمس الثلاثاء، وذكر الشلاه ان “الجلبي تنصل عن اتفاقات التحالف، فهو أشبه بالخيانة ويجب ان تحاسبه عليها كافة الأطراف داخل التحالف الوطني وخارجه.
أعقب هذا اللغط داخل قاعة مجلس النواب، اعلان رئيس السن رفع الجلسة، على ان تعاود بعد انقضاء نصف ساعة.
أستأنفت الجلسة عقب ذلك بأعلان النائب عن التحالف الوطني أحمد الجلبي سحب ترشيحه من سباق التنافس على منصب النائب الاول لرئيس مجلس النواب.
وقال الجلبي في كلمة له خلال الجلسة “أعلن سحب ترشيحي من الترشح لمنصب النائب الأول لرئيس البرلمان”، داعياً النواب الى “انتخاب النائب عن التحالف الوطني حيدر العبادي للمنصب “مثمنا” من انتخبه في الجولة الاولى”.
وبخصوص ترشح الجلبي، تحدث الجعفري خلال الجلسة قائلاً “التحالف الوطني صادق على ترشيح النائب عن ائتلاف دولة القانون حيدر العبادي لمنصب النائب الاول لرئاسة البرلمان، ولكني تفاجأت بشيء هو ترشيح أحمد الجلبي منافسا للعبادي”.
وذكر خلال جلسة البرلمان ان “احمد الجلبي صديقي لا احد يزاودني عليه و حيدر العبادي ايضا صديقي من فترة طويلة وكنا في خندق جهادي واحد، ومتحمس ايضا على المرشح الثالث بنفس الحماسة للجلبي والعبادي لان كل البرلمانيين هم اصدقائي وزملائي، وهذه الجزئية البسيطة التي حصلت نتيجة ترشيح الجلبي لا تعتبر مشكلة، ولكن المهم ان ننتهي على وحدة البرلمان ونحقق امالهم وكلهم اخواننا”، لافتاً الى ان “تقديم احمد الجلبي كمنافس لحيدر العبادي هو التباس فني جرى في التحالف الوطني ، وضرورة عدم منح تلك المسألة اكثر من حجمها، واحب ان اقول بان ترشيح الجلبي بمثابة رسالة يريد ان يوصلها واقول له وصلت”.
أعقب ذلك التصويت على النائب ارام الشيخ محمد لمنصب النائب الثاني لرئاسة البرلمان، ليفوز بحصوله على اصوات بلغت 171 وعدد الاصوات الباطلة 70 من اصل 241، وينتمي الشيخ محمد الى كتلة التغيير الكردية.
دستورياً، تسمية الهيئة الرئاسية لمجلس النواب تعني، فتح الباب لمدة ثلاثة أيام على تقدم المرشحين لمنصب رئيس جمهورية العراق، ليلي اختيار الرئيس، تسمية رئيس مجلس الوزراء، وتكليفه بتشكيل مجلس الوزراء.