هجروا محافظتهم لتدهور الأوضاع الأمنية
متابعة حيدر طه الطاهر:
دفعت الظروف الأمنية المتردية في الأنبار العديد من سكان المحافظة الى التفكير بالهجرة خارج البلد بحثاً عن الأمن والإستقرار. منذ انطلاق العلمليات العسكرية مطلع العام الحالي، نزحَ أكثر من مليون شخص بحسب المصادر المحلية في المحافظة، ولعل امتداد فترة القتال بين المسلحين والقوات الأمنية جعلت الكثير من الانباريين يبحثون عن الأمن في دوائر اللجوء الى محتلف أنحاء العالم.
علاء وعائلته الصغيرة المكونة من زوجته وأطفاله الثلاثة، غادر مسقط رأسه متجه الى اقليم كردستان، ليستقر فيها، غير أنه ومع إزدياد أعداد النازحين، لم يعد قادراً على توفير مبلغ ايجار الغرفة في الاقليم والذي وصل الى مليون دينار شهريا، ليقرر بعد ذلك العودة الى محافظته بعد ان نفذت مدخراته المالية، ويذكر علاء لـ “الصباح الجديد”، وهو يجرجر انفاس الحسرة “لم يعد أمامي خيارٌ آخر فبعد أن تقطعت بي السبل في بلدي الذي لم أعد آمن فيه على نفسي ولا على عائلتي بدأت بالبحث عن فرصة للجوء الى احدى الدول الغربية لعلي أجد مكاناً أعيش فيه واشعر بإنسانيتي وأشعر بالأمان على عائلتي التي لا ادري في أي لحظة أفقدها وانا في بيتي في الانبار”. ويتابع علاء قائلاً “ليس من السهل أن يهاجر أحدنا ويترك بلده وأهله وأقاربه وجيرانه وذكرياته إنها أصعب اللحظات التي في حياتي ولكن ما الذي بقي لي وأنا أبحث عن شيء من الأمن والأمان لعائلتي وأطفالي , للأسف صار العراق ساحة حرب وبيوتنا ومدارسنا وشوارعنا كلها مسرح للاشتباكات والقصف والانفجارات والموت الذي يتجول بيننا كل لحظة ولا ندري في اي دقيقة يفقد أحدنا الآخر”.
كثيرون آخرون مثل علاء الذين بدأوا يشعرون بالتضييق من الجماعات المسلحة، فالمهندس عمار فتاح الدليمي من اهالي الفلوجة غادر المدينة هو وعائلته المكونة من زوجته واطفاله الاربعة ووالديه وشقيقته المدينة، مع بدء الأزمة وتحول العمليات العسكرية الى عنف مفرط راح ضحيته المئات من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال بين قتيل وجريح يسرد عمار آلامه وقساوة الظروف التي يمر بها لكنه عاد ليقضي شهر رمضان في مدينته غير أنَّ الوضع الأمني المتردي لم يبق أمامه وعائلته سوى التفكير بالنزوح من المدينة مرةً أخرى ولم تكن وجهتهم هذه المرة الى كردستان بل محاولة أخرى للحصول على اللجوء الانساني الى احدى الدول الاوربية يشير عمار الى أنَّ” الوضع الأمني المتردي جداً في الانبار وعدم وجود بصيص أمل في انتهاء الازمة والمعاناة المستمرة لنا ولعوائلنا دفعني الى التفكير بالهجرة الى خارج العراق فلست مستعداً لفقدان احد افراد عائلتي وقد افقدهم جميعاً بسبب الاشتباكات المسلحة والمعارك الدائرة والتي تخوضها الجيش العراقي من جهة، والجماعات الارهابية من جهة أخرى، فلم يعد بإمكاننا العيش بسلام إطلاقاً تحت رحمة الصواريخ والقذائف فكل يوم نفقد جاراً أو قريباً أو صديقاً نحن نعيش في ساحة حرب حقيقية منذ شهور ولم نجد احداً من سياسيي المحافظة وقف معنا بل تناسونا وباعونا بثمنٍ بخس من أجل المناصب والمصالح الحزبية الضيقة”.
ويذكر الدليمي أنَّ “الهجرة واللجوء الإنساني أصبح خيارنا الأخير بعد أن فقدنا الأمل للأسف بعودة العراق الى الاستقرار في ظل هذه الكتل والاحزاب السياسية التي حولت البلد الى ساحة حرب كبيرة وقودها العراقيون جميعاً فيما ينعمون هم بالمخصصات والسيارات المصفحة والمناطق الآمنة المحصنة وخاصةً سياسيي محافظة الأنبار الذين هربوا جميعاً الى خارج المحافظة إمّا الى دول الجوار أو الى اقليم كردستان مع ملياراتهم تاركين المواطنين يقاسون مرارة الموت دون رحمة ومئات آلاف النازحين بلا متابعة أو مساعدة انسانية لذلك وصلت الى نتيجة كمواطن أنني لم اعد استطيع البقاء في بلدي للأسف وسأهاجر بعيداً لعلي في يوم من الايام اسمع في نشرات الاخبار أنَّ العراق عاد إليه الأمن والأمان والاستقرار من جديد”.