استمرار انتشال أحياء وقتلى من تحت أنقاض الموصل
نينوى ـ خدر خلات:
برغم مضي 13 يوماً على الاعلان الرسمي عن تحرير مدينة الموصل، الا ان اعمال انتشال القتلى وانقاذ الاحياء مستمرة في الموصل القديمة، فيما قلل ناشطون موصليون من قيمة نقاط التفتيش داخل المدينة، مطالبين بتكثيف العمل الاستخباري لملاحقة فلول داعش وخلاياه النائمة في جانبي المدينة.
فقد نجحت فرق الدفاع المدني في انقاذ عائلة كاملة مكونة من 8 افراد في منطقة النبي جرجيس بعد سقوط بيتهم فوق السرداب باسفل منزلهم وتم محاصرتهم فيه لاكثر من اسبوعين، وكانوا في اوضاع صحية مزرية، لكن ليست خطرة، بسبب الارتفاع الحاد بدرجات الحرارة واعتمادهم على الماء ومادة الطحين كغذاء لهم طوال مدة احتجازهم تحت الانقاض.
كما تمكنت احدى المفارز التابعة للجيش العراقي من انقاذ طفلة من تحت الانقاض، وتم نقلها الى احد المستشفيات لانقاذها من الرضوض التي اصابتها، فيما البحث عن عائلتها مستمر.
كما تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال جثث لاربعة اشخاص من عائلة واحدة بضمنهم امرأة في منطقة دكة بركة بالموصل القديمة من تحت انقاض منزلهم، بعد ابلاغات من سكان محليين بوجود ضحايا تحت انقاض المنزل المنكوب.
فيما لقي 8 اشخاص واصيب خمسة آخرون من المواطنين في حي النجار، اثر انفجار منزلين مفخخين من قبل تنظيم داعش، في اثناء تفقد المواطنين لمنزليهما.
وتستمر نداءات لانقاذ المدنيين العالقين تحت الانقاض من قبل ذويهم، من قبل فرق الدفاع المدني و القوات الامنية، فيما يرى ناشطون انه لابد من ارسال فرق متخصصة ومعها آلات ثقيلة للاسراع بانقاذ الاحياء المحاصرين تحت الانقاض.
وكان تنظيم داعش الارهابي يتعمد تفجير عجلاته المفخخة والمحملة باطنان من المتفجرات في الفروع والازقة الضيقة بالموصل القديمة، لمنع القوات الامنية من التقدم، كما انه اتخذ من آلاف العائلات كدروع بشرية ونشر قناصيه فوق منازل مكتظة بالمدنيين المحاصرين.
ناشطون موصليون يدعون لتكثيف العمل الاستخباري
قلل ناشطون موصليون من اهمية نقاط التفتيش في الاحياء السكنية والشوارع العامة في حفظ الامن بالمدينة المحررة حديثا، مطالبين بتكثيف العمل الاستخباري لملاحقة فلول تنظيم داعش الارهابي وخلاياه النائمة.
وقال الناشط الموصلي والحقوقي لقمان عمر الطائي لـ “الصباح الجديد” انه “على القيادات الامنية العراقية ان تأخذ العبرة مما حصل في حزيران 2014 في اثناء سقوط المدينة بكاملها بيد عصابات داعش، حيث كان هنالك عشرات المفارز والسيطرات ونقاط والتفتيش، التي لم تمنع سقوط المدينة، بل انها زادت من سخط الاهالي بسبب اعاقة تحركاتهم طلبا للرزق او للاستمرار باعمالهم الوظيفية”.
واضاف “نقاط التفتيش لها اهميتها، لكن لا يمكن التعويل عليها في حفظ الامن والامان، بل يجب تكثيف العمل الاستخباري، وزيادة اعداد العناصر الاستخبارية بالازياء المدنية، وكسب الباعة المتجولين وغيرهم لايصال المعلومات للقيادات الامنية”.
ولفت الطائي الى ان “هنالك تجارب عديدة لشعوب عديدة نجحت بفرض الامن من خلال العمل الاستخباري، الذي من اهم شروطه التعاون بين الاهالي والاجهزة الامنية، واليوم الغالبية العظمى من اهالي الموصل تدعم وتساند القوات الامنية بشتى صنوفها، بعدما عاشوا 3 سنوات من الظلم والقهر تحت قوانين داعش الظلامية”.
مبينا ان “تدفق المعلومات حول الدواعش والمبايعين والمناصرين من المتورطين مع هذا التنظيم المتطرف، للاجهزة الامنية تؤكد حرص الاهالي على امنهم واستقرارهم، بل ان معلومة من مواطن قادت الاجهزة الامنية لاعتقال داعشي كان يروم تسلم راتبه من دائرة الرعاية الاجتماعية بنينوى، في حين هو متهم بقتل واعدام منتسبي الاجهزة الامنية في اثناء سيطرة داعش على المدينة”.
وغالبا ما يقول ناشطون موصليون ان العشرات من الدواعش عادوا لمنازلهم باحياء الموصل بجانبي المدينة، ويحملون هويات مزورة، حيث انه عند القبض عليهم لا تظهر اسماؤهم “المزورة” في قواعد بيانات الاجهزة الامنية ويتم اطلاق سراحهم وتزويدهم بكتب تشير الى انهم واجهوا التحقيق الامني ولم يثبت ضدهم شيء.