بعدما أعدموا العشرات ودماؤنا تنزف واظبوا على صلاة العصر قرب الجثث
نينوى ـ خدر خلات:
كشف ناجٍ ايزيدي من اول مجزرة ارتكبها تنظيم داعش في سنجار والتي اسفرت عن مقتل 76 مواطنا، كيف ان الدواعش تركوا الضحايا يحتضرون ودماؤهم تنزف وقاموا للصلاة قرب جثثهم.
ونقل الباحث الايزيدي داود مراد ختاري، المختص بتدوين قصص الناجين الايزيديين من قبضة داعش نقلا عن الناجي الايزيدي خلف ميرزا داود هويري/ تولد 1963 من سكنة حي الشهداء بمركز سنجار “كنت اعمل حارسا ليليا لهياكل الشقق الجديدة غربي سنجار، وفي ليلة الثالث من آب 2014 و في الساعة السابعة وصلت قوافل أهالي كرزرك وتل قصب الى سنجار، وطلبت من مسؤولي في مقر عملي أن أذهب الى البيت، وصلت من الشقق الى داخل مركز سنجار عند الفندق السياحي ومشيت الى مزار سيد زكري، كانت الساعة الثامنة والنصف صباحاً، رأيت جثتين هناك، ثم وصلت البيت.. كان أهلي في انتظاري.. وهم في حيرة من أمرهم الى أين سنذهب؟”.
وتابع “جارنا المسلم علاقتنا كانت ودية به، فكرت العائلة بالبقاء واللجوء اليه وربما سيأوينا ويساعدنا هكذا فكرنا، قبل أن يدخل الدواعش منطقتنا ونشهد ترحيب الأهالي بهم، وحينما أزداد عددهم في التاسعة صباحاً بحكم التحاق الخلايا النائمة بهم بمن فيهم (محمد مراد علو الكيجلي) الذي حضّر وجبة فطور لهم ، قررت الهرب وانقاذ افراد عائلتي.. بواسطة سيارة احد معارفي” .
واضاف هويري “ذهبت الى دار والدتي ومعها ضرتها زوجة أبي، و زوجة شقيقي مع شقيقاتي وأخي المصاب بحالة نفسية ، وطلبت منهم أن نخرج من الجبل، لكن الوالدة رفضت وقالت ـ لا نستطيع الخروج من الدار لأني عجوز وابني معوق، ليأتوا ويرون حالنا ! قلت لها ـ لا يا أمي .. هؤلاء مجرمون .. لا يشفقون على أحد، لنخرج الى الجبل مشياً. وعند وصولنا الى بيت عفدي والملعب بالقرب من محطة تعبئة الوقود رأيت جثتين على الرصيف، وعندها أطلقوا علينا النار.. كنت أحمل رشاشة مع مخزنين ، وصلنا الى القراج عبر درابين حي النصر، رأينا الدواعش قد وصلوا الى القراج واطلقوا من جديد النار علينا، توجهنا نحو مزار (كلي حاجي).. وضعت الوالدة مع البعض من افراد العائلة عند عائلة (ايزدين آديك) كي اذهب الى اطفالي وزوجتي لمعرفة مصيرهم”.
مبينا انه “عند الساعة الثانية عشرة ظهراً كان الناس في حالة يرثى لها ، وصلت الى المهركان وبعد 7 دقائق جاءت مدرعة للدواعش ومعهم المواطن الايزيدي (بدل قرا) الذي تم اختطافه أيضاً وقال : هؤلاء جاءوا ليبلغوكم باننا لا نود ايذاء العائلات وغادر الدواعش بسرعة مع المدرعة متوجهين لركن اخر في المدينة، و بعد ربع ساعة وكنا نتناول الشاي عند عائلة (الياس معمو) رأينا قوة كبيرة للدواعش تتقدم نحونا، كنت أحمل قطعة السلاح، أخذها مني احد الشباب وأخفاها في مكان بعيد عنا، طلبوا منا عزل الرجال عن النساء وملأوا سلتين كبيرتين بهواتفنا النقالة التي انتزعوها منا، و قالوا: من بقى لديه هاتف نقال (موبايل) سوف نرميه بالرصاص، طلب منا الوقوف بالاصطفاف من اجل وصولنا الى سنوني وقادونا مشياً نحو الأعلى كنا (86) رجلاً وثلاثة أطفال كبار بعمر 10 سنوات، ونحن نمشي.. قلت للذي كان أمامي لنهجم جميعاً عليهم ونقتل بعضا منهم وها هم يقودونا الى الوادي لقتلنا لكنه رفض”.
ودار حوار بين احد الايزيديين والدواعش، فسأله الايزيدي: الى أين ستأخذوننا ؟ رد الداعشي: الا تعلم الى سنوني (ناحية بشمال سنجار) وسنسقيكم من ماء زمزم.. ثم اوقفونا في ثلاثة صفوف، فقال الياس معمو متوسلا: ـ ارجو منكم أن لا تقتلوا هذا الطفل وهو الوحيد للعائلة وقتل أبوه في انفجار سيبا شيخ خدر، فرد الامير الداعشي: سنقتله لانه أصبح شاباً وصوب مسدسه على جبينه فتناثرت أجزاء من رأسه ودماغه في الهواء.. لكنه طلب من الطفلين الاخرين أن يذهبا الى حيث النساء من بقية العائلات”.
لافتا الى انه “كان بالقرب مني داعشي شيشاني ضخم البنية، حاول الرمي علي بسلاحه لكن السلاح تعطل وفي هذه اللحظات أمر الامير جميع أفراده بالرمي الجماعي علينا”.
… يتبع