بغداد ـ الصباح الجديد:
نشر القضاء العراقي إحصائية رسمية تظهر عدد حالات الانتحار في البلاد العام الماضي.
وبحسب الإحصائية فأن بغداد وكربلاء وذي قار تصدرت بقية المحافظات بعدد المنتحرين من الذكور والإناث، بينما لم تشهد ثلاث محافظات تسجيل أية حالة.
وفيما وضع باحث اجتماعي عوامل عدة لارتفاع حالات الانتحار، بينها الابتزاز عبر الانترنت والمخدرات وقضايا الشرف، أكد قاض متخصص أن القانون العراقي وضع عقوبة للمحرضين على الانتحار.
وأكدت الإحصائية أن العاصمة بغداد سجّلت 38 حالة انتحار متصدرة جميع المحافظات، تلتها كربلاء بـ23، ثم ذي قار مسجلةً 22 حالة.
وجاءت المحافظات الأخرى في الإحصائية كالتالي: القادسية 15، بابل 12، صلاح الدين 6، البصرة 3، ميسان 2، بينما سجلت محافظات واسط وكركوك حالة واحد لكل منهما، ولم تسجل النجف وديالى والمثنى أية حالة انتحار خلال عام 2016.
وبالنسبة لهذه الأعداد مقارنة بالكثافة السكانية فأن كربلاء تسجل عددا لافتا بالمقارنة مع المحافظات الأخرى.
ويرجع رئيس استئناف كربلاء القاضي محمد عبد الحمزة حوادث الانتحار في المحافظة إلى أسباب اجتماعية، غير أنه ينفي وجودها في ما أسماه “المجتمع الكربلائي الأصيل”.
وقال عبد الحمزة في حديث الى “القضاء” إن “أغلب هذه الحالات تقع في المناطق المشيدة حديثا، ومن وجهة نظر اجتماعية يمكن تقسيم المجتمع الكربلائي إلى قسمين: المجتمع الأصلي والمجتمع الوافد الذي زحف من مناطق مختلفة في البلاد بحثا عن العمل في كربلاء المدينة الدينية والتجارية”.
ولفت إلى أن “أغلب حوادث الانتحار تنبثق من المجتمع الأخير بسبب الأوضاع السيئة التي يعيشها سكانه من تخلف وفقر وجهل وبطالة، إضافة إلى الأعراف الاجتماعية الضاغطة من المجتمعات التي انحدروا منها سواء على الرجال أو النساء، هذا ما يولّد حالات الانتحار أما المجتمع الكربلائي الأصيل فتنعدم فيه هذه الحالات”.
وبينما يضع الباحث الاجتماعي الدكتور علي طاهر الحمود عدة عوامل فاقمت من ارتفاع نسب الانتحار في العراق، فأنه يشكك بوجود حالات انتحار للنساء بهذه الكمية لأن بعضها يمكن أن يكون تحت غطاء “جرائم الشرف”.
وقال الحمود في حديث إلى “القضاء” إن “الحالات الأكثر معالجة قانونية أو مؤسساتية هي جرائم الشرف بحق النساء المنتحرات، فنحن كباحثين اجتماعيين نشك بوجود حالات انتحار إلا بنسبة قليلة وهذا موثق ضمن دراسة شملت مناطق العراق كافة”.
وعن الأسباب تابع الحمود أن “نسبة خط الفقر عالية في الوسط والجنوب حيث أظهرت الدراسات الحديثة ان نسبة الواقعين تحت الفقر في محافظة ذي قار 45 % تلتها السماوة وبعدها البصرة ثم العمارة صعودا إلى بغداد، ويعد الفقر أهمّ مسببات الانتحار”.
وفي معرض حديثه عن الانتحار، قال القاضي ناصر عمران إنه “ظاهرة إجرامية بعد أن ازدادت معدلاته”، بينما عرّف “السلوك الانتحاري بأنه التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته”.
وأوضح أن “هناك حالات ينص عليها قانون العقوبات العراقي حول المحرضين على الانتحار”.
إحصائية للقضاء: بغداد تتصدر المحافظات بالانتحار في عام 2016
التعليقات مغلقة