عادات اجتماعية وانتظار عودة “المفقودين” من أفراد العائلة من أهمها
نينوى ـ خدر خلات:
كشف باحث ايزيدي مختص بتدوين قصص الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش الارهابي عن الاسباب التي تحول دون زواجهن، مشيرا الى ان عدد من تزوجن منهن لا يتجاوز عدد اصابع اليدين الاثنين فيما عدد الناجيات يبلغ نحو 1500 ناجية.
وعلى وفق دراسة اعدها الباحث داود مراد ختاري، وتابعها مراسل “الصباح الجديد” فانه “هناك بعض العراقيل التي تحد من زواج الناجيات الايزيديات، منها عدم قبول العائلة بزواج ابنتها الناجية الا بعودة بقية أفراد العائلة ذوي المصير المجهول، وجميع الناجيات لديهن مفقودين من أفراد العائلة منذ ثلاث سنوات، وهذه الحالات والعادات في مجتمعنا يجب تجاوزها في هذه المرحلة والا سنقع في صعوبات ولا يمكن تجاوز الأزمة بعد ذلك”.
واضاف “الكثير من الشباب الايزيدي يتصلون بنا، ويودون الزواج من الناجيات، لكن الناجيات يرفضن الزواج في الوقت الحالي، مثلاً في قرية كوجو (15 كلم جنوب سنجار وتعرضت لابادة شبه جماعية)، أقسم شاب ايزيدي عمره 22 سنة بان لا يتزوج الا من ناجية، ولكن جميع الناجيات من القرية رفضن طلبه للزواج، مؤكدين على عدم الزواج الا لحين أن تأتي آخر مختطفة ويتبين مصير جميع الرجال والاعزاء على قلوبهن”.
ولفت ختاري الى ان ” الحالة نفسها في قرية حردان تقدم مجموعة من الشباب للزواج من الناجيات، ولكن عائلاتهن رفضوا ذلك رفضاً قاطعاً، معللين بعدم رغبتهم بقبول زواج بناتهن الا بعد معرفة مصير المختطفين من عائلاتهم ومرور سنة أو سنتين على اقامة مراسيم العزاء على الذين سيتم التأكد من موتهم”.
وتابع بالقول “ذات مرة طلب شاب ايزيدي مقيم في المانيا الزواج من احدى الناجيات المتواجدات في مدينة اشتوتكارت، وبعد مفاتحتها وافقت على الطلب، وبعدها بأيام عادت ورفضت، وعند الاتصال بها كانت مترددة بين القبول والرفض، وتبين ان عائلتها في العراق يمنعون زواجها في الوقت الحالي للاسباب نفسها اعلاه (معرفة مصير الباقين من افراد الاسرة)”.
وبحسب ختاري فانه “هناك شباب ايزيديين متزوجين اصلا، و يرغبون بالزواج من ناجية، لكن أكثرهن يرفضن أن تكون بمنزلة الزوجة الثانية أي ضرة، وانا ارى انه لابد للناجية أن تتحمل جزء من معاناة المجتمع وتوافق على هكذا زواج”.
واشار الى ان “مجموعة من الناجيات يرفضن الزواج في داخل العراق، ويطلبن إيصالهن الى الخارج، وربما المتقدم للزواج لا يتمكن من دفع أجرة المهرب والهجرة الى اوروبا، وبرغم ان الناجية قد تستطيع الوصول الى الخارج بواسطة المنظمات الانسانية، ولكن من الصعوبة وصول من يود الزواج منها الا في حالة دفع مبالغ طائلة الى المهربين وبطرق صعبة وغير شرعية وربما محفوفة بالمخاطر ايضا”.
وشدد ختاري على انه “لدينا اعداد هائلة من الناجيات الايزيديات واللواتي يربو عددهن عن 1500 فتاة ناجية، بينما اللواتي تزوجن لحد الآن لا يتجاوزن عدد أصابع اليدين الاثنين، وان بقاءهن من دون زواج يعد كارثة للمجتمع الايزيدي، وهنا لابد من الاتصال مع رؤساء العشائر الايزيدية وعائلات الناجيات، ويكون للنشطاء والاعلاميين الايزيديين دور بارز في هذا المجال”.
وبحسب اخر احصائية عن اجتياح داعش لقضاء سنجار في الثالث من آب 2014 فان عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان يبلغ 30 مقبرة جماعية، عدا المئات من مواقع المقابر الفردية، بينما عدد المزارات والمراقد الدينية المفجرة من قبل داعـش يبلغ 68 مزارا ومرقدا.
اما العدد الاجمالي للمختطفين يبلغ 6417 مختطفا، بضمنهم 3547 من الاناث، و 2870 من الذكور، فيما أعداد الناجيات والناجين من قبضة ارهابيي داعش فمن النساء 1054 مختطفة، و325 من الرجال، و 765 من الاطفال الاناث، و 753 من الاطفال الذكور، والمجموع الكلي يبلغ 2908 مختطف ومختطفة.
بينما عدد الباقين بيد داعش فهناك 3509 اشخاص، بواقع 1724 من الاناث، فيما عدد الذكور الباقين يبلغ 1785 مختطفا. ومن الجدير قوله ان تغييرات طفيفة جدا حدثت على هذه الاحصائية.