أنموذج لجدارية تزين “التعليم العالي”
بغداد – وداد إبراهيم:
جاء الى وزارة الثقافة، وهو يحمل انموذج لجدارية، وقد انجزها هذا المبدع بعناية نادرة، وتمثل “بغداديات”، من اجل ان تكون لوزارة الثقافة الكلمة الأخيرة، في وضعها على جدارية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ان الفنان التشكيلي العراقي ابراهيم العبدلي.
العبدلي ينتمي الى جيل الستينيات للقرن الماضي، الذين اثروا المشهد التشكيلي العراقي بالكثير من الإعمال المتميزة، وعرف هذا المبدع منذ بداياته الفنية، بقدرته الفائقة على رسم “البورتريه”، فضلا عن رسم الطبيعة والتراث الشعبي. ولد في بغداد عام 1940، والتحق عام 1962 بقسم الرسم بالدورة الاولى لأكاديمية الفنون الجميلة العليا، كما كانت تسمى حينذاك، وتخرج منها في عام 1965، كما حصل على ماجستير تصميم من جامعة مانجستر بولتكنيك في بريطانيا عام 1980، ومارس تدريس الرسم في بغداد والسعودية. ومن زملائه كل من الفنانين سالم الدباغ، وخضر جرجيس، ومحمود الراضي، وليلى العطار، وسوسن سلمان.
اعماله جمّلت الكثير من المباني في بغداد، فله جدارية في قاعة كبيرة في مطار بغداد الدولي، وفي شارع حيفا، وفي بعض البيوتات في بغداد، مشاهد فنية تنهض في نفوسنا، حواضر انجازات كبيرة، وراسخة، أنجزت بأبعاد ومنطلقات حانية ومشرقة.
سألناه: ماذا لو كلفت الآن بعمل فني في ساحات بغداد؟
فقال: هذا ما يتمناه كل فنان عراقي، قد اختار مكاناً قريباً من لوحة الفنان الكبير فائق حسن في ساحة الطيران، وقد انفذها بمادة الموزاييك، على الرغم ان ما اجده ان ساحات بغداد مهملة من قبل امانة بغداد، حتى المباني في بغداد اجدها مهملة، ومن دون عناية او رعاية، بما في ذلك البيوت التراثية. وهذا ما يؤلم كل الفنانين العراقيين، وبغداد لم تقتني مني أي عمل منذ سنوات، والكل يعرف اهمية وجود الاعمال الفنية في ساحات المدن، علماً ان المدن الكبرى، والمدن العالمية، بناها الفنانون.
اما عما يحب العبدلي فقال: اضافة الى الرسم، فأنا اعشق المقام العراقي، وانا قارئ مقام، وكنت متواصلاً مع قراءة المقام، ولكن لم أعلن عن ذلك، خشيت من النظرة غير المنصفة، التي كانت لدى البعض عن الغناء بنحو عام، لهذا صرت اقرأ المقام بنحو شخصي بين الاصدقاء والاهل، واجد ان هناك ترابطا ما بين الفن التشكيلي والغناء بصورة عامة، والمقام العراقي بصورة خاصة، لان التون في المقام هو ذاته موجود في الرسم، لذلك فقد حافظت على موهبة قراءة المقام العراقي حتى الآن.
وأين هو العبدلي اليوم؟
انا أتنقل ما بين المدن، اقيم المعارض هنا وهناك، واعيش حياتي كفنان عراقي ملتزم بفنه، واسلوبه.
قال عنه الناقد الفني صلاح عباس: العبدلي من جيل العقد السادس، خريج لندن، انشغل بالرسم الواقعي، بحيث اتقن اسرار الاتجاه الواقعي رسما وتخطيطا، ويعد واحداً من ابرز الاسماء الفنية العراقية التي اشتغلت في هذا المجال، ويعد استاذا للفن الاكاديمي، كما انشغل بالفنون التعبيرية، وقدم نماذج من الاعمال تعد اكتشافا جديدا في مجالات توظيف الوحدات الصورية، وتضمنها تعبيرا على درجة عالية من الحساسية، وخاصة مجموعة اعماله عن “تل الزعتر”، و”الحرب العراقية الإيرانية”، وكذلك احداث ما بعد 2003، لذا يعد الفنان الملتصق بالقضية الوطنية العراقية.