عامر القيسي
قال الشيخ محمد عبده مقولة بعد ان زار اوروبا ، لقد وجدت الاسلام ولم اجد المسلمين وفي بلادنا وجدت المسلمين ولم اجد الاسلام،وقد ذهبت في ذلك مثلا، وهي رؤية تعبر عن ان الرجل تلمس ووجد تطبيقات كثيرة لمباديء الاسلام .
وفي بحث هو الثاني منذ عام 2010 قام به فريق من جامعة جورج واشنطن الاميركيه لترتيب الدول على أساس التزامها بمبادئ الإسلام خصوصاً في الجوانب الاقتصادية ، قارنوا دساتير ٢١٨ دولة و أسس حكمها و اقتصادياتها و تعامل الدولة مع المواطنين فيها ، قارنوها مع ١١٣ مبدأ إسلاميا مستمدا من القرآن والحديث النبوي تتعلق بالعدالة الاجتماعية و توزيع الثروة و الحرية الاقتصادية..
البحث قام به مجموعة باحثين مسلمين و غير مسلمين لمعرفة وتحديد مفهوم “اسلاموية” الدول خصوصاً بعد أحداث سبتمبر في أميركا، وقد اصدروا قائمة أولى في عام ٢٠١٠ لأكثر الدول اتباعاً لمبادئ الإسلام وقائمة محدثة لهذا العام ..
وجاء ترتيب الدول المطبقة لمباديء الاسلام على النحو التالي:
ايرلندا ، الدنمارك ، لوكسمبورج ، السويد ، و النرويج كأكثر الدول التزاماً بمبادئ الاسلام .. أما السعودية فهي الدولة رقم ١٣١ في القائمة فيما احتلت معظم الدول الاسلامية ذيل القائمة !
واستطيع ان اجزم ان البحث لم يتعرض للبنى السياسية وحقوق الانسان والميليشيات وتفريخاتها، والقاعدة وتفريخاتها من الدواعش والنصرة من حازي الرؤوس على الهوية والاسم .. واستطيع ان اجزم ، اعتمادا على سذاجة الكثير من البحوث الاوروبية التي عادة ماتتلقف الظواهر بسطحياتها في شؤون الشرق، ان هذه البحوث لو تعمقت قليلا بمنتجات الانظمة الاسلامية العربية في السياسة والاقتصاد وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية ، لما وجدت في منطقتنا العربية نظاما اسلاميا يتحلى سلوكه بمباديء الاسلام..
لو انهم تعمقوا اكثر ، لاكتشفوا مستويات العسف العالية التوتر التي تتعرض لها الشعوب الاسلامية على ايادي الانظمة “الاسلامية“..
حتى اسرائيل التي نصفها بالصهيونية والعنصرية والعدوانية جاءت رقم ٢٧ في قائمة عام ٢٠١٠ بينما حلت ماليزيا ( أولى الدول ذات الوجود الاسلامي الكبير في القائمة ) في المرتبة الـ٣٣ تليها الكويت في المرتبة ٤٢ !
شمل البحث تحديد 218دولة للدراسة كالدول العظمى والدول الأوروبية وتم التركيز على إضافة الدول التي لها علاقة بالإسلام ومن ضمنها الدول التي اعلنت أنها دول إسلامية كالسعودية وباكستان وإيران أو تتبع الدين الإسلامي في نظامها كعمان وافغانستان ومصر والإمارات وأيضا الدول التي تكون نسبة المسلمين فيها تشكل الأغلبية كماليزيا.
وجرت المقارنات والتطبيقات على اساس الفرص الاقتصادية والحرية الاقتصادية والعدالة،معاملة العمال بما في ذلك تحسين خلق فرص العمل والمساواة،التعليم العالي نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، القضاء على الفقر والمعونة، توزيع الثروات، البنية التحتية الاجتماعية وتوفير الخدمات الاجتماعية والرعاية الاجتماعية، إدارة الموارد الطبيعية، مستوى الثقة الإقتصادية والحد من الفساد، تطبيق النظام المالي الإسلامي، نسبة المساعدات الخارجية ،الناتج المحلي الإجمالي ودرجة المحافظة البيئية. ما يعني ان البحث تناول كل جوانب الحياة التي لها علاقة بالنشاطات الانسانية.
السعودية التي فيها مكة المكرمة احتلت المركز 91 وبريطانيا الخامس!
اميركا الامبريالية احتلت المركز 16 فيما احتلت ايران الاسلامية المتشددة المركز 139 !
ماليزيا وحدها انقذتنا من هذا العار بحلولها في المركز 33 متأخرة عن اسرئيل!
فيما كان مركز العراق الحضاري المتخم بالمراقد المقدسة والاولياء والانبياء هو المركز 148 !
والتعليق لكم ..مع تحياتي للذين ينفخون في رؤوسنا كل لحظة ان الاسلام لولاهم لابتلعه الحوت !