إلى الشهيد “ظافر النهر”

نصير النهر

تمرّ العصافير مقهورةً،
تثقِلُ الأغنيات بحزن النواطيرِ،
قد سرقوا الكرْمَ،
واعتصروا من شفاه الحبيبة كل النبيذِ..
وداسوا الفِراش الذي لم يدنّسه لَوْثٌ،
ولم تَتَلَيَّل عليه الظهيرةُ،
داسوا الظهيرهْ
ورأس الحبيب الذي علّقوه بحبل الضفيرهْ

* * *

تمرّ العصافير ..
تمسحُ عند الفِراشِ دماً للنواطيرِ سالَ..
وحلم الحبيبهْ
تمرّ العصافير..
تابوت عرس الحبيبة يحلمُ..
الكرم ينضجُ،
والـ..
قاطفات قطفنَ البكاء..
لقد سرقوا الكْرمَ والأغنيات..
وحلم الحبيبهْ
ورأس الحبيب الذي علّقوه بشَعر القَصيبهْ

* * *
يُنكِّسُ ناطورها الرأس،
يبصقُ في دمهِ،
يلحس الجرحَ..
إن شفاءكَ صعبٌ
وإن وفاءَك ذئبٌ
فانْ لم تطاوعهُ أمعَطَ..
كنتَ المصيبهْ
* * *

وتبكي العصافير شَعرَ الحبيبةِ..
تقرأ فاتحة الدمِ..
يا قهرها
لو تكون البُزاة..
لَكانت على الأرض هذي البزاة..
لَكانت تهزّ مناقيرها في الجراح..
فتنكاُها
والدماء عناقيد نارٍ..
تُحرَّقُ فوق المسيح صليبهْ
* * *
ولكنه العالم المتعفّن..
ويح البزاة
هو العالم المتنمّق..
يغتالها في الأعالي
وما قد تبقّى تخبّا
وما في الأيادي تدجَّنَ..
حتى تكرّسَ للعالم المتعولمِ..
يصطاد عصفورة، أو هَزاراً
وعند الرِهان..
تحوَّل ديكاً يمارسُ لعب العراكِ..
فَوا خجلة الجو..
وا خجلة الجو ..
رأس الحبيب مُدَلّى..
وقد عقدوه بشَعر الحبيبهْ
* * *
ويُثخنُ لحن العصافير حزن الحبيبهْ
* * *
لقد طفحَ الكيل..
قد طفحَ الكيل..
أن العصافير حين تصير البزاة ديوكاً
تَحدّ مناقيرها
والنواطير تبقى كلاباً
إذا لم يهزّ المسيح صليبهْ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة