بغداد ـ الصباح الجديد:
نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مقالة للمستشار دينيس روس حول التطورات الأمنية في المنطقة، جاءت تحت عنوان “تهديد داعش يتخطى العراق.
ويذكر المستشار روس، في المقال الذي أطلعت عليه “الصباح الجديد”، ان “كل من يسافر إلى الشرق الأوسط هذه الأيام يشعر بالموجة العاتية التي تجتاح المنطقة. فـ (الصحوة العربية) باتت اليوم ذكرى بعيدة، وآمال الديمقراطية غابت لتحل محلها الأعلام السوداء”.
ويوضح الكاتب في اشارة لتنظيم داعش الارهابي ان “هذه الجماعة تكتسح بشاحناتها الصغيرة المناطق الأوسع من شمال وغرب العراق مزيلة في طريقها الحواجز الحدودية التي تفصل العراق وسوريا، ومهددة مناطق العبور التي يمر فيها النفط العراقي إلى الأردن”، موضحاً ان ذلك “يجعل كل من السعودية والأردن عرضةً للخطر”.
وبخصوص إعلان تنظيم داعش الارهابي، أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين في ما يدعى بالـ “الدولة الاسلامية”، يوضح روس ان “هذا الإعلان مبالغ فيه بالتأكيد، إلا أن هناك سبباً جوهرياً يدعو إلى التخوف من أن يقوم ذراع تنظيم القاعدة، السابق – داعش – بغرس نفسه في المناطق السنية في العراق وسوريا”، مشيراً الى ان “استياء السكان السنة في تلك المناطق عارم، وهذا ما أتاح حشد عناصر تنظيم داعش وحلفائهم للتغلب على جيشٍ عراقي يفوقهم عدداً وقوةً من حيث السلاح. وإذا كان باستطاعة القاعدة تنفيذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر من ملاذها في أفغانستان، فيمكن تصور التهديدات التي قد يشكلها تنظيم «داعش» من المنطقة الأكبر مساحةً في العراق وسوريا”.
ويشير الكاتب الى ان “الرئيس أوباما محقّاً في لفت الانتباه إلى هذا التهديد. فهذا الأخير يتعدى حدود تهديد داعش في العراق، وتستلزم معالجته دعماً من الأصدقاء العرب المعهودين للولايات المتحدة”.
ويذكر روس في مقالته التي نشرها الموقع الرسمي لمعهد واشنطن أنه “بالرغم من قلق السعوديين والأتراك والإماراتيين والأردنيين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، إلا أنهم لن يستجيبوا للاستنجادات الأمريكية إذا اعتبروا أن ذلك سيؤدي إلى هيمنة إيران وميليشياتها الشيعية على الشعوب السنية”. مضيفاً بالقول ” إذ يشعر السعوديون وغيرهم بالارتياب حين تقوم الولايات المتحدة وإيران بإرسال المستشارين وتوفير طائرات الاستطلاع والدعم المادي للعراق من أجل التصدي لداعش، حتى في الوقت الذي تقوم فيه حكومة بشار الأسد في سوريا بقصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على طول الحدود السورية – العراقية”.
ويبين الكاتب ان على شركاء واشنطن أن يلحظوا عزمها وتصميمها على تغيير ميزان القوى في الحرب الأهلية السورية، مبيناً ان الصراع “يرتبط ارتباطاً وثيقاً بما يحدث في العراق – ليس فقط ضد تنظيم داعش بل ضد نظام الأسد أيضاً”.
ويوضـح المستشار في معهـد واشنطن إن “إعلان البيت الأبيض عن تقديم مساعـدة للمعارضة السورية بقيمـة 500 مليون دولار لن يفيد في هـذا السياق إلا أذا اعتُبـر جـزءاً من خطـة متماسكـة لإضعـاف نظام الأسد والتعويض عن تدفق الأسلحة الإيرانية والروسية”، منوهاً الى ان “هذه المساعدة يجب أن تأتي في إطار الحرص الجماعي على عدم انتشار عناصر داعش إلى الأردن”.
ويتسائل الكاتب عن حجم الخلايا الارهابية المتواجدة حاليا داخل المملكة الاردنية الهاشمية قائلاً “استقبلت المملكة الأردنية ما يقارب من مليون لاجئ من سوريا (بالإضافة إلى العدد الكبير من العراقيين الذين لجأوا إلى المملكة خلال أسوأ سنوات الحرب في العراق)، والسؤال هو كم عدد السوريين والعراقيين من بين هؤلاء الذين قد يكونوا أعضاء خلايا تخطط لمعاونة تنظيم داعش في دخوله إلى الأردن؟”.