ما زالت منظومة الاسرة العراقية تعاني تعاملاً عكسياً مع الاناث بخلاف الذكور , اذ ما هو مباح للولد ممنوع للبنت , وان كان حقها كالتعليم واختيار شريك الحياة , فضلاً عن امور اخرى قد تصل الى وجبات الطعام فإلام تقوم بعزل حصة الاسد للولد وابيه فيما تقتات هي وبناتها على فتات ما يتبقى منهم , لذا ستظل عقدة البنت والولد تسيطر على تفكير فئة كبيرة وان تفوقت الفتاة حققت حلماً يحققه الذكر ويعمد البعض لجعل النصوص القرآنية سنداً قانونياً لظلم الانثى وحاشا لله ان يظلم عبده , فكيف وان الرسول العظيم « صلى الله عليه وعلى اله «قال « رفقاً بالقوارير « واكد في اكثر من حديث على ضرورة معاملتها باللين والرفق , وعدم حجرها او مصادرة حقها في العيش , وان كانت تعاني تخلفاً عقلياً او عوقاً معيناً قبل ايام نشر في موقع التواصل الاجتماعي قيام اب في محافظة الديوانية بحبس ابنته خلف اربعة جدران لايمكن للحيوان ان يعيش فيها وقام بفتح نافذة صغيرة لتقديم الطعام لها وكأنها بهيمة لم تتضح الاسباب التي جعلت الاب يلجأ الى هذا التصرف لكن علامات التخلف كانت واضحة على الفتاة .
وكأنه عاد بنا الى زمن الجاهلية , الا انه لم يؤدها وأد انسانيته تجاه ابنته , فيما يتفنن آباء آخرون بأساليب ضرب واهانة كرامة بناتهم بسبب مخاوف اجتماعية زرعت في اذهانهم من ان البنت عار او وسيلة لجلب العار , وما زواج الفتيات القاصرات الا دليل على هذا التفكير الرجعي ,والذي كانت نتائجه ان اكثر من 50 بالمئة من نسبة الطلاق بالمحاكم هي للقاصرات اللواتي تتراوح اعمارهن بين 13-16 سنة , وهنا بدلاًمن التخلص من عار الفتاة ومسؤوليتها تحملوا مسؤولية بنتهم وهي تحمل لقب « مطلقة «وهذا عار مضاعف في مجتمع ما زال يعطي الحصانة للذكر وان قتل او زنى او سرق , فيما يحاسب الانثى لمجرد انها طالبت بأكمال دراستها او رفضت ان تكون « فصلية «تدفع ثمن أخطاء او جريمة اخيها او ابيها اللذين لا يعدانها على قيد الاختيار او المشاورة , في مثل هذا الامر بل يكتفون بجعلها فدية او تزوجيها لرجل لا ترغب به لكون اخوها يريد الزواج بأخت ذاك الرجل وهذا ما يطلق عليه بلغتهم « كصة بكصة «وهنا تكون معاملة ما تم مقايضتها بها فأن احسنوا معاملتها انعكست عليها وان ساءت تكون هي الضحية , لا لشيء سوى ان الرجل اراد ان تكون احلامه امراً واقعاً على الانثى او الاخت تحملها وتحقيقها وان كانت على حساب حياتها ومستقبلها .
زينب الحسني
حجر الأنثى
التعليقات مغلقة