تعزيز أصوات الكاتبات العراقيات
باريس ـ ميدل ايست أونلاين:
ضمن مشروعه بالتعريف بالكاتبات العراقيات أقام مشروع «عيون إينانا» بالتعاون مع المركز الثقافي الألماني، ومعهد غوته، وبدعوة من الملحقية الثقافية في السفارة الفرنسية ببغداد، فعالية ثقافية في باريس في الl]ة من 7 إلى 9 مارس، وجاءت الفعالية على ثلاث مراحل رئيسة، وشملت اجتماعات المائدة المستديرة في باريس، وورش وعرض طبعة جديدة من كتاب «عيون إينانا» في معرض فرانكفورت للكتاب في أكتوبر 2017.
وتم دعوة الكاتبة رشا فاضل والفنانة التشكيلية غرام الرباعي والصحفية الألمانية بيرجيت سفنسون (محررة عيون إينانا) للمشاركة في ثلاث فعاليات ثقافية متنوعة.
وتضمنت الفعالية عدة جلسات ثقافية أقيمت بباريس بضمنها احتفالية وزارة الخارجية الفرنسية بيوم المرأة العالمي بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير الخارجية الفرنسي إلى جانب شخصيات ثقافية نسوية من كل العالم.
وجرت مناقشة القضايا المعاصرة التي تعاني منها المرأة، وطرح الحلول المقترحة لحل هذه المشكلات عبر ما يسمّى بالطاولة المستديرة، إذ تحدثت المشاركات كل واحدة عما تعانيه المرأة في بلدها، وتم تسليط الضوء على ما تعانيه النساء في العالم جراء التنظيمات الإرهابية، وتمت الإشارة الى نساء أفغانستان ومعاناة الايزيديات تحت ظل الممارسات التعسفية للجماعات الإرهابية.
وفي دار الكتاب الفرنسي تحدثت الكاتبة غرام الربيعي عن وضع الكاتبة العراقية تحت ظل التداعيات العراقية التي يمر بها العراق والتحولات السياسية والاجتماعية وبينت إصرار الكاتبة العراقية على الابداع والمضي بأصعب الظروف والتحديات وأشارت إلى أنها قبل قدومها قد عملت احتفالية ببغداد بيوم المرأة العالمي، فيما اشارت الكاتبة رشا فاضل الى صعوبة الكتابة، والتعبير للمرأة العراقية في مجتمع ذكوري ,إضافة الى ما عانته تحت ظل الأحكام الظلامية التي فرضها «داعش» عند احتلاله مدينة تكريت، ونقلت مشهد الاحتلال من الداخل كونها كانت شاهدة حيّة عليه.
وفي مساء 7 مارس، استضاف نادي بين الفرنسي الفنانة التشكيلية غرام الربيعي والكاتبة رشا فاضل للحديث عن مسيرتهما، وقراءة بعض نصوصهما أمام جمهور من الفنانين والكتاب والمثقفين فيما تحدثت الصحفية بيرغيت سيمبسون عن أهمية مشروع «إينانا» في التعريف بالكاتبات العراقيات وإيصال أصواتهن للعالم وفتح نوافذ حوار ثقافي.
وبيّنتا أن اسم «إينانا» هو اسم الهة في التراث الرافديني القديم، وهي الهة الحب والحرب، وتمثل جوانب من الشخصية العراقية التي تحمل في طياتها الحب، والحرب، والشجاعة.
وأوضحتا” أن مشروع إينانا هو مشروع عراقي مئة بالمئة، فالنصوص التي احتواها الكتاب هي نصوص لكاتبات عراقيات من أجيال متعددة ,واللوحات التي تضمنها ,إضافة الى الطباعة، والترجمة وقد تمت ترجمة الكتاب الى الالمانية والفرنسية، وجرت قراءة نصوص منه بالفرنسية، وتخللت الجلسة العديد من الحوارات والمداخلات من قبل العديد من الكتاب الفرنسيين .
واستكمل الثقافي للفعالية في 8 مارس، عندما نظمت وزارة الخارجية الفرنسية مؤتمراً خاصًا في لا كورنيوف (وهي مدينة في الضواحي الشمالية في باريس المعروفة جيداً بوجود كثافة كبيرة من المهاجرين القادمين من البلدان الأفريقية والعربية) للاحتفال باليوم العالمي لحقوق المرأة، وقد حضر المؤتمر أكثر من 200 شخص.
وتحدث ثيري فرغون المستشار الثقافي في السفارة الفرنسية في بغداد عن أهمية هذه الفعالية في إيصال صورة وصوت الكاتبة العراقية الى العالم وعن مشروع «إينانا» الذي تلقى دعماً كبيراً من السفارة الفرنسية في العراق.
وأضافت الصحفية بيرجيت سيمبسون ما واجهته من صعوبات في انتاج كتاب «عيون إينانا» مشيرة الى المجهود الكبير الذي بذلته مع كل من شارك بإنتاجه، وعن طموحها بأن يكون هذا فاتحة للعالم تتيح للكاتبة العراقية إيصال صوتها، وكان الحضور مهتماً بالاستماع إلى شهادات الكاتبتين غرام الربيعي، ورشا فاضل، وتجربتهما في الحياة، والكتابة في العراق، واستمر النقاش لأكثر من ثلاث ساعات، ونوقشت العديد من القضايا، بما في ذلك دور المرأة في المجتمع العراقي، فضلاً عن غزو داعش، وقد تفاعل الجمهور مع النصوص الشعرية والقصصية التي قرأت عليهم باللغتين العربية والفرنسية.
ومن باريس الى المانيا مضت الكاتبات لإكمال برنامج الفعالية الثقافية، إذ تمت استضافتهن من قبل صحيفة «DUSSELDORFER»، وهي من أكبر الصحف الألمانية، إذ أقيمت جلسة ثقافية حضرها عدد من الإعلاميين، والكتّاب، والمهتمين، وتم الحديث فيها عن تجربة الكتابة النسوية في العراق تحت ظل التداعيات السياسية، مع قراءة للنصوص الشعرية، والقصصية، والتعريف بمشروع كتاب «عيون إينانا».
يذكر أن مشروع إينانا 2017 هو مشروع ثقافي مخصص للترويج للكتابات العراقيات. ويهدف إلى تقديم الدعم لهن، للسماح لهن بالمشاركة بنحو أكبر وتوسيع نشاطاتهن الإبداعية ككتاب وفنانين.