بغداد – الصباح الجديد:
صدرت عن دار «مخطوطات» في هولندا المجموعة الجديدة للشاعر نصيف الناصري «ميراث المُرْتابين» وضمَّت 141 قصيدة تُعالج قضايا كثيرة في حياة الشاعر ويتداخل فيها الواقع المُعاش بالأسطوري. التاريخ بالواقعة اليومية في الحياة المعاصرة عبر سرد لا يكلّ عَن التحسّر على الماضي وعلى الراهن. للمدينة في المجموعة والحياة فيها حصَّة كبيرة مِن القصائد، كما للبيت والشؤون العائلية والحُبّ «الحُب فعل ثقافة» كما يقول الشاعر. حصَّة كبيرة أيضاً مِن القصائد.
«وَضَعْنا في أرْجل المريض الأجْراس والجلاجل قَبْل مرضه،
وفي اليَوم التالي حَمَل جثْمانه شُبَّان المَدينة، لكنَّهم لَم يَعْثَروا
على روحه المتأوّهة. انْزال طائر يَتَلمَّس الدفء مِن شَجَرة
وَسلْبه حَقل القَمح مِن دون تَفْويض مِن الله، يحْرمنا مِن
امكانية عَقد صَفقة نسْتَعيد بموجبها الميت الحَزين. باسْتثْناء
غَرقى طوفان نوح، لَم يَقْتفِ الأثر الصَحيح للغَرق إِلاَّ الذين
أوذوا وكانَت حَياتهم مَصْدر الهام لَنا».
يبدو فزع الشاعر مِن المرض ومِن نهاية المصير واضحاً في قصائد كثيرة، وعلى الرغم مِن هذا الفزع الذي يتلبَّس نصيف الناصري، فانَّه يقول:
«فنَّ الموت أَكثر ثقافة مِن فنِّ الحُبِّ» ويُعبِّر عَن الأَمل في «الموت مَع الغير». حياة الشاعر التي أَمضاها في عزلة تامَّة عن الجميع طوال سنوات اقامته في السويد. 20 سَنة، تبدو لقارئ مجموعته هذه. انَّها انتظار «لانضاج الشواء». الموضوعات الأثيرة في الشعر التي عبَّر عنها في مجموعات سابقة. الموت. الزمن. الحرب. الحُبّ. السأم. الغرق كفعل تطهير. تعود مِن جديد عبر اشارات مغايرة وسرد حارّ وفي بَعض القصائد يتداخل الموت بالحُبّ» تَعَذَّر عليَّ أن أدْرك النظام الكلّي للحُبِّ، وباعتباري مِن الأفْراد
الذين لا يُميَّزون بَيْنه وَبَيْن المَوت. عشْتُ الحضور الدائم للغَياب».
وجاءت المجموعة بـ ( 183 صفحة من القطع المتوسط ، وبغلاف من تصميم ( ناصر مؤنس ) .