من أجل إضفاء جو من الضحك والمرح
إعداد ـ زينب الحسني:
في الأول من أبريل في كل عام تحصل مواقف كثيرة معظمها طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم.
لكون يتندر بعض الناس على بعضهم، بنحو ساخر وخداع يدفع للمرح الذي قد ينقلب إلى مشكلة أحيانًا ويكون المبرر أن ذلك «كذبة نيسان». وهو يوم اعتاد الناس فيه على الاحتفال وإطلاق النكات وخداع بعضهم البعض.
ويعرف أن هذا التقليد أوروبي ويعود إلى تغيير موعد بداية السنة الميلادية في القرن السادس عشر.
إلا أن ذلك الأصل لتلك العادة قد يكون في حد ذاته «كذبة نيسان»، إذ أن هناك تاريخيا ًما يثبت أن تلك العادة بدأت قبل ذلك.
كما أنها لا تقتصر على الثقافة الأوروبية في القرون الوسطى، بل تتعداها إلى ثقافات وقارات أخرى.
والتفسير الشائع هو أن كثيرًا من مدن أوروبا ظلت تحتفل بمطلع العام في الأول من نيسان، حيث يبدأ احتفال نهاية الشتاء وبداية الربيع من 25 آذار إلى 1نيسان.
ثم جاء البابا غريغوري الثالث عشر بنهاية القرن السادس عشر وعدل التقويم ليبدأ العام في 1 كانون الثاني، وتبدأ احتفالات الأعياد من 25 كانون الاول.
وأطلق الناس على من ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم تعليقات ساخرة لأنهم يصدقون (كذبة نيسان).
لكن «قصص كانتربري» للكاتب جيفري شوسر التي تعود للقرن الرابع عشر تحمل حكايات عن «كذبة نيسان /أبريل»، ما ينقض هذا الأصل.
وإن هناك كثيرًا من الشعوب لديها طقوس أقدم من العصور الوسطى الأوروبية تشبه تمامًا «كذبة نيسان / أبريل».
أما أشهر كذبة نيسان، فتتعلق أيضًا بكيف ولماذا ومن أين جاءت هذه العادة.
ففي عام 1983 نشرت وكالة أسوشيتدبرس تقريرًا نقلته الكثير من وسائل الإعلام عن نظرية أصل «كذبة نيسان /أبريل» قدمه أستاذ التاريخ في جامعة بوسطن جوزيف بوسكن.
تقول نظرية بوسكن أن تلك العادة بدأت مطلع القرن الرابع الميلادي في عهد الامبراطور الروماني قسطنطين.
فقد كان هناك مهرج للقصر يدعى كوغل قال أمام الامبراطور أن المهرجين يمكن أن يحكموا بنحو أفضل من الامبراطور، ومن باب التسلية نصب الامبراطور مهرجه امبراطوراً ليوم واحد (في 1 نيسان /أبريل) حيث قرر كوغل نشر السخرية والمتعة في ذلك اليوم في أنحاء الامبراطورية.
وأعجب الامبراطور بالفكرة وتسلى بها فصارت تقليداً كل عام في اليوم ذاته.
وبعد اسابيع، اكتشفت الاسوشيتدبرس أنها وقعت في فخ «كذبة أبريل» وأن البروفيسور بوسكن لفق القصة تمامًا.
أطرف الأكاذيب
و من أطرف الأكاذيب و أشهرها, في شتى البلدان, ما حدث في رومانيا عندما كان الملك كارول يزور أحد متاحف عاصمة بلاده, في أول إبريل, فسبقه رسام مشهور, كان قد ترصد قدومه, و قام برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة, على أرضية المتحف, مما دفع الملك بأمر أحد حراسه, بالنزول لالتقاطها, و لكن سرعان ما اكتشفوا أنها كذبة, و قد اشتهر الشعب الإنجليزي بكذبة ظهرت في عام 1860, في اليوم الأول من إبريل, حيث حمل البريد إلى مئات من سكان لندن, بطاقات مختومة بأختام مزورة, تحمل في طياتها دعوة لمشاهدة الحفلة السنوية لغسل الأسود البيض, في برج لندن صباح الأحد, في الأول من إبريل, مع التكرم بعدم دفع أي مبلغ, مما دفع الجمهور الساذج بالتوجه نحو البرج لمشاهدة الحفلة المزعومة, و لكن إلى جانب هذه المواقف المضحكة, كان هناك أحداث مؤلمة صاحبت هذه الكذبات, و من أشهرها قيام سيدة إنجليزية بالصراخ, و طلب النجدة, من أعلى شرفة مطبخها, بسبب اندلاع حريق داخله, و لكن من دون جدوى, حيث ظن الناس بأنها كذبة, لتطابق ذلك اليوم مع أول إبريل, و بذلك تكون هذه الكذبة قد أودت بحياة الكثيرين, فعلى الرغم من أنها ممتعة, إلا أنها قد تنهي حياة البعض, نتيجة التهور, و التهويل, و استعمال الحيل و الأكاذيب المخيفة.
مآسي كذبة آبريل
وإلى جانب هذه المواقف المضحكة هناك مآسٍ باكية حدثت بسبب كذبة أول أبريل فقد حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنجليزيات في مدينة لندن فخرجت إلى شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد إذ كان ذلك اليوم صباح أول أبريل.
وسائل الاعلام
وفي أوروبا حتى وسائل الإعلام تدخل اللعبة أذ بُث أحد أشهر المقالب على القناة السويدية الوحيدة العاملة عام 1662 قبل اختراع التلفزيون الملون، عندما ظهر خبير تقني على الشاشة ليعلن للمشاهدين أن بإمكانهم الحصول على صورة ملونة بوضع كيس نيلون على الشاشة. وصدقه كثيرون وحاولوا تطبيق النصيحة.
ولكن البريطانيين أكثر من يحب وربما يجيد لعبة الكذب هذه، التي تطبقها معظم الصحف وحتى التلفزيونات كل عام، ولعل المقلب الأكثر شهرة ما بثته «بي بي سي» عام 1957 في فيلم وثائقي عن اكتشاف أشجار سباغيتي في سويسرا.
وأغضب المقلب البعض، ولكن كثيرين صدقوه، واتصلوا بالقناة للسؤال عن مكان شراء شتل السباغيتي الخاصة بهم.