“المعقل القديم” للتنظيم بالجانب الغربي تحت الخناق
نينوى ـ خدر خلات:
قصف تنظيم داعش الارهابي عدداً من الأحياء المحررة بالموصل بنحو وحشي و اوقع خسائر بشرية ومادية، وفيما يلجأ قناصو داعش للاحتماء بالمنازل الاهلة بالسكان كشف مرصد موصلي عن ان “المعقل القديم” لتنظيم داعش بات يعاني من حصار مطبق عليهم يكاد يخنقهم.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “تنظيم داعش الارهابي قصف عدداً من الاحياء المحررة بجانبي المدينة بنحو وحشي وانتقام وأوقع خسائر بشرية ومادية بصفوف الاهالي”.
واضاف “القصف اسفر عن استشهاد 6 مدنيين من عائلة واحدة بمنطقة الموصل الجديدة، واصابة 15 مدنياً آخرين خلال تجمعهم لتسلم مساعدات إغاثية بالمنطقة نفسها ، كما وقعت خسائر بشرية لم يتم التأكد منها في احياء الرفاق، الغزلاني، الضباط، المنصور، المجموعة الثقافية، المحطة، و منطقة باب جديد”.
ولفت المصدر الى ان “داعش يزعم انه يستهدف القوات الامنية بقصفه هذا، لكنه كان قصفاً عشوائياً انتقامياً لأنه خسر هذه المناطق بعد الحاق هزيمة مدوية به على يد القوات الامنية المشتركة”.
وبخصوص المعارك الدائرة بالجانب الايمن، اوضح المصدر ان “العدو بات يعتمد بنحو شبه كامل على القناصين الذين ينتشرون بكثافة في المنازل المكتظة بالسكان، حيث انهم يحدثون فتحات صغيرة من الجدران الخارجية ويستهدفون قواتنا، ولكن لا يمكن الرد على مصادر تلك النيران باسلحة ثقيلة للحفاظ على المدنيين”.
وتابع “القيادات الامنية لديها خططها الخاصة في مواجهة قناصي داعش الذين اغلبهم من الارهابيين الاجانب والعرب”.
معقل داعش القديم يختنق
كشف مرصد “موصليون” المختص بمتابعة وتحليل اجراءات داعش بما تبقى في الاحياء الخاضعة لسيطرته بمدينة الموصل عن ان “المعقل القديم” للتنظيم يعاني من حصار مطبق يكاد يخنقهم.
وقال المرصد ان “قوات داعش الاولية دخلت من مناطق شمال غرب الموصل، وهي الاحياء المعروفة بكثرة تواجدهم منذ مدة طويلة نظراً لضعف تواجد الاجهزة الامنية فيها وانفتاحها على صحراء الجزيرة وبادوش وتلعفر وارتباطها بالصحراء الغربية المؤدية الى محافظة الانبار”.
واوضح “منذ سقوط الموصل بيد داعش اصبحت تلك الاحياء (١٧ تموز – الهرمات – مشيرفة – الاقتصاديين – الحاوي) مناطق تجمعهم وقياداتهم ومراكز اعلامهم، وحصلت تلك المناطق على كم كبير من الغارات الجوية طيلة الفترة الماضية راح ضحيتها كثير من الابرياء الساكنين في تلك المناطق”.
ولفت “موصليون” الى انه “مع بدء عمليات الجانب الايمن نقلت داعش عائلات مقاتليها الى تلك الاحياء كآخر محطة آمنة ظناً منهم انها يمكن ان تكون مهرباً الى سوريا او صحراء الجزيرة والانبار وتلعفر مرة أخرى، لكن الحكومة العراقية وقرارات اجهزتها الامنية اسرعت الى قطع تلك الطرق وفصل سوريا وتلعفر والانبار عن مناطق شمال غرب الموصل ما ادى الى فرض حصار مطبق عليهم يكاد يخنقهم”.
مبيناً ان “سكان هذه الاحياء يقولون ان داعش يعيش ايامه الاخيرة ويحقد على المدنيين فيها، وقد فتح جدران منازلهم من ثلاث جهات، وانه يحاسبهم على الصغيرة والكبيرة ما دفعهم الى التزام منازلهم وعدم الخروج منها”.
ويرى المرصد ان “كل المؤشرات كانت تقول ان هذه المناطق ستكون آخر ما سيتم تحريره، لكن مستجدات حصلت خلال اليومين الماضيين جعلت الانظار تتجه اليها مبكرًا، حيث تقدمت قوات من الحشد الشعبي باتجاه بوابة الشام في محاولة لفتح محور شمالي بالتعاون مع قوات الجيش التي حررت بادوش وهو ما سيدفع بداعش الى الهرب باتجاه المناطق القديمة ان تم التقدم بسرعة وبقيت الشرطة الاتحادية في باب الطوب”.
وسجل المرصد مخاوفه “على المدنيين الذين يتحدثون لنا عبر الرسائل القصيرة او النت المجاني، وانهم حريصون على الهرب تجاه مناطق الغرب في محور مكافحة الارهاب وهو املهم الاخير للنجاة، وهو ما نشجعهم عليه”.