الصابئة المندائيون يستعدون لإحياء طقوس عيد البرونايا

بغداد – احلام يوسف:
هنأ فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة والسياحة والآثار، الطائفة المندائية بمناسبة عيد “البرونايا”، الذي يصادف يوم السابع عشر من اذار وينتهي بيوم الحادي والعشرين من الشهر نفسه.
وقال الأتروشي في تهنئته: يسعدني أن أتقدم بأصدق الأماني والتبريكات لإخوتنا المندائيين لما يتميزون به من نقاء سريرة، ومواطنة حقة، فهم أكثر بياضاً من الملابس البيض التي يرتدونها في هذا العيد، بل وأشد عزما على السلام الذي يرمزون إليه بغصن الزيتون الذي يحملونه بأياديهم في هذا العيد”.
بدورنا التقينا بعدد من افراد الطائفة المندائية لنسألهم عن تاريخ هذا العيد، وطريقة احتفالاتهم به، والطقوس التي يمارسونها خلال الايام الخمسة البيض في عيد البرونايا.
سمر كريم أحد افراد هذه الطائفة، وتسكن مدينة بغداد، تقول ان عيد البرونايا هو عيد الخليقة، ويستمر لمدة خمسة ايام تسمى “الايام الخمسة البيض”، وهي الايام التي خلق فيها الله عوالم الجنة والنور، وقالت: تجري خلال هذه الايام طقوس التعميد على ضفاف الانهار، ولذلك فأننا عادة نفضل السكن في المناطق التي تحيطها الانهار، وذلك هو سبب كثرة تواجد الطائفة في مناطق الجنوب، حيث الانهار والاهوار.
تتألف السنة المندائية من 360 يوما، اضافة الى خمسة ايام “البرونايا”، والتي تفرد عن الحساب لخصوصيتها، ووفقا للنصوص المندائية فانه يمكن اجراء المراسيم الدينية في النهار والليل، لأنها ايام مباركة لا يفصل بينها ظلام، فيتعاملون معها وكأنها يوم واحدا.
أردوان “وهو اسم ملك ذو منزلة مرموقة لدى المندائيين” انتقل حديثا الى مدينة بغداد يقول: “في هذه الايام الخمسة، نقوم بصلاة الصبح في كل الاوقات خلال اليوم الواحد، ولا تقتصر على وقت الصباح فقط، لان نور الله يضفي على الدنيا شعاعا حتى في اثناء الليل، اذ تجلى الخالق في هذه الايام معلنا عن نور نفسه في الوجود الذي خلقه، وتعد أقدس مناسبة دينية للمندائيين”.
دالي شايان تحدثت عن طقوس تشبه الى حد كبير طقوس المسلمين في شهر رمضان المبارك حيث عليهم “المندائيين” الإبتعاد عن كل شيء نجس، او غير طاهر، وان يطهّر المندائي نفسه من كل اثم وذنب، من خلال التمسك بالأخلاق الطيبة، والقيام بالصدقة للمحتاجين، ومساعدتهم ماديا، او من خلال منحهم الاكل والملابس، وتلك الايام يكثر فيها الدعاء والصلاة وقالت: هناك شروط تخص الطعام ايضا فيشترط في هذه الايام المباركة ان يكون الاكل نظيفا، فلا يجوز ان يطهو الطعام شخص غير طاهر، وايضا يتم فيها “الصوم الكبير”، حيث الابتعاد عن المعاشرة، وصوم الجوارح عن كل ما يدنسها من افعال مسيئة.
ولان الصابئة هم أحد ابناء العراق الاصلاء والذين عاشوا منذ الازل على ارضه، فلا يسعنا الا ان نقدم لهم التهاني والتبريكات بعيدهم، متمنين لهم ولكل العراقيين الطيبين، الأمن والسلام، وان يكون غصن الزيتون عَلَما على بيوتاتنا، معلنين من خلاله عن انسانيتنا التي ترفض بكل الاحوال العنف، وتسعى للمحبة والألفة مع كل من حولنا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة